"مصدر" و"انجي" توقعان اتفاقية مع "فرتيجلوب" للتعاون في تطوير هيدروجين أخضر لإنتاج الأمونيا
الدار – وام/
أعلنت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، إحدى الشركات الرائدة عالمياً في مجال الطاقة المتجددة، وشركة "انجي"، الرائدة عالمياً في توفير خدمات الطاقة منخفضة الكربون، عن توقيع اتفاقية مع شركة "فرتيجلوب" التي تأسست بموجب شراكة استراتيجية بين "او سي اي ان في" وشركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك"، وأكبر مصدر بحري لليوريا والأمونيا التجارية.
وبموجب الاتفاقية، ستتعاون الشركات في تطوير محطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر بتكلفة تنافسية عالمية في دولة الإمارات بقدرة إنتاجية تصل إلى 200 ميجاواط، وذلك لدعم عمليات إنتاج الأمونيا الخضراء.
وقع الاتفاقية أحمد الحوشي، الرئيس التنفيذي لشركة "فرتيجلوب"، ومحمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة "مصدر"، وذلك ضمن مراسم أقيمت أمس على هامش أسبوع أبوظبي للاستدامة، الذي ينعقد في العاصمة أبوظبي.
وقال فريدريك كلو، مدير عام المنتجات الحرارية والإمداد لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في "انجي": " سيشكل إنتاج الهيدروجين الأخضر في دولة الإمارات خطوة مهمة على طريق تحولها الأخضر، كما سيدعم مساعي الدولة لتحقيق أهدافها الطموحة الخاصة بتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.
وأضاف من خلال التعاون مع "مصدر" و"فيرتيجلوب" لدعم تطوير مشاريع الهيدروجين الأخضر ضمن مختلف مراحل سلسلة القيمة، فإننا سنساعد في خلق فرص عمل محلية والمساهمة في تعزيز تنافسية دولة الإمارات في اقتصاد الهيدروجين الذي يشهد نمواً متسارعاً.
كما ستساعد هذه الجهود بعضاً من أكثر القطاعات المنتجة للكربون، لا سيما النقل والتنقل والصناعة والزراعة، في أن تصبح محايدة للكربون.
من جانبه، قال أحمد الحوشي إن هذه الشراكة مع كل من "انجي" و"مصدر" تمثل فرصة مهمة لنا ولدولة الإمارات للعب دور حيوي في عملية التحول ضمن قطاع الطاقة العالمي، كما أنها تنسجم مع رؤية الإمارات لبناء مستقبل قائم على التنوع والاستدامة.
وأضاف ان أبوظبي توفر وجهة مثالية لإنتاج الهيدروجين الأخضر وذلك في ضوء التزام الدولة بالعمل من أجل مستقبل منخفض الكربون، فضلاً عن محفظة مشاريعها الفريدة في مجال الطاقة المتجددة وموقعها الجغرافي الاستراتيجي.
ويأتي هذا المشروع كإنجاز بارز جديد لشركة "فرتيجلوب" في مجال الأمونيا الخضراء، والذي يأتي في أعقاب إعلان الشركة الشهر الماضي عن إنشاء محلل الكهرباء الجديد باستطاعة 100 ميجاواط في مصر. وتعد الأمونيا ناقل طاقة رئيسي للهيدروجين.
وتابع انه نظراً لدور الهيدروجين الأخضر الرئيسي في دعم إزالة الكربون من قطاعات الصناعة والغذاء والنقل والطاقة، فإننا أمام فرصة كبيرة للاستفادة من الأمونيا الخضراء في نقل الهيدروجين الأخضر إلى كافة أنحاء العالم من أجل توفير الطاقة اللازمة للاقتصادات النظيفة وتلبية الطلب المتزايد على مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة.
من جهته، أكد محمد جميل الرمحي على أهمية هذا المشروع ودوره الحيوي في تطوير اقتصاد الهيدروجين الأخضر في دولة الإمارات، كما أنه يمثل أول خطوة ملموسة تتخذها كل من "مصدر" و"انجي" بعد الإعلان عن تحالفهما الاستراتيجي الشهر الماضي.
وأوضح أن "مصدر" تتطلع من خلال التعاون مع "فيرتيجلوب" إلى دعم ترسيخ ريادة الدولة في مجال الهيدروجين الأخضر وتحقيق أهدافها للحياد المناخي.
وستقوم الشركات الثلاث ببحث مهمات التطوير والتصميم والتمويل والشراء والإنشاء والتشغيل والصيانة الخاصة بتشييد منشأة هيدروجين أخضر على نطاق صناعي وبتكلفة إنتاج تنافسية عالمية في الرويس بأبوظبي بالقرب من مصانع "فيرتيجلوب" لإنتاج الأمونيا، وستصل القدرة الإنتاجية المحتملة للمنشأة إلى 200 ميجاواط، وتستهدف الدخول في حيز التشغيل في عام 2025، حيث ستكون "فيرتيجلوب" المشتري الوحيد للإنتاج على المدى الطويل.
وتعد "فيرتيجلوب" أكبر منتج للأسمدة النيتروجينية والأمونيا في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بطاقة إنتاجية إجمالية تبلغ 6.7 مليون طن من اليوريا والأمونيا التجارية. وستستخدم الشركة الهيدروجين الأخضر لإنتاج الأمونيا الخضراء، مما يدعم طموحاتها لأن تكون شراكة رائدة عالمياً في هذا القطاع. وتتطلع "فيرتيجلوب" إلى تحقيق الريادة أيضاً في إنتاج الأمونيا الخضراء بحلول عام 2025 بدولة الإمارات، حيث تستثمر في عدد من المبادرات لإنتاج أمونيا منخفضة الكربون وخالية من الكربون.
وتعد الأمونيا الخضراء، التي يتم إنتاجها من مصادر طاقة متجددة مثل طاقة الشمس والرياح بدلاً عن الغاز الطبيعي، منتجاً متعدد الاستخدامات وناقل مثالي لتخزين ونقل الهيدروجين، ويمكن المساعدة في إزالة الكربون من عدد من القطاعات والتي تستحوذ مجتمعة على 90 بالمائة من انبعاثات غازات الدفيئة العالمية الحالية. كما تعتبر الأمونيا مصدر وقود بديل مهم بحد ذاته.
وكانت "مصدر" و"إنجي" قد أعلنتا في ديسمبر الماضي عن إنشاء تحالف استراتيجي للتعاون في إنشاء مركز لإنتاج الهيدروجين الأخضر في دولة الإمارات.
وتهدف الشركتان إلى تطوير مشاريع لإنتاج ما لا يقلّ عن 2 جيجاوات بحلول 2030، بقيمة إجمالية تصل إلى 5 مليارات دولار. ويهدف التحالف الاستراتيجي إلى تحقيق التكامل بين الشركاء، وذلك لترسيخ دور سباق ورائد في دعم تطوير قطاع الهيدروجين الإماراتي.
ومن خلال الاعتماد على البنية التحتية القائمة، سوف تستهدف الشركتان في البداية إمداد السوق المحلية ومن ثم زيادة القدرة الإنتاجية لإنشاء مركز هيدروجين أخضر بقدرة إنتاجية على مستوى الجيجاواط ليغطي سوق منطقة الخليج، مع إمكانية التصدير إلى أسواق أخرى. وسيعمل التحالف الاستراتيجي أيضاً على استكشاف فرص تطوير مشاريع في مناطق جغرافية أخرى.