الإمارات.. مكانة عالمية رائدة في مجال الهيدروجين
الظفرة – وام/
تعمل شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" - انطلاقاً من إيمانها بالإمكانات الواعدة التي يوفرها الهيدروجين وأنواع الوقود الحاملة له كمصادر جديدة للطاقة منخفضة الكربون.. على تنفيذ العديد من المشاريع والمبادرات التي تهدف للاستفادة من الفرص التي يوفرها الهيدروجين.
وتمتلك دولة الإمارات وإمارة أبوظبي سجلاً حافلاً وقدرات صناعية كبيرة عبر سلسلة القيمة لقطاع الطاقة، بالإضافة إلى الموقع الجغرافي المتميز مما يؤهلهما للاستفادة من الفرص المحتملة في مجال مشاريع الهيدروجين، ويسهم في ترسيخ المكانة الريادية لدولة الإمارات وأبوظبي في مجال اقتصاد الهيدروجين الناشئ.
وشكل الاحتفاء أمس بوصول أول شحنة تجريبية من الأمونيا منخفضة الكربون القائمة على الهيدروجين من إنتاج "أدنوك" إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية، خطوة مهمة ضمن هذه الجهود الهادفة إلى إنشاء سلسلة قيمة شاملة للهيدروجين بين الإمارات وأسواق مختلفة حول العالم، حيث تستهدف الدولة الاستحواذ على 25% من حصة سوق الهيدروجين منخفض الكربون في عام 2030، وتعد ألمانيا سوقاً رئيسياً لتحقيق ذلك.
ووفقاً لـ "مجلس الهيدروجين"، وهو مبادرة عالمية تهدف إلى تسريع اعتماد استخدامات الهيدروجين كأحد الحلول الرئيسية لمواكبة التحول في قطاع الطاقة، من المتوقع أن يمثل الهيدروجين ما يصل إلى 18% من الطلب العالمي على الطاقة بحلول عام 2050.
كما تلعب الأمونيا منخفضة الكربون، التي يتم تصنيعها باستخدام ثاني أكسيد الكربون الذي توفر تقنيات التقاطه واستخدامه وتخزينه، دوراً مهماً كنقطة انطلاق نحو تحقيق التحول في قطاع الطاقة على نطاق واسع نظراً لانخفاض تكلفة إنتاجها مما يتيح توفيرها بأسعار تنافسية، فضلاً عن إمكانية زيادة إنتاجها بسرعة وانخفاض مستويات كثافتها الكربونية والتي تقل عن العديد من أنواع الوقود الأخرى المتوفرة في السوق.
فالهيدروجين والوقود الناقل له، مثل الأمونيا، تُشكّل جميعها عناصر مهمة لتمكين إنتاج الوقود النظيف من أجل مواكبة جهود إزالة الكربون من القطاعات الصناعيّة وقطاعات النقل حيث يصعب تخفيضه. ولتحقيق هذه الغاية، تستكشف "أدنوك" إنتاج الهيدروجين "الأزرق"، عبر الاستفادة من قدراتها في مجال التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه. كما وتخطط "أدنوك" لاستكشاف فرص الهيدروجين الأخضر من خلال شراكتها مع "مصدر".
وتتبنى "أدنوك" نهجاً استباقياً ومتوازناً لمواكبة التحول في قطاع الطاقة، وتعمل على تطوير حلول عملية ومبتكرة لتأمين مستقبل منخفض الكربون، لدعم مبادرة الإمارات لتحقيق الحياد المناخي بحول عام 2050.
وتعمل "أدنوك" كذلك على تسخير إمكاناتها المتميزة في مجال الهيدروجين لوضع أسس قوية يقوم عليها سوق الهيدروجين الخالي من الكربون، وذلك من خلال تنفيذ خطط طموحة للنمو والتوسع في مجال الهيدروجين النظيف، ومشاريع لتحويل النفايات إلى طاقة على المستويين المحلي والدولي، بالإضافة إلى مشاريع إنتاج ومعالجة وتخزين الهيدروجين الأخضر والأنشطة الإضافية ذات الصلة؛ والتي تُعد من الوسائل الرئيسية للحّد من الانبعاثات.
وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" ،قد أصدر توجيهات في شهر نوفمبر من العام 2021، بتكليف شركة "أدنوك" باستكشاف ومتابعة الفرص المحتملة في مجال مشاريع الهيدروجين، بوصفه وقوداً نظيفاً لتعزيز ريادة الإمارات في هذا المجال.
وتنتج "أدنوك" اليوم أكثر من 300 ألف طن سنوياً من الهيدروجين في منشآت التكرير والبتروكيماويات التابعة لها، وتستخدم هذه الكميات بشكل أساسي لأغراض صناعية. كما تعمل "أدنوك" حالياً على تنفيذ خطط لزيادة إنتاجها من الهيدروجين إلى 500 ألف طن سنوياً، في الوقت الذي تستكشف فيه العديد من فرص النمو الجديدة في مجال الهيدروجين.
وبفضل قدراتها التكنولوجية واتساع رقعة عملياتها ونطاق شراكاتها العالمية، تتمتّع "أدنوك" بوضع يسمح لها بدعم عملائها وشركائها العالميين لمواكبة التحول في القطاع إلى نظام منخفض الكربون.
وعلى الصعيد المحلّي، تستكشف "أدنوك" أيضاً فرص استخدام الهيدروجين في التصنيع المحلّي والصناعات لإنتاج وتصدير منتجات منخفضة الكربون.
وضمن جهودها وسعيها المستمر في هذا المجال، أعلنت "أدنوك" في مايو 2021، أنها تعمل على تطوير منشأة عالمية المستوى لإنتاج الأمونيا "الزرقاء" ضمن "تعزيز"، المنظومة الصناعية المتكاملة في الرويس، في أبوظبي. وفي يونيو 2021، تم الإعلان عن انضمام "فرتيجلوب"، المشروع المشترك بين أدنوك و"أو سي آي" إلى هذا المشروع.
وأعلنت "أدنوك" في أغسطس 2021، عن بيع أولى شحناتها من الأمونيا الزرقاء من إنتاج الإمارات إلى شركات "إيتوشو, إديمتسو و إنبكس " اليابانية لاستخدامها في إنتاج الأسمدة، وتم إنتاج شحنات الأمونيا الزرقاء من قبل "فرتيجلوب" في مصنعها "فرتيل" الكائن في مجمع الرويس الصناعي، وبيعت بأسعار تنافسية مقارنة بالأمونيا الرمادية، ما يؤكد الجدوى الاقتصادية للأمونيا الزرقاء كمصدر جديد للطاقة المنخفضة الكربون.