الإمارات واليابان تتفقان على التعاون في مجال وقود الأمونيا وتقنيات إعادة تدوير الكربون
الدار – وام/
التقى معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة والرئيس التنفيذي لأدنوك ومجموعة شركاتها، خلال زيارة عمل افتراضية لليابان مع معالي كاجياما هيروشي، وزير الاقتصاد والتجارة والصناعة الياباني، حيث تناول النقاش فرص التعاون الاستراتيجي بين دولة الإمارات واليابان وسبل تعزيزه في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك.
وتم خلال الزيارة الافتراضية، - التي حضرها سعادة شهاب أحمد الفهيم، سفير دولة الإمارت في اليابان - الاتفاق على التعاون بين دولة الإمارات واليابان في مجال وقود الأمونيا وتقنيات إعادة تدوير الكربون.
وذلك في أعقاب توقيع اتفاقية تعاون بين أدنوك ووزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية لتسخير التقنيات الجديدة ذات الجدوى التجارية في تقليل انبعاثات الكربون.
وسيلعب وقود الأمونيا دوراً مهماً في المستقبل في "اقتصاد الهيدروجين" باعتباره حاملاً للهيدروجين وأحد أنواع الوقود الخالي من الانبعاثات.
وتركزت المباحثات خلال الزيارة الافتراضية التي تمت باستخدام تقنية الاتصال المرئي، على تعزيز التعاون الصناعي بين دولة الإمارات واليابان، والتنسيق والعمل الجماعي في مجال التصدي لتداعيات التغير المناخي، وإنتاج وقود الهيدروجين وتضافر الجهود لدفع عجلة التعافي الاقتصادي في مرحلة ما بعد كوفيد- 19.
وبهذه المناسبة قال معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر.. " نحن سعداء بتوقيع هذه الاتفاقية التي تتيح لنا التعاون مع اليابان في مجال وقود الأمونيا وإعادة تدوير الكربون.
ويأتي هذا التعاون في مرحلة مهمة بالنسبة لدولة الإمارات بالتزامن مع سعينا لاستكشاف مصادر الوقود المستقبلية التي تتيح لنا إنتاج المزيد من الطاقة بأقل نسبة ممكنة من الانبعاثات.
كما يسعدنا الترحيب بالتعاون بين بورصة أبوظبي انتركونتيننتال للعقود الآجلة وشركائنا اليابانيين لاستكشاف إمكانية تسعير نفطهم الخام باعتماد عقود خام مربان الآجلة الجديدة التي سيتم إطلاقها في مارس".
وأضاف معاليه " ترتبط دولة الإمارات واليابان بعلاقات ثنائية وثيقة تشهد تطوراً مستمراً مستفيدة في ذلك من دعم القيادة الرشيدة في الدولة وحرصها على ترسيخ أواصر التعاون الاستراتيجي وتعزيزه في المجالات الاقتصادية والتجارية بين البلدين الصديقين.
حيث تعد اليابان حالياً أكبر مستورد لمنتجات أدنوك من النفط والغاز إذ تستورد ما يقرب من 25% من نفطها الخام من دولة الإمارات.
ونحن نعمل مع شركائنا الحالين والجدد من الشركات اليابانية لتعزيز العلاقات الثنائية واستشكاف فرص ومجالات التعاون والاستثمارات المشتركة في دولة الإمارات وفي مختلف مجالات ومراحل قطاع النفط والغاز التابعة لأدنوك والتي تحقق منافع متبادلة خصوصاً فيما يسعى العالم لتحقيق التعافي الاقتصادي في مرحلة مابعد كوفيد-19".
وتضمنت الزيارة الافتراضية التي تهدف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين عروضاً تقديمية من ممثلين عن وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة ومصدر، وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، ومسؤولين تنفيذيين من إدارات أدنوك.
كما عقد معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر اجتماعاً مع رؤساء تنفيذيين لشركات يابانية هي : "إنبكس كوربريشن"، "وإينوس"، وإديمستو"، و"كوسان"، و"كوزمو"، و"جيرا"، و"ميتسوبيشي"، و"ميتسو وشركاؤه"، و"ايتوشو كوربريشن"، و"ماربوني"، و"سوميتومو ميتسوي المصرفية"، و"بنك ميزوهو"، و"بنك ام يو إف جي".
وتم خلال الاجتماع استعراض فرص التعاون المحتمل في المجالات ذات الاهتمام المشترك في مختلف القطاعات.
وقال معالي كاجياما هيروشي " تعمل وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية على تعزيز دبلوماسية تقوم على التعاون في كافة الموارد، بما في ذلك وقود الهيدروجين والأمونيا مع التركيز على تقنيات إزالة الكربون، من أجل تعزيز علاقات التعاون الاستراتيجي بين دولة الإمارات واليابان.
نحن سعداء بتوقيع هذه الاتفاقية ونتطلع للعمل بشكل وثيق مع دولة الإمارات لتعزيز التعاون في مجال وقود الأمونيا وتقنيات إعادة تدوير الكربون".
كما وقعت أدنوك وبورصة أبوظبي انتركونتيننتال للعقود الآجلة خلال الاجتماع اتفاقيات للتعاون الاستراتيجي مع شركة "كوزمو أويل" المحدودة - كوزمو - وعملاء يابانيين لاستكشاف الفرص في مجال تسعير النفط الخام باعتماد آلية "خام مربان" الجديدة التي تعتمد نظام التسعير الآجل.
وتمتلك "كوزمو" شراكات طويلة الأمد في مجال الاستكشاف والتطوير والإنتاج في أبوظبي، حيث تعتبر أحد المساهمين في شركة أبوظبي للنفط المحدودة "أدوك" كما تملك حصة في شركة البندق المحدودة.
وتخطط "بورصة أبوظبي إنتركونتيننتال للعقود الآجلة" لإطلاق عملياتها وبدء التداول في العقود الآجلة لخام مربان في 29 مارس 2021.
وستكون بورصة أبوظبي إنتركونتيننتال للعقود الآجلة أول منصة في العالم لتداول العقود الآجلة لإنتاج أبوظبي من خام مربان المتميز والذي يتزايد استخدامه كخام قياسي في اقتصادات آسيا سريعة النمو.
وكانت تسع من أكبر شركات الطاقة العالمية قد أعلنت انضمامها لـ "بورصة أبوظبي إنتركونتيننتال للعقود الآجلة" من بينها أدنوك كشريك مؤسس، إضافة إلى انبكس اليابانية وواينوس اليابانية المعروفة سابقاً تحت اسم " JXTG ".
كما استعرض ممثلو أدنوك خلال الاجتماع فرص الشراكات والاستثمارات المشتركة في أعمال أدنوك في مختلف مجالات ومراحل قطاع النفط والغاز، مؤكدين استعداد أدنوك لابرام شراكات مع الشركات اليابانية ضمن سعيها لتنفيذ استراتيجيتها المتكاملة 2030..
وتمتلك أدنوك سجلاً حافلاً من الشراكات الاستراتيجية التي تحقق منافع متبادلة مع شركات نفط وغاز يابانية تمتد لأكثر من أربعة عقود تغطي سلسلة القيمة الكاملة للنفط والغاز.
وفي السنوات الأخيرة تعززت هذه الشراكات الاستراتيجية لتشمل مجالات متعددة في قطاع النفط والغاز.
ففي يناير 2020، وقعت أدنوك اتفاقية مع وكالة الموارد الطبيعية والطاقة اليابانية، لتخزين أكثر من 8 ملايين برميل من النفط الخام في مرافق تخزين يابانية. وتمثل الاتفاقية تجديداً وتوسعة لاتفاقية سابقة بين دولة الإمارات واليابان لتخزين النفط الخام انتهت عام 2019.
وحصلت شركات النفط والغاز اليابانية خلال السنوات الأخيرة على حصص في امتيازات أبوظبي النفطية، حيث حصلت "إنبكس" في عام 2019 على امتياز استشكاف النفط والغاز في المنطقة البرية 4، كما حصلت في عام 2018 على نسبة 10% في الامتياز الجديد لحقل " زاكوم السفلي" البحري.
وقامت كذلك بتمديد حصتها البالغة 40% في امتياز حقل "سطح"، وزيادة حصتها في امتياز حقل "أم الدلخ" من 12% إلى 40 كما حصلت "إنبكس" في عام 2015، على حصة 5% في امتياز أبوظبي البري.
ويجمع بين دولة الإمارات واليابان علاقات اقتصادية ثنائية وثيقة تعود إلى عام 1961 عندما تم تصدير أول شحنة من النفط الخام الإماراتي من حقل أم الشيف البحري في أبوظبي إلى اليابان.
وفي السنوات الأخيرة، تعززت التجارة بين دولة الإمارات واليابان حيث بلغت القيمة الإجمالية للتجارة غير النفطية بين الإمارات واليابان 481.34 مليار درهم "130.8 مليار دولار" على مدى السنوات العشر الماضية من 2009 إلى 2019.