"براكة" .. إنجازات إماراتية نوعية في قطاع الطاقة الصديقة للبيئة
الدار – وام/
تمضي دولة الإمارات قدما نحو في تحقيق الإنجازات النوعية بقطاع الطاقة الصديقة للبيئة ومع الإعلان اليوم عن إصدار رخصة تشغيل المحطة الثانية ضمن محطات براكة للطاقة النووية السلمية في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي ..
يمضي هذا المشروع الاستراتيجي بثقة وثبات نحو هدف إنجاز تشغيل محطاته الأربع بشكل كامل والتي ستوفر حينها نحو 25 في المائة من احتياجات الدولة من الطاقة الكهربائية على مدار الساعة وللأعوام الستين المقبلة.
وكانت المحطة الثانية في براكة اجتازت بنجاح في فبراير الماضي تقييم الجاهزية التشغيلية التي أجراها فريق دولي من خبراء الطاقة النووية في المركز الأطلسي التابع للرابطة العالمية للمشغلين النوويين والذي أكد على جاهزية المحطة لبدء العمليات التشغيلية.
وتستعرض وكالة أنباء الإمارات "وام" في التقرير التالي مسيرة إنجاز المحطة الثانية في "براكة" وصولا إلى الإعلان اليوم عن حصولها على رخصة التشغيل.
ففي مارس 2015 أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية تقديمها طلب الحصول على رخصة تشغيل المحطتين الأولى والثانية في براكة إلى الهيئة الاتحادية للرقابة النووية.
وجاء تقديم رخصة التشغيل بعد عملية استمرت خمسة أعوام تعاونت فيها المؤسسة مع الشركة الكورية للطاقة الكهربائية "كيبكو" المقاول الرئيسي للمؤسسة لتقديم تقارير عن سلامة العمليات والصيانة وتوافق المحطات مع أعلى معايير السلامة والجودة والأمن.
وفي يوليو 2020 أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية اكتمال الأعمال الإنشائية للمحطة الثانية ضمن محطات براكة للطاقة النووية السلمية الأولى من نوعها في العالم العربي ..
والجاري تطويرها بمنطقة الظفرة في إمارة أبوظبي إلى جانب اكتمال تسليم المحطة إلى شركة "نواة للطاقة" التابعة للمؤسسة والمسؤولة عن تشغيل وصيانة محطات براكة من أجل بدء مرحلة الاستعدادات التشغيلية.
وقبل الانتهاء من الأعمال الإنشائية اجتازت المحطة الثانية اختبار الأداء الحراري في أغسطس 2018 إلى جانب اجتيازها لاختباري السلامة الهيكلية ومعدل التسرب المتكامل في مارس من عام 2019 ..
حيث أظهرت هذه الاختبارات المهمة التي تسبق المرحلة التشغيلية أداء نموذجيا للمحطة الثانية من حيث السلامة الهيكلية كما أثبتت أن كافة أنظمة المحطة قادرة تماماً على أداء دورها بشكل موثوق وآمن فور بدء المرحلة التشغيلية وفق أعلى معايير السلامة العالمية.
وكانت المحطة الثانية في براكة قد اجتازت العديد من الاختبارات المتخصصة لأنظمتها بشكل فردي ومشترك مثل اختبار التوازن المائي البارد واختبار الأداء الحراري والسلامة الهيكلية ومعدل التسرب المتكامل وذلك في إطار المرحلة الأولى من سلسلة الاختبارات الشاملة التي تعرف باسم "برنامج الاختبارات الأولية" ..
والتي تهدف إلى ضمان تطوير المحطة الثانية في مشروع براكة وفق أعلى المعايير العالمية في الجودة والسلامة، والحفاظ على هذا المستوى العالي من الأداء لعقود قادمة.
وبالإضافة إلى "برنامج الاختبارات الأولية" عكفت كل من مؤسسة الإمارات للطاقة النووية والشركة الكورية للطاقة الكهربائية "كيبكو" وشركة نواة للطاقة على إجراء اختبارات شاملة استعداداً للمرحلة التشغيلية بهدف ضمان التزام فرق العمل في المحطة بأعلى معايير الكفاءة والجاهزية التشغيلية.
ويعد مشروع محطات براكة للطاقة النووية السلمية واحداً من أكبر مشاريع الطاقة النووية السلمية الجديدة في العالم من حيث تطوير أربع محطات متطابقة في آنٍ واحد تضم كل منها مفاعلاً من طراز "APR 1400" المتقدم.
ويعد هذا المفاعل واحداً من أحدث تصميمات المفاعلات النووية في العالم وأكثرها تقدماً من الناحية التكنولوجية ويلتزم بأعلى المعايير العالمية الخاصة بالسلامة والأداء ..
وتم اعتماده من قبل الجهات الرقابية المختصة في كل من دولة الإمارات وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة الأمريكية ..
حيث يحتوي تصميم المفاعل على طبقات حماية متعددة وأنظمة أمان متطورة تضمن توقف المفاعل والعودة لوضع الأمان بشكل تلقائي وإزالة الحرارة في حال الظروف غير الاعتيادية.
وتوفر المحطات الأربع فور تشغيلها ما يصل إلى 25 في المائة من احتياجات دولة الإمارات من الطاقة الكهربائية الآمنة والموثوقة والصديقة للبيئة كما ستحد من 21 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً أي ما يعادل إزالة 3.2 مليون سيارة من الطرقات سنويا.