نهيان بن مبارك: منتدى الأخوة الإنسانية احتفاء بجهود محمد بن زايد لنشر رسالة التسامح من الإمارات إلى العالم
الدار – وام/
افتتح معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح و التعايش اليوم المنتدى الدولي للأخوة الإنسانية الذي تنظمه وزارة التسامح والتعايش بالتعاون مع اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، ضمن أنشطة مهرجان الأخوة الإنسانية الذي تنظمه الوزارة على مدى 5 أيام احتفاء باليوم العالمي للأخوة الإنسانية الذي أقرته الأمم المتحدة مؤخرا.
وتحدث معاليه خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى الذي انطلق افتراضيا وشهده أكثر من 1900 من المسؤولين الدوليين والخبراء والأكاديميين من الإمارات والوطن العربي والعالم من المهتمين بقضايا التسامح والتعايش والاخوة الإنسانية
و تحدث في الجلسة التي حملت عنوان " الأخوة الإنسانية من أجل العمل المشترك لتحقيق مستقبل أفضل" كل من معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي و معالي الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة رئيس مركز الأمناء لمركز الملك حمد للتعايش السلمي، والدكتور شينغ س يو، نائب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة " اليونيسكو " ومعالي محمد خليفة المبارك رئيس دائرة الثقافة والسياحة، أبوظبي
وليما غبوي الناشطة والحائزة على جائزة نوبل للسلام، والمستشار محمد عبد السلام الأمين العام اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، وأمبريو أنجليلوتشي مدير اتحاد السلام العالمي.
وتناولت الجلسة مناقشة جميع الموضوعات التي تتعلق بثوابت وثيقة الأخوة الإنسانية وسبل ترسيخها من خلال العيش والعمل المشترك من أجل السلام العالمي .
و أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك خلال كلمته الافتتاحية أن المنتدى العالمي للأخوة الإنسانية يأتي في إطار إحتفاء الإمارات بقيادتها و مؤسساتها وفئاتها وشعبها وجميع المقيمين على أرضها باليوم العالمي للأخوة الإنسانية .
وقال إن هذا المنتدى ينعقد مستندا إلى رؤية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف و قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، و التي تم التعبير عنها في إعلان مبادئ وثيقة الأخوة الإنسانية .
ويمثل في الوقت نفسه احتفاء بالجهود المخلصة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة من أجل نقل رسالة التسامح والأخوة الإنسانية والقيم الاخلاقية من دولة الإمارات إلى العالم.
و أوضح معاليه أن وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية تدعو الجميع إلى أن يلزموا أنفسهم "بالعمل جديا على نشر ثقافة التسامح والتعايش والسلام، والتدخل فورا لإيقاف سيل الدماء البريئة، ووقف ما يشهده العالم حاليا من حروب وصراعات وتراجع مناخي وانحدار ثقافي وأخلاقي"
"مقتبسا من نص الوثيقة : " كما تؤكد الوثيقة أن التسامح يعزز الصفات الإنسانية ويثري التجارب التي تدعو إلى توحد جميع الشعوب بدلا من الفرقة والانقسام، وتؤمن للجميع نصيبا في الرفاهية العامة والسعادة، بغض النظر عن الاختلافات الثقافية والعرقية والدينية، حتى تجتمع الشعوب من كافة أنحاء العالم على إنسانيتنا المشتركة، وأن يدرك الجميع أن التعصب يؤدي إلى حدوث انقسام بين الشعوب".
و أشار معالي الشيخ نهيان بن مبارك إلى أن وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية تمثل بيانا لحقيقة مفادها، أن الإمارات تعد واحدة من أكثر الأماكن سلاما وازدهارا على وجه الأرض، حيث يعيش على أرضها مقيمون من خلفيات دينية وثقافية وعرقية مختلفة من حوالي 200 جنسية مختلفة، يتفاعلون ويعملون في سلام ووئام وينعمون بالازدهار.
مؤكدا أن ذلك يعبر عن إيمان الأمارات الراسخ باحترام الجميع مهما كانت اختلافاتهم وتباينهم، حيث حبا الله الإمارات قيادة حكيمة ذات رؤية ثاقبة، بداية من الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي كان قائدا استثنائيا منفتحا على العالم ويتعامل بإيجابية مع الجميع.
وكان ملتزما بقيم التراحم والحوار والأخوة الإنسانية والتعايش السلمي والمساواة للجميع، كما كان يؤمن بأن تقدير الآخرين واحترامهم والقدرة على العيش معهم والإنصات إليهم من شأنه أن يوفر أساسا سليما لدولة مدنية تنعم بالسلام والإزدهار.
وأضاف معاليه أن الله أنعم علينا بأن واصلت دولتنا العزيزة الالتزام بالقيم و المبادئ الإنسانية في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى جانب إخوانهم أصحاب السمو حكام الإمارات .
و قال معاليه " بينما نواصل المضي قدما في ظل هذه الجائحة التي يشهدها العالم، تزداد أهمية قيمة الأخوة الإنسانية أكثر من أي وقت مضى بوصفها مبدأ عالميا لا غنى عنه لعبور هذه الأزمة العالمية بنجاح، وبعد سنوات من الآن، عندما نتأمل هذه اللحظات، لاشك أننا سنتحدث عن أن قيمة الأخوة الإنسانية هي من حافظت علينا ومنحتنا الطاقة والعزم من أجل النجاح، وبروح تتسم "بالأخوة الإنسانية”.
أدعوكم جميعا للعمل على تعزيز إدماج جميع مناطق العالم في رحلة تقدم البشرية، وأدعوكم للعمل معا للتخلص من أي سوء فهم ناجم عن الفروق الثقافية والدينية.
كما أدعو هذا المنتدى للمساعدة في جعل الأخوة الإنسانية مجالا للابتكار والمبادرة، وسببا في تعزيز العمل المشترك والمشاركة الفعالة من الجميع و لمصلحة الجميع وأدعوكم إلى أن تنضموا إلينا في الإمارات في جهود إبراز أن التعددية في المجتمعات البشرية التي تتسم بالتنوع تمثل قوة إيجابية وخلاقة تدعم التنمية والاستقرار، ونتطلع لعملنا معا متسلحين بإيماننا الراسخ بقدرة الأخوة الإنسانية على تشكيل مستقبلنا ومساعدتنا في حل كثير من التحديات العالمية الكبرى التي تواجه عالمنا.
وسنعمل جميعا على إعلاء قيمة السلام والحفاظ على التقدم البشري، سواء في مجتمعاتنا المحلية أو العالمية".
و أضاف معالي الشيخ نهيان بن مبارك : " لن تستطيع أي دولة أو أي مجتمع على الإطلاق تحويل الجميع إلى اعتناق معتقد ديني وحيد لذا فأفضل ما يمكننا القيام به أن نتنافس مع الآخرين في الفضيلة.. في القرآن الكريم يخاطب الله عز وجل جميع البشر قائلا: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا" .
ونحن في الإمارات ملتزمون تماما بالتصرف وفقا لمبدأ "لتعارفوا"، حيث تمثل مواقفنا تجاه مختلف المعتقدات الدينية عنصرا أساسيا في رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة، إذ أن رؤيتنا تعد رؤية عالمية كون دولتنا موطنا لمجتمع عالمي، ونسعى دائما إلى المزيد من الازدهار والسلام والوئام لمجتمعنا العالمي.