الإمارات.. حضور بارز ومبادرات رائدة لاستشراف مستقبل «الميتافيرس»
الدار – وام/
اكتسبت دولة الإمارات مكانة استراتجية دولية بارزة ضمن المفاهيم والقطاعات المرتبطة باقتصاد المستقبل وفرصه وتقنياته من خلال سياسات وتشريعات وبرامج ومبادرات تستشرف مفاهيم المستقبل وتتوافق مع المتغيرات الاقتصادية العالمية، وتدعم المقومات التي تمتلكها الدولة، نحو تعزيز حضورها الاقتصادي كوجهة عالمية رائدة.
و بالتزامن مع الاهتمام العالمي بالفرص الاقتصادية المتاحة في عالم الفضاء الرقمي «الميتافيرس»، أطلقت دولة الإمارات مجموعة من المبادرات والبرامج التي تستهدف تعزيز حضورها في العالم الافتراضي، خاصة لدوره المتوقع في تحقيق آثار نوعية استراتيجية خلال الفترة المقبلة.
و شهدت الفترة الماضية، بروز مفاهيم «الميتافيرس» وتوقعت دراسة أجرتها مؤسسة جارتنر للأبحاث والدراسات مشاركة 30% من المؤسسات بمنتجاتها وخدماتها حول العالم في عالم «الميتافيرس» خلال السنوات المقبلة، نظراً لتوفير الفضاء الرقمي المزيد من فرص التواصل والتعاون ضمن مختلف الأصعدة كما توقعت أن تصل نسبة مستخدمي الفضاء الرقمي «الميتافيرس» لمدة ساعة يومياً على الأقل، إلى نحو 25%، بحلول عام 2026.
وفي هذا التقرير، ترصد وكالة أنباء الإمارات «وام»، توجه دولة الإمارات نحو «الميتافيرس» وأبرز الجهود التي قامت بها الدولة لتعزيز حضورها الاقتصادي المؤثر.
فقد شهد منتدى الاقتصاد العالمي «دافوس» خلال الشهر الماضي، إعلان حكومة دولة الإمارات و«دافوس» عن إطلاق القرية التعاونية العالمية بالشراكة مع المنظمات العالمية والحكومات، والقطاع الخاص، والمؤسسات المجتمعية على مستوى العالم، وهي عبارة عن قرية في عالم الميتافيرس تشكّل موقعاً للعمل معاً والتعاون في إيجاد حلول للتحديات الملحة التي تواجه العالم، وتشكيل ملامح القطاعات الجديدة، ووضع تصور جديد للأجندة الإقليمية والعالمية.
و من جهتها، تعمل اللجنة العليا للإشراف على التطورات التكنولوجية بدبي، على صياغة المحاور الرئيسية والأهداف المستقبلية لاستراتيجية دبي للميتافيرس بناءً على معطيات وبيانات موثوقة بحيث تم تحديد مجموعة متكاملة من المستهدفات، وفي مقدمتها فتح أسواق وخلق فرص استثمارية جديدة للإمارة، ورفع المساهمة الإجمالية لقطاعات الميتافيرس إلى 4 مليارات دولار في اقتصاد الإمارة بحلول العام 2030، ورفع مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي لدبي ليصل إلى 1%.
و تهدف اللجنة خلال المرحلة المقبلة إلى تطبيق تقنيات ميتافيرس قادرة على تحسين أداء طلاب الطب الجراحين خلال الفترة المقبلة بمعدل 230%، و30% في زيادة السرعة الإنتاجية لدى المهندسين، علاوة على دعم 42 ألف وظيفة لتكون افتراضية.
و تسعى دبي إلى صياغة تصور متكامل لترسيخ تواجدها وجهة محورية مؤثرة في الفضاء الافتراضي وذلك عبر مجموعة من المحاور التي تغطي كافة الجوانب الخدمية والتشريعية والتنظيمية، علاوة على إطلاق المشاريع والمبادرات النوعية لتفعيل تواجد الإمارة في العالم الافتراضي على النحو الأمثل.
و بدورها، أعلنت سُلطة دبي لتنظيم الأصول الافتراضيّة عن دخولها إلى الميتافيرس، وتأسيس مقر رئيسي لها في العالم الافتراضي "ذا ساند بوكس"، وبصفتها أول جهة تنظيمية في العالم تدخل إلى عالم الميتافيرس، تسعى سُلطة دبي لتنظيم الأصول الافتراضيّة إلى ترسيخ حضورها في العالم الافتراضي وتمكين مكوّنات هذا القطاع من الوصول إلى خدماتها في محيطها التقني الرقمي، بالإضافة إلى تسهيل التعاون بين مقدمي خدمات الأصول الافتراضية العالميين، وقادة الفكر في قطاع الأصول الافتراضية، والسلطات التنظيمية الدولية.
من جهتها، أطلقت مجموعة من الجهات الحكومية مؤخراً، مبادرات بشأن التواجد في عالم «الميتافيرس» بما يتواكب مع توجهات الدولة وريادتها التقنية وحضورها العالمي المؤثر في الفضاء الرقمي فيما شهدت أعمال الدورة الأولى من قمة «إنفستوبيا»، والتي عُقدت خلال القمة العالمية للحكومات، تنظيم أول مؤتمر صحفي عالمي، عبر «الميتافيرس»، بما يسهم في إبراز جاهزية العالم لاستقبال هذا النوع من التطور في المحافل الدولية.
و يعد افتتاح شركة «ميتا» العالمية مقرها الإقليمي في دولة الإمارات خلال العام الجاري، تأكيداً على ما توفره الدولة من بيئة أعمال جاذبة وتنافسية داعمة للابتكارات والمستقطبة لأفضل المواهب والكفاءات الأمر الذي دعم منظومة عمل كبرى الشركات العالمية وأتاحت لها فرص النمو والتوسع في المنطقة.
و من المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة، توسع المبادرات والبرامج التي تستهدف استكشاف الفرص الاقتصادية الواعدة في الفضاء الرقمي، بالاستفادة من المقومات التقنية التي تمتلكها الدولة، واستناداً على البُنية التحتية الرقمية ذات الجاهزية العالية.