"كلمة" يصدر "الهيمنة العالمية والإيمان بالتفوق-أوروبا من 1850-1914" للكاتب يوهانس باولمان
الدار – وام/
أصدر مشروع "كلمة" للترجمة في مركز أبوظبي للغة العربية، التابع لدائرة الثقافة والسياحة-أبوظبي، كتاب: "الهيمنة العالمية والإيمان بالتفوق-أوروبا من 1850- 1914" من تأليف يوهانس باولمان وترجمة سلافة عوض ومراجعة مصطفى سليمان.
ويتناول الكتاب تطور مفهوم الهيمنة الأوروبية من خلال الإضاءة على التغيرات التي طالت المجتمعات الأوروبية بين عامي 1850 و1914، وهي حقبة شهدت وضع الأسس المادية والروحية لنشوء الفكر الاستعماري الأوروبي وأعطت أوروبا صورتها الحالية.
ويشرح يوهانس باولمان في كتابه وبتفصيل شديد أهمية مضائق البحار بالنسبة للتوسع الأوروبي والنزاعات التي قامت حولها على اعتبارها حدوداً افتراضية مهمة لنقل أدوات الهيمنة من منتجات حديثة وأفكار وبعثات تبشيرية وغيرها إلى مختلف أنحاء العالم.
وينتقل بعدها الكاتب للحديث على التحولات الاجتماعية والاقتصادية التي وسمت القارة العجوز خلال القرن التاسع عشر حيث شهدت أوروبا تغيرات اجتماعية واقتصادية وسياسية أدت في نهاية المطاف إلى اضطراب مفهوم الحدود والدولة الوطنية وتأثير كل ذلك على إعادة تعريف الطبقات الاجتماعية، كما لم يتردد الكاتب في اقتراح تعاريف حديثة للمفاهيم الكبرى مثل الرأسمالية أو الإثنية أو الدولة.
ويرى الكاتب أنه ومن خلال الشك بالماضي استطاعت أوروبا انتاج معرفتها، حيث يتأسف نيتشه على قلة "الحيوية" التي وصمت النتاج الفكري الأوروبي في القرن التاسع عشر، كما يعرج باولمان على أفكار المؤرخ الأمريكي جيمس شين وغيره من مفكري ذلك العصر والذين اعتبروا أن الإنجاز المحدد للقرن التاسع عشر ليس في قوته الابتكارية، وإنما في الطريقة التي تم بها دمج الأفكار المختلفة من الأزمنة السابقة وتطويرها.
ويستعرض الكاتب أفكاراً لعدد من علماء القرن التاسع عشر ومفكريه وتأثير هؤلاء الهام على تطور أوروبا مثل: تشارلز داروين، رودولف فيرشو، لويس باستور، روبرت كوخ فيلهلم، كونراد رونتجن، ماري كوري وغيرهم من العلماء ممن ساهموا في ظهور البحث العلمي ومأسسته.
واحتل موضوع الفرق ما بين التاريخ والتأريخ والتاريخانية وتطور هذه المفاهيم وتأثيرها على عملية نهوض أوروبا حيزاً مهماً من الكتاب، حيث استعرض الكاتب أسئلة من قبيل: إلى أين سيؤدي التطور؟ وما الهدف منه؟ وما الذي يجب الاحتفاظ به من الماضي؟ حيث مكّنت الأجوبة أوروبا من التطور دون نكران الماضي.
وبحسب الكتاب شهد القرن التاسع عشر ما أسماه نيتشه بـ "إعادة تقييم جميع القيم" مترافقاً مع حركة نشر وكتابة واسعة شكّك فيها المفكرون بـ الإيمان بالتفوق، وظهور جدالات نتج عنها بروز النخب الثقافية في العواصم الأوروبية وسعى الأوروبيون بعدها إلى نشر ثقافتهم إلى ما وراء حدود قارتهم بعد تشكّل ما أسماه المؤرخ جون ماكنزي "استعمار الوعي" والنظر إلى الحكم الإمبريالي على أنه حق وواجب، وما تبع ذلك من تبلور الصورة الذاتية العنصرية "للبيض" مقارنة بـ "الملونين"، بالإضافة إلى الشعور العام بالتفوق.
ويعمل المؤلِّف يوهانيس باولمان، عالم التاريخ الألماني، الذي ولد عام 1960 في دارمشتات، أستاذاً للتاريخ بجامعة يوهانيس غوتنبيرغ – ماينتز، ومديراً لمعهد لايبنتز للتاريخ الأوروبي. وحاز باولمان جائزة جمعية المؤرِّخين الألمان في 2002.
وعمل أستاذاً في جامعاتٍ مختلفة منها ميونيخ وبريمن، كما شغل كرسي هيلموت شميدت للتاريخ الدولي. كما عمل أستاذاً زائراً في جامعة إيموري في أتلانتا، وكلية لندن للاقتصاد، وكلية ماجدالين، وكلية سانت أنتوني في أكسفورد، والسوربون. أما المترجمة سلافة عوض، فهي مترجمة أدبية، ترجمت مجموعة من الأعمال الأدبية في «أدب الأطفال» لدى مشروع «كلمة» في مركز أبوظبي للغة العربية، وتعيش وتعمل في ألمانيا.