عاجل

الأرشيف الوطني يرفد مناهج التربية الوطنية بأفلام وثائقية تاريخية تعزز الحس الوطني

الظفرة

الدار – وام/

رفد الأرشيف الوطني مناهج الدراسات الاجتماعية والتربية الوطنية في مدارس الدولة بأفلام وثائقية تاريخية وطنية قصيرة، تدعم المنهاج وتشرح تفاصيله، وتثري الذاكرة البصرية والذهنية للطلبة بالمبادئ الوطنية، بما يعزز الولاء والانتماء، ويرسخ الهوية الوطنية، ويكوّن لديهم ذاكرة تاريخية.

وفي إطار التعاون المستمر والشراكة الاستراتيجية مع وزارة التربية والتعليم، أتاح الأرشيف الوطني عشرة أفلام وثائقية من "ذاكرة الوطن" للوزارة، وتم إدراجها في منصة "الديوان”.

كما عمدت الوزارة إلى تضمينها بالكتب المدرسية وأتاحت الوصول إلى الفيلم الوثائقي التاريخي عن طريق رمز للمسح خاص بكل فيلم، حيث يستطيع الطالب مشاهدة الفيلم عبر جهازه المحمول.

وصنفت الوزارة الأفلام التي أنتجها الأرشيف الوطني وفق ما ينسجم مع موضوعاتها من الدروس، حيث دعمت "التربية والتعليم" مناهجها الوطنية بهذه الأفلام التي أنتجت بمسؤولية وطنية.

وتتعدد مواضيع الأفلام الوثائقية التي تُثري المناهج المدرسية، فمنها ما يوثق جوانب من السيرة العطرة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإخوانه الآباء المؤسسين.

ومنها أفلام تتناول ماضي الإمارات والحضارات التي شهدتها إذ لاقت هذه الأفلام إقبالاً من الطلبة لأنها تدعم المعارف التي يتلقونها في الكتب وفق رؤية بصرية وإخراج سينمائي مشوق.

وعن هذا التعاون، قال سعادة عبدالله ماجد آل علي، المدير التنفيذي للأرشيف الوطني : يأخذ التعاون بين الأرشيف الوطني و وزارة التربية والتعليم أبعاداً استراتيجية، تتيح للأرشيف الوطني أداء دوره في تطوير المعارف الطلابية من أجل بناء الشخصية التي يحتاجها الوطن في حاضره ومستقبله.

وأضاف أن الأرشيف الوطني داعم قوي لمشاريع ومنظومة التربية والتعليم في الدولة، إيماناً منه برسالته الوثائقية ودوره المجتمعي، مشيراً إلى أن المشاريع والمبادرات الكثيرة والمهمة التي تربط بين الأرشيف الوطني و وزارة التربية والتعليم أهّلته للحصول على "جائزة خليفة التربوية" ضمن فئة المؤسسات الداعمة للتربية والتعليم.

وأكّد آل علي أن التعاون بين الأرشيف الوطني و"التربية والتعليم" وثيق وحافل بالإنجازات التي تستهدف التنشئة الوطنية السليمة لطلبة الوطن الذين يشكلون عماد مستقبله.

وذلك من خلال تحقيق الفائدة العلمية للطلبة مقرونة بالشواهد التاريخية، وجعلهم أكثر اتصالاً ومعرفة بتاريخ وطنهم الذي يعد من أركان هويتنا الوطنية.

ويشمل التعاون بين الأرشيف الوطني و وزارة التربية والتعليم برامج ومشاريع ومبادرات عدة، حيث يعد الأرشيف الوطني وجهة للباحثين من الطلبة بمختلف أعمارهم؛ يجدون فيه أهم المراجع والمصادر، والوثائق التاريخية المعروضة بشكلها التقليدي والتقني؛ لكي يعتمدوا عليها فيما يخص تاريخ وطننا وتراثه.

كما أطلق الأرشيف الوطني برنامجه الوطني التعليمي "وطني ..

هويتي وانتمائي" الذي يغرس في نفوس الأجيال الشابة مبادئ المواطنة الصالحة التي تعزز حرصهم على صون وحفظ مقدرات وطنهم في المستقبل، وجاء ذلك البرنامج بالتوازي مع الرحلات الطلابية إلى مقر الأرشيف الوطني.

وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، يعقد الأرشيف الوطني سنوياً "ملتقى المعلمين" الذي أضحى تظاهرة ثقافية.

ويهدف إلى تجسيد رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة عبر حرصه على ترسيخ الهوية الوطنية في نفوس أبناء الإمارات، وتعزيز الانتماء للوطن والولاء للقيادة الحكيمة.

ويعمل الملتقى على تقليص الفجوات بين المعلمين والطلبة، وأولياء الأمور عبر تعزيز المعرفة لدى المعلمين؛ بتاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة، وبالموروث الإماراتي، وتعريفهم بالعادات والتقاليد والأعراف الإماراتية التي تزيدهم قرباً من الطلبة إضافة إلى أن الوزارة تستعين بجهود الأرشيف وخبراته الوطنية في إعداد مناهج التاريخ والتربية الوطنية.

ومن المشاريع المستمرة بين الأرشيف الوطني و"التربية والتعليم" نادي المؤرخين الطلابي الذي يستهدف تنمية وعي الطلبة بتاريخهم وتراثهم وإنجازات وطنهم، وتعزيز العملية التعليمية وتكميلها.

إذ يشكل هذا المشروع همزة وصل بين ما يتلقاه الطلبة من علوم نظرية على مقاعد الدراسة والتطبيق العملي لها.

ومن المبادرات المشتركة بين الجهتين حملة "أرشيفي مستقبلي" المنبثقة عن الحملة الوطنية لتوثيق السجلات الشخصية "وثق"، وقد استهدفت توعية طلبة المدارس بأهمية توثيق المواد والسجلات الشخصية باعتبارها ذاكرة الوطن في المستقبل.

وكذلك المبادرة الوطنية التعليمية "زايد 100 حكاية"، التي أسفرت عن عدد كبير من القصص التي تعمقت في ذاكرة الوطن، واستطاعت بالمتابعة الحثيثة أن تحفز الطلبة على إعداد 100 مادة قصصية عن القائد المؤسس يعرضون فيها الحكايات التي توصلوا إليها في قراءاتهم المتعمقة في السيرة العطرة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

كما أن مبادرة "حكاياتنا الملهمة" أسهمت في توجيه طاقات الطلاب إلى الكتابة عن برامج وطنية تاريخية مدروسة وموجهة تسهم في تنمية المجتمع، وتسليط الضوء على المشاريع والمبادرات الإنسانية والمجتمعية، ونشر الأمل وترسيخ قيم الخير والعطاء، وتعزيز الإيجابية والتفاؤل، وتحسين نوعية الحياة في المجتمع الإماراتي.

وتشكل مبادرات "زايد 100 حكاية" و"حكاياتنا الملهمة" و"مبادرة كُتَّاب الخمسين" مثلثاً ذهبياً للإبداع الطلابي، فمبادرة كُتَّاب الخمسين التي انتهى الأرشيف الوطني من تقييم الأعمال المشاركة فيها تستشرف المستقبل المُشرق للأجيال.

وقد صُممت لتُسهم في إعداد جيل من المبدعين من أجل العناية بهم ورعايتهم وتنمية معارفهم في مجال التأليف والكتابة وتعزيز قيم المعرفة وصولاً إلى التميز الثقافي.

ولعل المحطة الأبرز في التعاون بين المؤسستين هي سلسلة مشاريع "القراءة في ذاكرة الوطن" التي تمّ إطلاقها بالتزامن مع "عام زايد"، وتضمنت عدداً من المبادرات التي يستفيد منها كافة طلبة المدارس في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وقد ركزت على الإرث الخالد للمغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإنجازاته وحكمته، ومساعيه الحميدة في سبيل بناء الإنسان، ورؤاه التي سبقت عصره في إطار الاستدامة الوطنية.

ومما تضمنته هذه السلسلة: مبادرة إثراء مائة مكتبة مدرسية بكتب تاريخية ووطنية، وإثراء مائة مدرسة أخرى بأقوال حكيم العرب الشيخ زايد، رحمه الله، ومبادرة طباعة مليون كتيب من الكتيبات التعليمية التالية:

"خليفة.. رحلة إلى المستقبل"، وكتاب "زايد من التحدي إلى الاتحاد"، وكتاب "قصر الحصن.. تاريخ حكام أبوظبي".

يُذكر أن التعاون بين الطرفين بدأ بالرحلات المدرسية التي كان الأرشيف الوطني /مركز الوثائق والبحوث سابقاً/ يستقبلها بمقره، وتطورت فيما بعد إلى مشروع "جائزة المؤرخ الشاب"، التي تهدف منذ إطلاقها في عام 2009 إلى تعزيز الانتماء والولاء، والهوية الوطنية، وتنمية الوعي التاريخي في عقول أجيال الطلبة.

وكان لها أثرها في مساعدتهم على تنمية مهاراتهم من حيث النقد والتحليل، والحث على الأصالة في التفكير والتعبير، واستخدام المداخل المبتكرة في البحث، والتشجيع على البحث في تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة وحماية تراثها.

وقد آتت هذه الجائزة التي تقترب من دورتها الثانية عشرة ثمارها؛ إذ جذبت عدداً كبيراً من الطلبة إلى البحث في تاريخ دولة الإمارات والإبحار في حقبه الزمنية.