ثالث حلقات مجالس الداخلية تناقش "صناعة المحتوى وتأثيره على المجتمع"
الظفرة - وام/
برعاية الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، انطلقت الحلقة الثالثة والأخيرة من مجالس وزارة الداخلية في كافة أنحاء الإمارات، حيث عقد الأحد (7) مجالس بالدولة، من بينها مجلسين للنساء بالشارقة والفجيرة، وكانت المجالس الأخرى مخصصة للرجال، وتناولت جميعها موضوع "صناعة المحتوى وتأثيره على المجتمع"، تحت شعار الرئيس للمجالس "المسؤولية المجتمعية.. طموح قيادة وتفاعل مجتمع".
وتناولت الحلقة الثالثة من المجالس التي ينظمها مكتب ثقافة احترام القانون وإدارة الإعلام الأمني بوزارة الداخلية، محاور ماهية صناعة المحتوى وأدواته وأساليبه، والمسؤولية المجتمعية لصناع المحتوى الإماراتي، والآثار الاجتماعية المترتبة على المحتوى الرقمي.
أبوظبي: فرصة مثالية للمبدعين.
وأشار المجتمعون في مجلس البطين بأبوظبي وأداره الإعلامي أحمد اليماحي، إلى أن المحتوى الرقمي في الإمارات يتمتع بمستوى عالٍ من الجودة والتنوع، ويعكس التزام الدولة بتطوير صناعاتها الإبداعية والرقمية، كما تشجع الحكومة الإماراتية على تطوير هذا القطاع بشكل مستمر من خلال توفير البنية التحتية الرقمية العالية، وهذا يجعل صناعة المحتوى في الإمارات فرصة مثالية للمبدعين والمهتمين بالمحتوى الرقمي لتطوير أفكارهم ونشرها للجمهور.
حضر وشارك في المجلس معالي الدكتور علي راشد النعيمي عضو المجلس الوطني الاتحادي، وسعادة الدكتور سلطان محمد النعيمي مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية، وسعادة محمد جلال الريسي مدير عام وكالة أنباء الإمارات، والعميد سلطان بوعتابة الزعابي مدير عام إدارة حماية المجتمع والوقاية من الجريمة بوزارة الداخلية، والعميد د. عبدالله راشد الشامسي مدير مكتب ثقافة احترام القانون.
ووجه معالي الدكتور علي راشد النعيمي شكره لوزارة الداخلية على تنظيم مثل هذه المجالس التي ترتبط بالدور الوقائي للوزارة إلى جانب دورها الأمني، وقال إن مشروع المجالس الرمضانية يطرح مواضيع تتعلق بتحصين المجتمع وخاصة فئة الشباب، وتوظيف التوعية المجتمعية التوظيف السليم، وأضاف هناك صراع بين الإعلاميين المهنيين وصناع المحتوى حول دور كل أحد منهم في التأثير على الفرد والمجتمع.
وأكد سعادة محمد جلال الريسي أن صناعة المحتوى في دولة الإمارات تشهد نمواً متسارعاً خلال السنوات الأخيرة، حيث تعد صناعة الإعلام والإعلان والتسويق بمثابة قطاع رئيس في الاقتصاد الوطني، حيث أصبحت الإمارات في مصاف الدول المتقدمة بمجال العالم الرقمي والافتراضي وما يلزمه من بنية تحتية تكنولوجية متقدمة، وهذا التقدم انعكس على طبيعة استخدام الإعلام للتكنولوجيا الموجودة، وأصبح أيضاً جزءاً مهماً في صناعة محتوى يتناسب مع الذوق العام الموجود في الإمارات التي يتعايش فيها أكثر من (200) جنسية من مختلف أنحاء العالم يعيشون معنا هذه التجربة الجميلة بسلام وتعايش وأمن واستقرار.
وقال سعادة الدكتور سلطان محمد النعيمي: إن صانع المحتوى له دور ومسؤولية مجتمعية تجاه وطنه ومجتمعه، ويعد صناع المحتوى الإماراتيين عماداً أساسياً للتأثير الإيجابي في المجتمع ونشر الوعي والمعرفة والثقافة العامة، وأضاف من المهم على صانع المحتوى أن يتحلى بالمسؤولية الاجتماعية والأخلاقية في إنتاجه للمحتوى، وتجنب المواضيع التي تتعارض مع القيم والأخلاقيات المجتمعية، كما يجب أن يحرصوا على نشر رسائلهم بطرق تعكس التفاعل المجتمعي وتدعم التغيير الإيجابي.
دبي: تشريعات مرنة.
واستضاف مجلس الدكتور إبراهيم كلداري جلسة بإدارة الإعلامي فهد هيكل، حيث أكد المجتمعون أن صناعة المحتوى لها أهمية كبيرة للحكومات والدول والأفراد، بسبب ما ينتج عنها من تغييرات في السلوك والوعي والثقافة، وأشاروا إلى أن دولة الإمارات تميزت بتشريعاتها المرنة التي تتغير مع متغيرات التكنولوجيا والمنصات الحديثة، مما يساهم في مواجهة الظواهر السلبية التي تنتج عن سوء استخدام هذه المنصات، ومنها على سبيل المثال المعلومات المغلوطة، الابتزاز، ونشر السلوكيات السيئة في المجتمع.
وأشاد الحضور بالجهود الجبارة التي تقوم بها المؤسسات الشرطية الإماراتية بصناعة المحتوى الأمني والتثقيفي، حيث من خلاله نشر التوعية التي تتعلق بالظواهر والسلوكيات المجتمعية، كما أشادوا بصانع المحتوى الإماراتي الذي يبذل جهوداً كبيرة من أجل إيصال محتوى إيجابي وهادف.
وتحدث وحضر المجلس الدكتور عيسى البستكي، وسعادة سلطان السويدي، وسعادة الدكتور محمد حمدان الشامسي، وسعادة الدكتور أحمد الهاشمي، وسعادة القاضي علي حسن كلداري، والدكتور منصور حبيب، والعميد متقاعد محمد صالح بداه، وسعادة راشد بو خشم، وخالد عبدالحكيم جمال عبدالناصر.
الشارقة: هوس الشهرة.
وفي المجلس النسائي الذي استضافه مجلس ضاحية واسط وأدارته الإعلامية فضيلة المعيني، واستهلته بقولها: لا يمكن إنكار دور بعض صانعي المحتوى من تقديم المضمون الجيد الإيجابي الجاد؛ وبالمقابل فإن مساحة الحرية الكبيرة المتاحة في العالم الرقمي أسهمت في ظهور البعض من صناع المحتوى الفارغ المُبتذل الذي يقوم على الاستعراض وربما الكذب والتضليل ويكون تأثيره على المتابعين أكبر.
وتحدث وحضر المجلس أمل بالھول الفلاسي مستشار الشؤون المجتمعیة بمؤسسة وطني الإمارات، والدكتورة ابتھال جاسم بالعمى من القیادة العامة لشرطة الشارقة، ود. مریم سعید علي بالعجید من جامعة الشارقة، ود. نورة ناصر سالم الكربي جامعة الشارقة، والأستاذة بدور عبدالرحیم الھرمودي مساعد اختصاصي حمایة طفل بمؤسسة الإمارات للتعلیم المدرسي، ومزنة حمد الغفلي من المجلس البلدي لمنطقة الحمرية، وفاطمة السويدي من دائرة شؤون الضواحي والقرى.
وأكدت د. أمل بالھول الفلاسي أن صناعة المحتوى تحتاج إلى احترام القيم المجتمعية من جهة، وتجنب نشر المحتوى الذي يسيء إلى الآخرين أو يحتوي على معلومات مضللة أو كاذبة أو يدعو للعنف أو التمييز من جهة أخرى.
وحول الآثار الاجتماعية المترتبة على المحتوى الرقمي أكدت د. ابتھال جاسم أن المحتوى الرقمي يعد من أسرع الطرق لإيصال المعلومات القيمة والتأثير على جيل الشباب والناشئة فهم أكثر مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي.
ووجهت د. مریم سعید علي بالعجید حديثها لصناع المحتوى الإماراتيين قائلة: لا بد أن يعي كل إماراتي دوره في خلق ثقافة واعية، ويفهم جيدًا أثر الكلمة التي يقدمها في محتواه، ويُعنى بالأبعاد الكثيرة التي تنشأ عن هذا المحتوى على الفرد والأسرة والوطن.
فيما قدمت د.نورة ناصر سالم الكربي شرحاً حول ماهية صناعة المحتوى قائلة: "إن صناعة المحتوى هي عملية إنشاء وتوزيع المحتوى الإعلامي عبر الإنترنت، وتشمل العديد من المراحل بدءاً من تحديد الفكرة والموضوع، مروراً بكتابة النص وإنتاج الصور والفيديوهات وتحريرها، وإضافة التأثيرات اللازمة وصولاً إلى نشر المحتوى على الإنترنت وترويجه، مع مراعاة تتبع خطوط إنتاج المحتوى الرقمي المعايير العالية للجودة والأخلاقية، ويجب أن يكون المحتوى المقدم للجمهور المناسب وفقا لأهداف محددة مسبقاً.
وتطرقت بدور عبدالرحیم الھرمودي للحديث عن أهم الآثار الاجتماعية التي أصابت فئة الشباب بشكل خاص مثل هوس الشهرة والرغبة في زيادة عدد المتابعين لأهداف خاصة وغايات متعددة؛ منها الحصول على الأموال، وتقليد سلوكيات صناع المحتوى في اختيار طريقة اللبس والمنتجات التي يسوقون لها، فضلاً عن استخدام اللغة الانجليزية بشكل كبير وطغيانها على اللغة العربية الفصحى.
رأس الخيمة: مركز جذب.
واستضاف سعادة أحمد عبدالله الشحي عضو المجلس الوطني الاتحادي، المجلس الذي أقيم في رأس الخيمة وأداره الإعلامي محمد عبيد النقبي، حيث أوضح المتحدثون أن الإمارات مركزٌ للإعلام والترفيه والثقافة في المنطقة، ويعتمد نجاح صناعة المحتوى فيها على توفر بيئة عمل مناسبة وتقنية عالية المستوى، مما جذب العديد من الشركات والمبدعين إلى العمل في هذا المجال، مؤكدين على أهمية الحفاظ على سمعة دولة الإمارات من قبل صناع المحتوى.
وأكدوا أن حكومة الإمارات أدركت مبكراً أهمية المحتوى الرقمي وتأثيرها الهائل على المجتمع، لذلك عمدت إلى إصدار قوانين تخص المحتوى الإلكتروني ومعاقبة من يسيء استخدامه أو يخالف التشريعات والقوانين.
وحضر المجلس سعادة العميد أحمد الصم النقبي مدير إدارة المرور والدوريات بالقيادة العامة لشرطة رأس الخيمة، ود.سيف أحمد الشفيري خبير ومستشار الأداء المؤسسي الإستراتيجي بشرطة رأس الخيمة، وعبد الله حسن الياسي من المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، وعبد الله إبراهيم المفلاج واعظ من الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف.
وقال العميد أحمد الصم النقبي مدير إدارة المرور والدوريات بالقيادة العامة لشرطة رأس الخيمة "في السنوات السابقة كانت طرق إيصال الأخبار والمعلومات مقتصرة على القنوات الرسمية الحكومية، وبعد الثورة الرقمية الهائلة أتيحت المعلومة وبشكل هائل من خلال تناقلها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وبات لها صناع محتوى يعرفون بمشاهير السوشال ميديا وهنا تقلص دور الرقابة السابقة، وباتت المعلومة تصل خلال ثوان معدودة ما جعل المتلقي على تواصل مباشر مع الخبر بمختلف أشكاله، لذلك لا بد من ضوابط تحكم التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي وتحدد المسؤوليات والواجبات".
وقال الواعظ عبد الله المفلاج من الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف: هذا الموضوع هو موضوع الساعة، لأن وسائل التواصل الاجتماعي سابقاً كانت من الكماليات، أما اليوم باتت من الضروريات، فهناك من يصطحب جواله إلى المسجد ويركز على الهاتف المتحرك وما فيه أكثر من تركيزه في الصلاة.
عجمان: زيادة التشريعات القانونية.
وأشاد المتحدثون في المجلس الذي استضافه الدكتور الشيخ أحمد بن ناصر النعيمي وأداره الإعلامي جمال الحربي في عجمان بجهود حكومة الإمارات في تعزيز جودة الحياة الرقمية، وأكدوا أنها سباقة في تعزيزها وترسيخ مجتمع رقمي آمن وإيجابي يساهم في بناء قدرات ومهارات المستقبل بصورة آمنة وإعداد أجيال قادرة على استيعاب العالم الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي والتعامل معها بوعي ومسؤولية بما يعزز مواطنتهم الإيجابية.
وأوضح المتحدثون أن صناعة المحتوى هي صناعة مهمة ومتنامية في عالمنا الحالي، ولها تأثير كبير على الصعيد الاجتماعي، فمع تزايد الاعتماد على المحتوى الرقمي أصبح من المهم زيادة التشريعات القانونية الخاصة بالعالم الرقمي، كما يتحتم على كل من الأسرة والمدرسة أدوار رقابية وتوعوية مهمة لتقليل آثار صناعة المحتوى السلبية، مثل التقليد الأعمى لصناع المحتوى في العالم الافتراضي وتقمص شخصياتهم وثقافاتهم على الرغم أنها لا تناسب مجتمعنا.
أم القيوين: سلاح ذو حدين.
وفي المجلس الذي انعقد في أم القيوين واستضافه السيد راشد ناصر بن يوسف وأداره الإعلامي محمد المناعي أشاد العميد حميد راشد بن عجيل نائب مدير عام العمليات الشرطية بدور الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء -وزير الداخلية، وحرص سموه على نشر التوعية المجتمعية والتأكيد على دور المؤسسات في الحفاظ على الهوية الوطنية ونشر الأمن والأمان بين أفراد المجتمع والحفاظ على الموروث الوطني كونه الركيزة الأساسية لتقدم المجتمع ونهوضه.
وحضر وتحدث في المجلس سعادة خالد عمر الخرجي عضو المجلس الوطني الاتحادي وسعادة محمد عيسى الكشف عضو المجلس الوطني الاتحادي، والعميد حميد مطر عجيل نائب مدير عام العمليات الشرطية، وسعادة محمد إبراهيم بن أحمد النقبي رئيس نيابة أم القيوين الكلية، والدكتور جاسم خلفان آل علي، والسيد سلطان خلفان بن غافان -شاعر وباحث اجتماعي، والنقيب د.حسن عبيد الدويش من القيادة العامة لشرطة أم القيوين، وفضيلة الشيخ محمد عبدالمجيد السخاوي واعظ بالهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف.
وقال سعادة محمد عيسى الكشف عضو المجلس الوطني الاتحادي إن دولة الإمارات لديها تطلعات كثيرة في تبني المبدعين في مجال صناعة المحتوى، لذلك هويتنا الإعلامية الإماراتية تسير بالاتجاه الصحيح، فحكومة الإمارات تستشرف المستقبل وتعد الإمارات قوة إعلامية واعدة في المنطقة، حيث تطورت الصناعات الإعلامية والإعلانية في الدولة بمعدلات نمو عالية، وشهدت تحولاً كبيراً نحو الابتكار والاعتماد على التقنيات الحديثة في إنتاج ونشر المحتوى.
وقال سعادة محمد إبراهيم النقبي رئيس نيابة أم القيوين الكلية: لا يخفى على أحد الجهود الجبارة التي تبذلها القيادة الحكيمة لدولة الإمارات حيث تضع أفضل الخريجين وذوي الخبرة ليكونوا على أهبة الاستعداد لمواجهة أي اختراق أمني قد يؤدي إلى إحداث أي خلل في الأنظمة والقوانين التي تحكم هذا العالم الرقمي، وأكد على ضرورة تحديد مسار المحتوى الرقمي وفق منظومات ولوائح بالشكل الذي يؤثر بالإيجاب على المجتمع.
الفجيرة: الثقافة الرقمية.
وفي المجلس النسائي الذي استضافته سعادة صابرين حسن سعيد اليماحي عضو المجلس الوطني الاتحادي، في الفجيرة وأدارته الإعلامية فاطمة آل علي، أكدت المتحدثات على أهمية دور الأسرة بمتابعة الأبناء أثناء استخدامهم مواقع التواصل الاجتماعي لحمايتهم من الأخطار التي قد تواجههم في العالم الرقمي، بما في ذلك التحرش والإيذاء وتعريضهم لمحتوى غير مناسب، كما يجب على ذويهم تحديد الخيارات المناسبة لعمرهم ومراقبة الأنشطة التي يقومون بها عبر الإنترنت.
وشددن على ضرورة التقيد بأخلاق المواطن الإماراتي والتحلي بمميزات الشخصية الإماراتية على مواقع التواصل الاجتماعي بهدف الحفاظ على جذور وطموح الشخصية الإماراتية المتمسكة بالهوية الوطنية.
وتحدث في المجلس الرائد د. مريم أحمد الكعبي، والرائد د. مريم درويش الهاشمي، والنقيب د. حواء يوسف أحمد الرئيسي، ومريم يعقوب البلوشي، وهناء محمد الحمادي، وعذاري عبيد الظنحاني.