اللي ما يزرع الدبّاس ما ياخذ بنات الناس
الدار – خاص/
"اللي ما يزرع الدبّاس ما ياخذ بنات الناس”.. مثل شعبي معروف بين أهالي منطقة الظفرة يدل على أهمية شجرة النخيل بالنسبة لسكان دولة الإمارات .
والدباس هو صنف من الرطب بدأ ينتشر من واحة ليوا إلى بقية أنحاء الدولة، ويمتاز بالثمار الصفراء متوسطة الحجم، وهو ذو محتوى سكري منخفض ولذيذ الطعم ومناسب للحمية ،ويعتبر من الأصناف المرغوبة للأسواق الخارجية.
النخلة المباركة من أقدم الأشجار التي عرفها الإنسان منذ آلاف الأعوام، ومجدتها الكتب السماوية واستحقت مكانتها الشامخة التي جاء ذكرها في التوراة والإنجيل ، وذكرت في القرآن الكريم في ثلاثة وعشرين موضعا، منها قوله سبحانه وتعالى: ''والنخل باسقات لها طلع نضيد'’.. وقد ذكرت في أحاديث شريفة عديدة منها : "بيت لا تمر فيه جياع أهله”..
كما تجلت مكانة وقيمة النخلة في العديد من الأمثال العربية بما فيها العامية الإماراتية.
مع قدوم موسم القيظ الذي يمتد لأربعة أشهر هو الموسم الوحيد الذي لا يغيب فيه صحن الرطب الذي يعد رمزا للكرم وخير ممثل لتراث الإمارات ويفوق فضلها على الكثير من أنواع الفواكهه الأخرى لما للرطب مع القهوة العربية من دلالات خاصة على الحفاوة بالضيف ، وما يحمله من معاني الترحاب والاحترام والتقدير.
وتزايدت أعداد شجرة النخيل في عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان " طيب الله ثراه " حتى أصبحت دولة الإمارات اليوم من بين أكبر منتجي التمور في العالم .
وتتعدد أصناف التمور على مستوى دولة الإمارات حيث تصل إلى 250 صنفا منها 135 معروفا تسمى الخرايف ، والبقية أصناف يطلق عليها الساير وغالبا ما يسمى الصنف تبعا للون الثمرة ، كما في حالة أصناف الأشهل ، و دقلة بيض ، والحمري والخضري ، وخضراوي ، إلا أن هناك عوامل أخرى تدخل في تسمية الصنف منها :
لون الثمرة والشكل الخارجي وموعد النضج أو أماكن وجودها أو قد يكون الشخص الذي يكتشف الصنف ..
ولكل صنفان هذه التمور طعم ومذاق ، وقد تسمى التمور على طعمها ، فالأصناف ذات الحلاوة الزائدة تسمى بأسماء تدل على ذلك كما في السكري والحلوة وغيرها، وتسمى التمور بحسب موعد نضج الثمرة فمنها : المبكر والمتوسط والمتأخر.
يتسم رطب الإمارات بأنواع وأصناف كثيرة منها المبكرة النضج مثل : النغال والغر ، وتعرف بالمتقدمة ، ويتبعها الخشكار ثم اليردي .
وهناك أصناف تنضج في منتصف الموسم وتحتوي على أجود الأصناف ومنها : الخنيزي ، وبومعان، والخلاص ، والشيشي، والسكري ، والصقعي ، والزاملي ، وأم الدهن.
وهناك أنواع أخرى تسمى بالمتأخرة ، أي التي تنضج في نهاية فصل الصيف ، ومن أهمها : الفرض والبرحي والشهل والهلالي وتنتشر زراعتها في كافة إمارات الدولة ، وتشتهر منطقة الظفرة بصنف الدباس ويعتبر أكثرها انتشارا.
أما منطقة العين فتشتهر بكثير من الأصناف منها : " الفرض وبومعان" وغيرهما من الأنواع التي تجود في الأجواء الجافة الحارة حيث يتسم الفرض بشكله الأسطواني المنتظم وله قشرة حمراء مشوبة بلون أصفر داكن ، كما أنه غني بالفيتامينات والمعادن والكالسيوم والحديد والفوسفور وغيرها من العناصر الغذائية المهمة ، وهذا النوع منخفض السكريات خاصة السكروز ولا يحتوي على الدهون وخال من الكوليسترول .
إضافة كمية صغيرة منه إلى الوجبة اليومية ستساعد في إنقاص الوزن . وقد قيل في المثل العامي : " الفرض مسامير الركب ".
ويعد صنف بومعان من الأصناف التي يمكن أن يتم تناولها كبديل للوجبات الخفيفة بسبب محتواه من السكر الطبيعي مثلا : الجلوكوز والسكروز والفركتوز ، ويمكن أن يخفف اضطرابات المعدة الناتجة عن أسباب مختلفة.
بينما تشتهر الإمارات الأخرى بأنواع من وأصناف أخرى منها اللولو والحاتمي وجش ربيع الخنيزي ، وتتميز تموز اللولو بخصائصها الفاخرة الفريدة ، كما تتميز باللون البني الداكن وشكلها المستدير ، والطلب على هذا النوع مرتفع للغاية نظرا لأنها تأتي في منتصف موسم الحصاد ، ويرجع السبب في ذلك أيضا إلى اتزان محتواه من السكر بشكل كبير ، ويقدم هذا التمر طازجا للحفاظ على إنزيم البروتيناز الموجود فيه والذي يساعد في الحفاظ على اللياقة البدنية ، كما أنه من الأصناف المرغوبة في الأسواق العالمية .