عاجل

"المياه في الإمارات" .. منظومة إدارة متكاملة للموارد المائية وترسيخ للأبعاد الثقافية والاجتماعية

الظفرة

الدار- وام/

تحتفي دول العالم اليوم بمناسبة " اليوم العالمي للمياه " الذي يقام هذا العام تحت شعار "تثمين المياه"، ويشهد إطلاق حملة جماهيرية عالمية على مواقع التواصل الاجتماعي تبحث كيفية دعم المجتمعات لتثمين المياه في جميع استخداماتها.

ويأتي هذا الاحتفال، الذي يصادف 22 مارس من كل عام، كمناسبة سنوية للتذكير بأهمية المياه في جميع جوانب الحياة مما يستدعي الحفاظ على هذه الثروة وتكاتف الجميع لبذل المزيد من الجهود الرامية إلى حفظها واستدامتها .

وحرصت دولة الإمارات على تطبيق الإدارة المتكاملة في الموارد المائية بأبعادها الثقافية والاجتماعية والبيئية وذلك تأكيدا على أهمية توفير المياه للأجيال القادمة باعتبارها ركنا أساسيا في مسيرة التنمية المستدامة للدولة.

وقال الدكتور أحمد علي مراد النائب المشارك للبحث العلمي في جامعة الإمارات العربية المتحدة إن الحضارات والتجمعات البشرية قامت على مر التاريخ حول مورد المياه..

وذلك لإيمان البشرية التام بأن المياه هي أساس هام للسلام والرخاء والرفاهية وهذا ما يعززه مفهوم الإدارة المتكاملة للموارد المائية والمبني على التوافق والتوازن ما بين جميع أطراف المنظومة تحقيقاً للمصالح المشتركة.

وأضاف " أن موضوع اليوم العالمي للمياه لعام 2021 يأتي هذا العام ليؤكد على مبدأ " تثمين المياه " بين مختلف شرائح ومؤسسات المجتمع..

حيث إن تثمين المياه وتعظيم قيمتها ضرورة حتمية يجب تأصيلها في المجتمعات ولذلك تسعى الدول والمنظمات الدولية على تأكيد هذه المبادئ من خلال تكامل وترابط مواردها الطبيعية لتحقيق الاستدامة في الموارد المائية".

وأوضح أن خصوصية وطبيعة المياه لدى المجتمعات تجعلها نظاماً ثقافياً اجتماعياً متفردا بالشمولية والتكاملية، حيث إن وجود المياه ووفرتها مرتبط بالمجتمع ونسيجه والذي يعتمد على المشاركة المجتمعية في توفير المياه ..

وهذا ما عرف به مجتمع الإمارات منذ عقود من خلال نظام الري بالأفلاج حيث يتم توزيع المياه بطريقة الحصص ونسبة مشاركة الفرد في بناء وتأهيل الفلج، مؤكدا أن طريقة توزيع المياه العادلة من خلال هذا النظام أدت إلى تعزيز رخاء المجتمع الإماراتي".

وأشار إلى أن آلية مشاركة أفراد الفلج في الصيانة الدورية تلعب الدور الكبير في تعزيز الحس الوطني وروح الفريق الواحد وبناء الأواصر بين أفراد المجتمع الواحد..

ومن الجوانب الاجتماعية الأخرى للمياه هو حس المسؤولية الاجتماعية والوعي المجتمعي الذي تمارسه المؤسسات المختلفة والمتصلة بالمياه والبيئة والذي يساهم في تعزيز الأواصر المجتمعية وتماسك النظام الاجتماعي ويؤدي إلى رخاء ورفاهية المجتمع.

وأوضح أن البعد الثقافي للمياه مكتسب من البعد الاجتماعي والذي مع مرور الوقت بات موروثاً ثقافياً يمارسها المجتمع، حيث إن الحفاظ على الموارد المائية وتغيير ثقافة استهلاك المياه في المجتمع ثقافة يتم تعزيزها من خلال تقوية البعد الاجتماعي للمياه وصولا إلى الاتزان في المعادلة المائية والتي تضمن وصول المياه إلى كل فرد من أفراد المجتمع.

وقال إن المؤسسات ذات الصلة في دولة الإمارات ساهمت من خلال إستراتيجياتها في توثيق الجانب الاجتماعي والثقافي للمياه من خلال مبادرات تحفيزية مجتمعية..

مؤكدا أن منظومة الأفلاج في الإمارات تعتبر جزءا من تاريخ الإمارات الثقافي والذي سعت الدولة لإبرازه في المحافل الدولية، فالأفراد بحاجة إلى فهم أعمق للقيم الاجتماعية والثقافية والبيئية من خلال المشاركة المجتمعية المتنوعة من المختصين في إدارة الموارد المائية.

وأشار إلى أن دولة الإمارات نجحت في تجربتها النموذجية في المضي قدماً في تطبيق الإدارة المتكاملة في الموارد المائية وبأبعادها الثقافية والاجتماعية والبيئية؛ إيماناً من القيادة الحكيمة للدولة والرؤية الثاقبة لمتخذي القرار في توفير المياه الكافية للجيل القادم والذي سيقود التنمية والتطور في الدولة..

مؤكدا أن هذا البعد الإستراتيجي في التعامل مع هذا الملف الحيوي والهام جعل دولة الإمارات العربية المتحدة في مصاف الدول الاستباقية والأكثر جاهزية للمستقبل.