عاجل

الإمارات .. نصف قرن من الأمل و العمل و الإنجازات

الظفرة

الدار – وام/

يتأمل العالم بشغف مسيرة نجاح عمرها نصف قرن عنوانها " دولة الإمارات " بدأها القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" من عمق الصحراء حتى غدت الامارات نموذجا يحتذى إقليميا و عالميا نظير ما حققته دولتنا الفتية من انجازات مشهودة قل نظيرها.

فمنذ اللحظات الأولى للمسيرة المباركة تمكن الإماراتيون من تحويل الحلم إلى حقيقة عندما أعلنوا انجاز اتحادهم في الثاني من ديسمبر عام 1971 لتنطلق مرحلة البناء والتأسيس بملحمة أشبه بالمعجزة بقيادة مؤسسها ومهندس نهضتها الشيخ زايد باني الإتحاد و حكيم العرب "رحمه الله".

و انطلقت تلك المرحلة الهامة من تاريخ الإمارات من نقطة الصفر تقريبا بعدما عاش أبناء الإمارات بجلد و صبر ظروفا بيئية قاسية دون تبرم رغم قساوة الصحراء.

ويستذكر المواطن راشد محمد المزروعي /75 عاما/ البدايات الصعبة عندما كانت الصحراء بحرا من الرمال المتحركة على مد البصر يلفها الغموض وتذروها الرياح ويشح ماؤها وتموت أشجارها وتتوهج لظى في أشهر القيظ و لا تروي عطشها الأمطار إلا قليلا في فصل الشتاء.

ويقول : " في البداية كانت زراعة الصحراء حلما بعيد المنال في الأحوال السائدة وفي مقدمة ذلك شح مصادر المياه وقسوة المناخ وطبيعة التربة الرملية و ارتفاع معدلات الملوحة فيها وغير ذلك من العوامل التي كان يرى البعض في ظلها عدم وجود فرصة حقيقية وعملية لقيام زراعة مجدية ومنتجة" .

ويضيف المزروعي: " لكن بفضل الله ثم بجهود المؤسس الراحل المغفور له الشيخ زايد اتسعت رقعة المساحة الخضراء في أرجاء الدولة رويدا رويدا ولتصبح الامارات واحدة من أكثر دول العالم زراعة لشجرة النخيل المباركة وبمجموع يتجاوز 40 مليون نخلة قيمة محصولها التقديرية نحو ملياري درهم..

وتطور القطاع الزراعي حاليا بفضل الرؤية الثاقبة والعزيمة التي لا تلين التي ورثتها القيادة الرشيدة لدولة الامارات عن القائد المؤسس ليستهدف التحول سالكا طريق الابتكار ..

تنمية المزارع الرقمية و نظم الزراعة المستدامة والذكية والتحول من الاعتماد شبه الكامل على الإستيراد في مجال توفير الغذاء إلى دولة منتجة له و السير على طريق تحقيق الإكتفاء الذاتي في العديد من المحاصيل" .

و من المفارقات التي يذكرها المزروعي قبل قيام الاتحاد .. هجرة كثير من أبناء الامارات نحو الدول المجاورة سعيا و طلبا للعمل الذي قلما يتوفر لهم.. و اليوم أصبحت الامارات درة بين الأمم و بيئة خصبة و حاضنة للاستثمار الخليجي و العربي و الأجنبي .. و نظرا لما تتمتع به من أمان واستقرار نجحت في أن تكون المكان الملائم للعيش من قبل أكثر من 200 جنسية وثقافة من العالم موزعين على اماراتها السبع تحت سقف قانون واحد يحمي الجميع مساواة وعدلا.

و تعد دولة الامارات في قائمة أفضل الدول في العالم جذبا و استقطابا للعمل و الإقامة فيها وذلك وفقا للدراسة الصادرة منذ أيام حول أحلام وطموحات الشباب العربي والذين رأوا الامارات البلد المفضل للعيش للعام التاسع على التوالي متقدمة على الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وغيرها في تأكيد على مكانة الدولة التي باتت أملا و حلما.

و ساهمت الرؤية الثاقبة و الدعم المستمر من قبل القيادة الرشيدة ممثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وإخوانهم أصحاب السمو حكام الامارات في تحقيق كثير من الانجازات التي جعلت الامارات في مقدمة الدول وفق المؤشرات العالمية و غدت وطن اللامستحيل و تحقيق الأحلام.

ولعل أهم الإنجازات تلك ما سطرته القيادة الرشيدة من نجاحات في محال ريادة الفضاء عبر برنامج الإمارات للفضاء و تأسيس وكالة الإمارات للفضاء ومركز محمد بن راشد للفضاء..

وهو الحلم الذي كان يراود القائد المؤسس قبل نصف قرن والذي تحقق العام الماضي عندما استقبلت محطة الفضاء الدولية أول رائد فضاء إماراتي.

وفي العام /2020/ ومع انطلاق رحلة "مسبار الأمل" إلى كوكب المريخ سطرت الإمارات اسمها بأحرف من ذهب ضمن قائمة الدول الـ 9 عالميا التي تستكشف كوكب المريخ .

و كان الأمل منذ البداية يتمثل في بناء دولة قوية اقتصاديا وهو ما تحقق واقعا لنرى الامارات اليوم تحتل المرتبة 17 عالميا ضمن أقوى 20 اقتصادا في مؤشر أقوى الاقتصادات الناشئة على صعيد القوة المالية.

و تشكل الامارات نموذجا فعالا في التنوع الاقتصادي فيما تتبوأ مكانة رفيعة في هذا الشأن جعلها إحدى أهم القوى الفاعلة التي تسهم في استقرار ونمو الاقتصاد الدولي.

وتمكنت دولة الامارات منذ تأسيسها عام 1971 من تطوير نفسها و التحول إلى أحد أهم مراكز المال والأعمال و من أكثر البلدان انفتاحا في العالم.

و اليوم يوجد في الامارات حوالي 10 ملايين مستخدم للإنترنت ما يجعل الدولة من أكثر الدول العربية والعالمية استخداما لهذا الوسيط الإلكتروني.

وبدا واضحا من الانجازات التي سطرتها دولة الامارات في مضمار التنافسية واستطلاعات الرأي ومدى الاقبال على العمل بها أو زيارتها سمو مكانتها وتطورها .

وفيما يخص جائحة كورونا حققت الامارات المرتبة الأولى عربيا في مؤشر التعافي الإقتصادي من آثار وباء "كوفيد-19" الذي يعود لمجموعة هورايزون البحثية المنبثقة عن الأمم المتحدة والمنتدى الاقتصادي العالمي بجنيف.

لقد أصبحت دولة الامارات قوية شامخة و باتت مسيرة نهضتها التنموية مليئة بالإنجازات و مثلا يحتذى في مختلف معايير الجوانب الإقتصادية و الثقافية و الاجتماعية و السياسية وذلك بفضل حكمة قيادتها الرشيدة و وعيها الثاقب.

وستجعل الامارات من عام 2020 بإذن الله عام التميز في الاحتفاء بنصف قرن من التفوق و الانجازات و صعود القمم و قهر المستحيل عبر كتابة فصول جديدة في مسيرتها المظفرة التي بدأت من عمق الصحراء ووضعت لها قدما في الفضاء لتكون الأفضل بلا منازع.