عاجل

الإمارات و"معهد جورج تاون" يطلقان تقريرا وخطة عمل لتعزيز مشاركة المرأة في مرحلة إعادة الإعمار بعد انتهاء النزاعات

الظفرة

الدار – وام/

أطلقت دولة الإمارات بالاشتراك مع معهد جورج تاون للمرأة والسلام والأمن تقريراً بحثياً، وخطة عمل للأمم المتحدة، لتعزيز مشاركة المرأة في مرحلة إعادة الإعمار بعد انتهاء النزاعات وذلك في ختام سلسلة مناقشات رفيعة المستوى استمرت عاماً كاملاً، والتي ركزت على موضوعات الحوكمة في مرحلة ما بعد انتهاء النزاعات، والانتعاش الاقتصادي، والاستدامة البيئية، والعدالة وسيادة القانون، وإصلاح قطاع الأمن.

وقالت سعادة لانا زكي نسيبة المندوبة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة : " أود أن انتهز هذه الفرصة لأدعو جميع زملائي من مؤيدي جدول أعمال المرأة والسلام والأمن إلى تأييد خطة العمل والتوقيع عليها من أجل توثيق التزامهم، كما أدعو مرة أخرى إلى زيادة جهودنا المشتركة نحو تعزيز مشاركة المرأة في مرحلة ما بعد انتهاء النزاعات وذلك من خلال وضع خطط عمل قابلة للتحقيق والتنفيذ والقياس، لنتمكن من إنشاء مجتمعات أكثر استقراراً وسلاماً تستحقها الشعوب في جميع أنحاء العالم".

من جانبها، قالت سعادة السفيرة ميلان فرفير، المديرة التنفيذية لمعهد جورج تاون للمرأة: "إن النساء والفتيات لسن مجرد ضحايا للنزاع المسلح، بل هن في الواقع عناصر فاعلة للتغيـير، ويقدم هذا التقرير خارطة طريق لعمليات الأمم المتحدة وللآخرين للتغلب على العقبات التي تحول دون مشاركة المرأة في مرحلة إعادة الإعمار بعد انتهاء النزاعات، والبناء على الاستراتيجيات الناجحة لتحقيق نتائج أكثر فعالية في مجال بناء السلام".

وقد شاركت في هذه الفعالية وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة السيدة هيلاري كلينتون كمتحدث رئيسي، والتي ركزت خلال كلمتها على أهمية تسريع جهود ضمان المشاركة الجادة للمرأة والنهوض بجدول أعمال المرأة والسلام والأمن قائلة: "نحن ندرك أن الفترة التي تلي انتهاء النزاعات في جميع أنحاء العالم تُعتبر فرصة جيدة، ليس فقط لتحديد ما إذا كان العنف سيتكرر مرة أخرى وإنما أيضاً لمعالجة أوجه انعدام المساواة المتجذرة، بما في ذلك انعدام المساواة بين الجنسين.

وهي فترة تٌعتبر بالغة الأهمية لضمان مشاركة المرأة في جميع مراحل الإغاثة والتعافي".

وأضافت:" أن دور المرأة في إعادة الإعمار خلال مرحلة ما بعد انتهاء النزاعات يُعتبر جانباً غير مدروسٍ بشكل كافي في جهود تعزيز السلام والأمن، إلا أن هذا الأمر بدأ يتغير الآن مع صدور هذا التقرير".

ويسلط التقرير البحثي الضوء على أفضل الممارسات والاستراتيجيات الفعالة ونقاط الانطلاق لضمان المشاركة الجادة للمرأة كصانعة قرار وكمُنفذة ومُستفيدة من جهود الإعمار في مرحلة ما بعد انتهاء النزاعات.

كما يتضمن التقرير الاستنتاجات والتوصيات التي تم استخلاصها من حلقات النقاش التي عُقدت مع مجموعة من الجهات المعنية التي ضمت صُناع سياسات وممارسين وخبراء متخصصين. وتقدم خطة العمل توصيات إلى الأمم المتحدة والدول الأعضاء بهدف تسريع جهود التغلب على العقبات الحالية والناشئة، وتعزيز الاستراتيجيات الناجحة من أجل تحقيق نتائج أكثر فعالية في مجال بناء السلام.

الجدير بالذكر أن دولة الإمارات أطلقت هذه المبادرة المشتركة مع معهد جورج تاون للمرأة والسلام والأمن على هامش الأسبوع رفيع المستوى المعني بالمرأة والسلام والأمن الذي عُقد في أكتوبر 2019 في إطار التحضير للاحتفال بالذكرى العشرين لاعتماد قرار مجلس الأمن رقم1325 /2000/ الذي أنشأ هيكل جدول أعمال المرأة والسلام والأمن، وذلك بهدف معالجة الثغرات القائمة في نُهج العمل التي تعتمد على المنظور الجنساني أثناء مرحلة الإعمار بعد انتهاء النزاعات، والتي لم تنل القدر الكافي من البحث والتطبيق.

وسبق لدولة الإمارات التعاون مع معهد جورج تاون للمرأة والسلام والأمن وهيئة الأمم المتحدة للمرأة في الفترة 2014-2015 عندما تم إطلاق سلسلة حلقات نقاش عن القضايا المستجدة في جدول أعمال المرأة والسلام والأمن، وقد صدر كُتيب مشترك عن هذه المناقشات تضمن نتائجها وتوصياتها.

وتُعتبر دولة الإمارات شريكاً ثابتاً في مجال النهوض بجدول أعمال المرأة والسلام والأمن، وبالإضافة إلى دعم الحوارات المتعلقة بسياسات تعزيز التعاون وتسريع الجهود لتحقيق أهداف جدول أعمال المرأة والسلام والأمن، وتشترك الدولة مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة في تنفيذ مبادرة " سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك لتمكين المرأة في السلام والأمن"، والتي قامت بتخريج أكثر من 300 امرأة من برنامج تدريب النساء على العمل في القطاع العسكري وحفظ السلام.

ويهدف هذا البرنامج إلى تعزيز الدور الهام الذي تؤديه المرأة في قطاع الأمن، وزيادة فعالية عمليات حفظ السلام، وتزويد النساء المدنيات بالمهارات اللازمة لحماية أنفسهن ومجتمعاتهن أثناء النزاعات.