الظفرة .. وجهة إماراتية عالمية مفضلة للسياحة الصحراوية
الظفرة – خاص/
بروحها البدوية الأصيلة، وتراثها العريق، ومحمياتها الطبيعية الخلابة، ومشاريعها السياحية الدامجة بين الماضي والحاضر، تواصل منطقة الظفرة في إمارة أبوظبي تعزيز مكانتها كوجهة سياحية نوعية يقصدها الزوار الراغبين في الاستمتاع بجمال البيئة الصحراوية، وهواة الصيد البري من مختلف دول العالم، وملاك ومربي الإبل، بالإضافة إلى الشغوفين بالمهرجانات والمسابقات التراثية مثل مزاينات الإبل والصقور والسلوقي والخيول. حيث تستقطب الأنشطة السياحية والتراثية في منطقة الظفرة آلاف السياح سنوياً سواء من دولة الإمارات أو منطقة الخليج والدول العربية، بالإضافة إلى هواة الصيد البري والسياحة البيئية المستدامة من مختلف دول العالم.
- وجهة سياحية نوعية.
تعد الظفرة وجهةً سياحيةً عالميةً متفردةً بفضل ما تحتضنه من محميات طبيعية مثل محمية المرزوم للصيد، التي تعد الأولى عالمياً في مجال الصيد المستدام الذي يجمع بين الحفاظ على التوازن البيئي والكائنات المعرضة للانقراض من جهة، ومتعة السياحة الصحراوية والصيد التقليدي بالصقارة والسلوقي وفراسة الصحراء وكافة أوجه التراث البدوي الصحراوي من جهة أخرى.
كما يساهم مهرجان الظفرة في تعزيز مكانة المنطقة إقليمياً وعالمياً كوجهة سياحية تراثية، إذ يعتبر المهرجان بمثابة حلقة وصل بين الأجيال، ومناسبة أساسية لإحياء التراث لدى الأجيال الناشئة، ويجسّد المهرجان الذي تنظمه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي في الفترة من نهاية شهر أكتوبر ولغاية شهر نهاية يناير جهود إمارة أبوظبي كوجهة عالمية متفردة تعمل على الحفاظ على الموروث وإحيائه، وإيصال رسالة دولة الإمارات الحضارية والإنسانية إلى العالم، وتعزيز قيم الولاء والانتماء لدى الشباب والنشء من خلال تحفيزهم على ممارسة التراث الإماراتي الأصيل.
بالإضافة إلى كونه، واحداً من أهم المناسبات السياحية التي تستقطب عشاق السياحة التراثية والصحراوية من المنطقة ومختلف دول العالم، إذ يستهدف مهرجان الطفرة بأنشطته المتنوعة الحفاظ على سلالات الإبل الأصيلة من خلال دعم مُلاك الإبل بجوائز سنوية مجزية وإتاحة الفرصة أمامهم لتسويق إبلهم لأكبر عدد من المهتمين، بما يجعله الملتقى الأول إقليمياً وعالمياً لهواة وملاك الإبل، وكذلك المساهمة في تطوير السياحة الثقافية وتحفيز النشاط الاقتصادي في منطقة الظفرة وإمارة أبوظبي ودولة الإمارات بشكل عام، والترويج لبوابة الربع الخالي واستقطاب عشاق السياحة البيئية والصحراوية والمسابقات التراثية مثل الصيد بالصقور والخيول العربية الأصيلة والسلوقي العربي والرماية، ومزاينات الصقور والسلوقي وغنم النعيم، بالإضافة إلى إحياء الاهتمامات التاريخية لسكان دولة الامارات، وصون الموروث الإماراتي والخليجي والمحافظة عليه ونقلة للأجيال المتعاقبة.
- مهرجان الظفرة - الدورة الخامسة عشرة.
تواصل الدورة الخامسة عشرة من مهرجان الظفرة 2021- 2022 التي انطلقت في 28 أكتوبر الماضي، وتستمر حتى 22 يناير الجاري مسيرتها، والتي تتزامن مع احتفالات دولة الإمارات بعيد تأسيسها الخمسين، وتتضمن موسم مزاينات أبوظبي من خلال أربع مزاينات للإبل ومهرجاناً تراثياً شاملاً في كل من سويحان ورزين ومدينة زايد ومهرجان الظفرة ، كما أنها تقدم للفائزين 2947 جائزة موزعة على 313 شوطاً ضمن مزاينة الإبل.
وتستضيف سويحان ورزين ومدينة زايد وموقع المهرجان في الظفرة، مزاينات الإبل في فئات المحليات والمجاهيم والمهجنات الأصايل، ضمن أشواط أصحاب السمو الشيوخ وأبناء القبائل والتي تُتوّج باحتفالية الإعلان عن جوائز بيرق الإمارات في فئتي المحليات والمجاهيم، وتشتمل فعاليات المهرجان السنوي إلى جانب مزاينات الإبل، على المسابقات والمزاينات التراثية من مزاينات الصقور والسلوقي وغنم النعيم ومسابقات المحالب والصيد بالصقور، وسباق السلوقي 2500 متر، وسباق الخيل العربي ومسابقة الرماية، والعديد من الفعاليات التراثية والثقافية والمسابقات التي تعكس شغف الإماراتيين خصوصاً وشعوب منطقة الخليج العربية عموماً، في إطار تمسكهم بعاداتهم الأصيلة وتقاليدهم العريقة وإرثهم الممتد عبر الآباء والأجداد.
- المرزوم .. الموسم السابع .
بالتزامن مع الدورة الخامسة عشرة من مهرجان الظفرة، انطلق في الأول من نوفمبر الماضي الموسم السابع للصيد في محمية المرزوم بمنطقة الظفرة، ويستمر حتى منتصف فبراير المقبل.
وتعد محمية المرزوم أول وأكبر محمية في دولة الإمارات لممارسة الصيد بالطرق التقليدية عن طريق الصقور والسلوقي، حيث تقدم المحمية تجربة ثقافية وسياحية فريدة للصيد التقليدي، وتعزز الوعي بالصقارة وصون البيئة والتراث.
ومع انطلاق الموسم السابع، كانت محمية المرزوم قد بدأت باستقبال الصقارين وهواة الصيد التقليدي والزوار بشكل يومي 7 أيام أسبوعياً، على فترتين للصيد /صباحية ومسائية/، وتوفر المحمية لمرتاديها تجربة الاستمتاع بالطبيعة والبيئة الخلابة التي تمتاز بها المحمية إلى جانب ممارسة هواية الصيد التقليدي ضمن إطار الصيد المستدام، ووفقا لقانون الصيد في إمارة أبوظبي.
إذ تتيح محمية المرزوم المجال للصقارين لممارسة هذه الهواية الأصيلة داخل الدولة ضمن إطار الصيد المستدام مع المحافظة على البيئات الطبيعية التي تأويها المنطقة المحمية، بالتزامن مع الحرص على حماية عناصرها الحيوية والجيولوجية، وتعزيز برامج إعادة توطين الأنواع البرية المهددة بالانقراض، وتخصيص المحمية كموئل للصقارة بالأسلوب التقليدي، كما تتيح المحمية الفرصة للعلماء والباحثين لإجراء الدراسات الميدانية.
جدير بالذكر أنه منذ تدشينها عام 2015 استقطبت المحمية أكثر من 7200 شخص من الصقارين والسياح العرب والأجانب، خصوصاً من عشاق الصقارة والصيد التقليدي والسياحة الصحراوية، إضافة للعديد من ممثلي وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية.
وتوفر المحمية لعشاق الصيد التقليدي مقناص حبارى وأرانب وظبي وسط بيئة ملائمة وآمنة، حيث يتم استقبال رواد المحمية وزوارها ضمن فرق للصيد، بحيث يكون مع كل فريق صيادان محترفان، ويتم التركيز على الصيد بالصقور والسلوقي من دون الاستعانة بأية أسلحة مهما كان نوعها، والتنقل خلال المحمية باستخدام السيارات الكلاسيكية أو السيارات الخاصة بالمجموعات.
وتوفر المحمية المبيت في مخيّمات خاصة، مقابل رسوم رمزية /المخيم الملكي، مخيم النخبة، مقيال خاص/. ويتم تقديم العديد من المأكولات الشعبية من خلال المطبخ الإماراتي المتوفر في المحمية، وبإمكان مرتادي المحمية التجول في مختلف أرجائها الشاسعة، والاستمتاع بمشاهدة النباتات البرية التي تنمو في منطقة الظفرة مثل: الغضا، والرمث، والشنان، والحاذ وغيرها، بالإضافة إلى مراقبة عدد من الحيوانات التي تعد منطقة الظفرة موئلاً أصلياً لها مثل: الأرانب، والطيور، الغزلان، الحبارى، الظبي وغيرها.
- الصيد المستدام.
وللحفاظ على التنوع البيئي في المنطقة، تشترط المحمية على جميع مُرتاديها التقيّد بقانون الصيد في إمارة أبوظبي ضمن إطار الصيد المُستدام، والالتزام ببعض الشروط الضرورية التي تمّ اعتمادها بما يكفل نجاح تجربة الصيد للجميع وعدم إلحاق أي ضرر بالمحمية وما تحتويه من كنوز طبيعية، وعدم التسبب بأي إزعاج أو إيذاء للحياة البرية أو الأشجار أو النباتات. يشار إلى أن محمية المرزوم تبعد عن مدينة أبوظبي حوالي ساعة بالسيارة /120 كيلومتراً/، وتتميز عن محميات الحياة البرية في مختلف أنحاء العالم، ليس فقط بالمساحة الشاسعة الممتدة لحوالي 923 كيلومتراً مربعاً، ولكن بتفردها في مجال الصيد التقليدي بالصقارة والسلوقي وكذلك فراسة الصحراء ومختلف أوجه التراث البدوي الصحراوي، لتكون الأولى عالمياً في هذا المجال، فيما توفر فرصة لصيد الأرنب وطائر الحبارى عن طريق الصقور، وصيد الظبي عن طريق السلوقي، ويتم توفير الطرائد من مراكز الإكثار المعروفة وليس من البرية.
- الظفرة .. دفء الشتاء ودفء القلوب.
وتعد منطقة الظفرة علامة مميزة على الخريطة السياحية في دولة الإمارات، إذ تشهد تدفقاً سياحياً متزايداً بالتزامن مع انطلاق حملة "أجمل شتاء في العالم" في دورتها الثانية، نظراً للتنوع الكبير في مختلف الأنشطة السياحية في الدولة، ما يجعلها واحدة من أهم الوجهات السياحية في العالم، وخصوصاً في فصل الشتاء الذي يعد أجمل شتاء في العالم نظراً لما يتميز به من اعتدال الطقس ودفء الحياة الإماراتية وطيبة شعبها، بحيث يستطيع الزائر الاستمتاع بدفء الشتاء ودفء قلوب الناس، وعيش قصص يومية تؤكد الروحيّة الإماراتية القائمة على الكرم والعطاء والمبادرة واستقبال ضيوف البلاد بعقول وقلوب وأيادٍ مفتوحة.
- حملة "أجمل شتاء في العالم".
وقد أطلقت دولة الإمارات في 15 ديسمبر الماضي حملة "أجمل شتاء في العالم" للعام الثاني على التوالي، على أن تستمر حتى نهاية شهر يناير الجاري، وينفذها المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات بالتعاون مع وزارة الاقتصاد ومختلف الهيئات المعنية بالسياحة والثقافة والتراث، لتكون أكبر حملة من نوعها تبرز خيارات السياحة الداخلية المتنوعة في مختلف أنحاء الإمارات، كما تعرّف السياح والزوار من مختلف أنحاء العالم بشتاء الإمارات المعتدل، وبكل مقوّمات الجذب التي توفرها الدولة لزوارها، من الأفراد والأسر والمجموعات السياحية، لقضاء إجازة فريدة من نوعها، يتسنى لهم خلالها الاستمتاع بالمناخ الدافئ المنعش في الدولة في هذا الفصل، وزيارة أهم معالم الإمارات الترفيهية والثقافية والطبيعية، وممارسة أمتع الأنشطة في الهواء الطلق.
وتحتفي نسخة هذا العام من حملة أجمل شتاء في العالم بشكل خاص بالعنصر الإنساني الذي يشكل العامل الأول والأبرز والأهم في تكريس مكانة أية دولة كوجهة سياحية عالمية منشودة ومطلوبة، وهو ما تجسده مستويات الأمان في الدولة والتي تعد بين الأعلى في العالم، فضلاً عن مشاعر الأخوة والترحاب وقيم التسامح والشمول واحترام التعددية والتنوع التي يحس بها كل من يزور الدولة بدءاً من المطارات والمنافذ البرية والبحرية ووصولاً إلى تعامل الإنسان العادي في الشارع، وحسن الاستقبال الذي يُشعر كل سائح بالطمأنينة والسعادة كونه موضع ترحيب حيثما حل وفي أي مكان من الدولة.