قيادات في قطاع الفضاء يدعون لاستحداث بنية تحتية مشتركة لقطاع الفضاء والابتعاد عن السيادة الفردية
الظفرة – وام/
دعا باحثون وقيادات في قطاع الفضاء خلال جلسة "الابتعاد عن السيادة الفردية نحو بنية تحتية عالمية مشتركة"، ضمن فعاليات اليوم الختامي لفعاليات حوار أبوظبي للفضاء الذي انطلق أمس برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ال نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، إلى ضرورة بناء بنية تحتية فضائية مشتركة والابتعاد عن السيادة الفردية وترسيخ التعاون الدولي بصورة أكبر بما يخدم كوكبنا الواحد ويساهم في حمايته من خلال تشارك وتقاسم البيانات، الأمر الذي يساهم في تطور قطاع الفضاء ويساعد العالم في كتابة عهد جديد لهذا القطاع. وناقشت الجلسة التي شارك فيها كل من الدكتورة إين ستينامانز أستاذ مشارك في علوم المستقبل والسياسات التكنولوجيا والهندسة والسياسة العامة بكلية لندن الجامعية UCL، وبيلار زامورا أكيفيدو المدير التنفيذي بوكالة الفضاء الكولومبية، وهيرمان لودفيج مولر مدير معهد السياسة الفضائية الأوروبية، والدكتور توماس ريتر منسق سابق بين الوكالات ومستشار مدير عام وكالة الفضاء الأوروبية، أهمية بناء بنية تحتية مشتركة في مجال قطاع الفضاء لتعزيز استكشافات الفضاء في المستقبل ومواجهة كافة التحديات المختلفة. وأجاب المشاركون في الجلسة التي أدارها ماثيو كوشران رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجلس تسويق خدمات الدفاع، عن تساؤلات حول كيف نضبط السباق نحو مشاريع الفضاء الضخمة، وكيف يمكن بناء بنية تحتية مشتركة في الفضاء، وهل هناك فهم مشترك لحجم ونطاق المخاطر التي يواجهها الفضاء نتيجة عدم ضبط مشاريع الفضاء الضخمة، وما الذي يمكن أن نتعلمه من أنظمة الاتصالات العالمية. - تعزيز الوعي.. وأكدت الدكتورة إين ستينامانز أستاذ مشارك في علوم المستقبل والسياسات التكنولوجيا والهندسة والسياسة العامة بكلية لندن الجامعية UCL، أن البنية التحتية الفضائية المشتركة ذات جدوى لتعزيز اكتشافات الفضاء، داعية إلى تعزيز التعاون في عملية مشاركة البيانات والمعارف ووجهات النظر للارتقاء باستكشافات الفضاء. وحثت القائمين على قطاع الفضاء في دول العالم على تدشين بنية تحتية مشتركة في المجال الفضائي تخدم استكشافات الفضاء من مختلف أنحاء العالم، مشددة على أهمية تطوير القيمة المشتركة والاعتمادية في مجال الفضاء. وشددت على أن الحوكمة والبيانات والمخاطر المشتركة تدفعنا جميعاً إلى العمل بجدية على تشييد بنية تحتية مشتركة تخدم الجميع فيما يتعلق باستكشاف الفضاء وحماية الكوكب.
- عهد فضائي جديد.. من جانبها أشارت بيلار زامورا أكيفيدو المدير التنفيذي بوكالة الفضاء الكولومبية إلى أن استكشاف الفضاء في الوقت الحالي مختلف عما كان في الماضي، حيث تمثلت الأهداف في إطلاق الأقمار الصناعية والذهاب إلى سطح القمر فقط، بينما تغيرت الآن الأهداف نحو الفضاء مما يتطلب العمل معاً من أجل تدشين بنية تحتية مشتركة بين الدول. وقالت: “في الوقت الحالي هناك نحو 8000 قمر صناعي في الفضاء، الأمر الذي يحتم علينا تدشين بنية تحتية مشتركة لكي نتشارك ذلك الكم الهائل من البيانات الفضائية”، مشيرة إلى أن لدينا كوكباً واحداً الأمر الذي يتطلب المحافظة عليه والتشارك في تبادل المعلومات والبيانات لحمايته من المخاطر. وتابعت زامورا: "يجب أن يعمل الجميع نحو تعاون دولي أكبر لخدمة كوكبنا الواحد كما يجب أن نعمل معاً لحمايته وأن نتشارك ونتقاسم البيانات والبنية التحتية التي نملكها للمضي قدماً في عهد جديد لقطاع الفضاء".
- علاقات قوية.. من جهته، أكد هيرمان لودفيج مولر مدير معهد السياسة الفضائية الأوروبي، أن استكشاف الفضاء ليس حكراً على جهة محددة أو مجتمع معين وإنما يجب مشاركة كافة البيانات الفضائية لبناء بنية تحتية قوية بالمشاركة بين القطاعين الحكومي والخاص. ولفت إلى أن الوعي السياسي والاقتصادي يدفع نحو بناء علاقات قوية وتشارك في المعلومات الفضائية لخدمة الجميع، لافتاً إلى أن دولة الإمارات تمتلك وعياً سياسياً واقتصادياً كبيراً دفعها لمشاركة المعلومات والبيانات مع المجتمع العالمي في مجال الفضاء. وقال: “نحتاج لسياسات موحدة فيما يتعلق ببرامج الفضاء وأن يكون هناك سياق مشترك للتعاون بين القطاعين العام والخاص وآليات للتمويل لمواجهة جميع الأنشطة العملية الفضائية”.
- وجهات نظر مختلفة.. وقال، الدكتور توماس ريتر منسق سابق بين الوكالات ومستشار مدير عام وكالة الفضاء الأوروبية، دفعنا قطاع الفضاء إلى تبني وجهات نظر مختلفة فيما يتعلق بالتغير المناخي وغيره من القضايا البيئية، مشيراً إلى أن مشاركة المعلومات والبيانات الفضائية وتشييد بنية تحتية مشتركة تساعدنا على الانتقال إلى نقطة أبعد في عالم استكشاف الفضاء في المستقبل. وأشار إلى أن هناك أكثر من 20 دولة تعمل معاً لإطلاق الأقمار الصناعية لكن ومع ذلك يجب أن نعيد النظر في عملية مشاركة البيانات والمعارف وتناقلها، لافتا إلى أن هناك 6 مراصد للأقمار الصناعية تقدم كميات هائلة من البيانات يجب أن تكون متاحة عالمياً أمام الجميع. وثمن تنظيم دولة الإمارات لحوار أبوظبي للفضاء، مؤكداً أنه سيساهم بشكل كبير في الدفع نحو استحداث بنى تحتية مشتركة، كما أنه سيساهم في استكشاف مستقبل الفضاء بالإضافة إلى المساهمة في مواجهة كافة التحديات التي تواجه قطاع الفضاء.