عاجل

المؤتمر العالمي للمرافق يناقش دور الهيدروجين في رسم ملامح مستقبل القطاع

الظفرة

الدار – وام/

تحت رعاية سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي رئيس مكتب أبوظبي التنفيذي، ينطلق بعد غد " الإثنين " المؤتمر العالمي للمرافق 2022 الذي تستضيفه شركة أبوظبي الوطنية للطاقة "طاقة"، ويسلط الضوء على الدور المحوري للهيدروجين في الحد من الانبعاثات الكربونية على مستوى قطاع المرافق.

ويبحث المؤتمر - الذي يقام خلال الفترة من 9 إلى 11 مايو الجاري في مركز أبوظبي الوطني للمعارض "أدنيك" - أهمية الهيدروجين في رسم ملامح مستقبل قطاع المرافق، إذ يتضمن جدول أعماله عددا من الجلسات النقاشية التي تجمع قادة القطاع لمناقشة دور الهيدروجين في القطاع وكيفية تلبية الطلب المتزايد على الطاقة والفرص المتاحة في قطاع المرافق بالتزامن مع المساعي الذي يشهدها العالم نحو تسريع عملية التحوّل للطاقة النظيفة لمواجهة مخاطر الاحتباس الحراري والالتزام بتحقيق الحياد المناخي، أبرزها جلسة نقاشية مع جاريث وين، رئيس الاتصال المؤسسي لدى شركة أبوظبي الوطنية للطاقة "طاقة"، والتي تناقش الخطوات اللازمة لتعزيز دور الهيدروجين في تحقيق الحياد الكربوني في القطاع.

ويأتي تركيز المؤتمر على الموضوعات المتعلقة بالهيدروجين بما ينسجم مع مساعي العديد من دول العالم لاعتماد استراتيجيات فاعلة للحد من الانبعاثات الكربونية لإحداث نقلةٍ في سياسات الطاقة العالمية التي من شأنها تعزيز أهمية أنواع الوقود النظيف، إذ تشير التوقعات إلى ازدياد أهمية أنواع الوقود النظيف، مثل الهيدروجين، في ظل المساعي الرامية لتحقيق الحياد المناخي ضمن قطاع المرافق.

وقال كريستوفر هدسون، رئيس شركة دي إم جي إيفنتس، الجهة المنظمة للمؤتمر العالمي للمرافق : " يشهد العالم تحوّلاً سريعاً نحو الحد من الانبعاثات الكربونية في قطاعي الطاقة والمرافق، ويأتي ذلك بفضل المبادرات الرامية بالالتزام بالحياد المناخي التي تم وضعها لمواجهة الاحتباس الحراري. ويقدّم الهيدروجين العديد من الفرص لرسم مستقبل القطاع، إلا أن الأمر يستدعي تعاون قادة القطاع لضمان تحقيق هذا النموّ المستدام على مستوى القطاع بما يواكب المتطلبات الجديدة لتحقيق نتائج ملموسة في الحد الانبعاثات الكربونية".

تجدر الإشارة إلى أن مستويات الطلب العالمية على طاقة الهيدروجين تتراوح ما بين 8 إلى 10 إيكساجول، والتي يتم استهلاك معظمها من قبل قطاع الكيماويات ومن المتوقّع أن يزداد الطلب على الهيدروجين، إذ كشف الاتحاد الأوروبي عن استراتيجيته لتوليد الطاقة من الهيدروجين في الصيف الماضي، والتي تسعى إلى تأمين قدرة إنتاجية تصل إلى 6 جيجاواط بحلول عام 2024، مع خطط لرفع الإنتاج إلى 40 جيجاواط في عام 2030.

وتضمنت الدول التي كشفت عن استراتيجياتها لتوليد الطاقة من الهيدروجين في العام الماضي كلاً من ألمانيا وإسبانيا والبرتغال وهولندا وفنلندا والسويد وبولندا وكندا.

ويشير تقرير مجلس الهيدروجين بعنوان " الهيدروجين لتحقيق الحياد المناخي " إلى القدرة التي يتمتع بها هذا العنصر في تحقيق الحياد المناخي بأقل التكاليف لأكثر من خُمس معدل الطلب على الطاقة بحلول منتصف القرن، في حين تشير مصادر أخرى إلى حاجة الكوكب لطاقة إنتاجية تصل إلى ألف جيجاواط لتأمين احتياجه من الطاقة بحلول عام 2050.

وأوضحت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة أن ما يقارب 95% من إنتاج الهيدروجين في العالم يتم باستخدام الوقود الأحفوري، إلا أن إنتاج الهيدروجين باستخدام الطاقة المتجددة قد يساعد قطاع الطاقة على مواجهة العديد من التحديات الهامة، بما في ذلك توجيه كميات كبيرة من الطاقة الكهربائية إلى القطاعات التي يصعب فيها الحدّ من الانبعاثات مثل قطاع الصناعة والنقل والتطبيقات المتخصصة.

وأشارت وكالة الطاقة الدولية إلى أن الطلب على الهيدروجين منخفض الانبعاثات ما زال قليلاً على الرغم من وجود محفّزات واضحة لزيادة الطلب وتعدد الفرص المتاحة للاستفادة منه، إذ ينحصر الطلب عليه ضمن قطاع النقل مع وجود عجز في قدرته على تحقيق المتطلبات اللازمة للوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2050.

وأشارت الوكالة إلى ضرورة بذل جهود أكبر لتحفيز الطلب على الهيدروجين والحد من الانبعاثات الناجمة عن إنتاجه.

وشهدت العوامل الاقتصادية المرتبطة بإنتاج الهيدروجين انتعاشاً واضحاً في ظل انخفاض تكاليف إنتاج الطاقة الشمسية والهوائية والزيادة في الطاقة الإنتاجية وسلاسل التوريد ذات الصلة.

يشار إلى أن النمو الملحوظ في مشاريع إنتاج الهيدروجين من المصادر النظيفة الذي شهده العالم خلال العام الماضي سيؤدي إلى ارتفاع مستويات الطلب على إنتاج الطاقة الكهربائية رغم ارتفاع التكاليف في هذا المجال.

وتواجه عمليات إنتاج الهيدروجين الأخضر تحديات تكمن في الازدياد البطيء للطاقة الإنتاجية لمصادر الطاقة المتجددة، والتي من شأنها المساهمة في توليد الطاقة قليلة التكلفة، إلى جانب التحديات المتعلقة بمحدودية المصادر المالية الموضوعة لتمويل مشاريع إنتاج الهيدروجين حتى الآن، بالإضافة النمو البطيء في مستويات الطلب عليه من قبل القطاعات ذات مستويات الانبعاثات المرتفعة مثل قطاع النقل.

ومن المقرر أن يستقطب المؤتمر العالمي للمرافق أكثر من 10 آلاف متخصص في قطاع المرافق من مختلف أنحاء العالم لبحث ومناقشة أجندة من الموضوعات الهامة في القطاع، بما في ذلك مستقبل إمدادات المياه والطاقة منخفضة الكربون.