افتتحه سيف بن زايد.. مؤتمر ومعرض “سيملس الشرق الأوسط 2023“ يختتم فعالياته
الظفرة - وام/
اختتمت فعاليات مؤتمر ومعرض تكنولوجيات الاقتصاد الرقمي "سيملس 2022" الذي افتتحه الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بحضور معالي أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية في مركز المؤتمرات والمعارض في دبي واستمر يومي 23-24 مايو 2023 برعاية جامعة الدول العربية وتنظيم الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي بالتعاون مع شركة تيرابين العالمية لتنظيم المؤتمرات.
وجاء تنظيم المؤتمر في سياق مشروع الرؤية العربية للاقتصاد الرقمي الذي تم الإعلان عنه في أبوظبي في ديسمبر 2018 بدعم ورعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”ويشارك فيه عدد كبير من المؤسسات والمنظمات الدولية وشركات التكنولوجيا العالمية والعربية.
وحضر سموه الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، وشاهد سموه والحضور فيلمين يستعرضان النسخة المحدثة للرؤية العربية للاقتصاد الرقمي ومبادرة تأهيل مليون ريادي أعمال عربي، إلى جانب الاستماع إلى الكلمات التي ألقيت في الجلسة الافتتاحية.
وشارك في جلسات المؤتمر عدد من المسؤولين الحكوميين في المنطقة العربية ونخبة من القياديين في القطاع الخاص وعدد من الخبراء الدوليين في المحاور الرئيسية للمؤتمر والتي تشمل الحكومة الرقمية، والمدفوعات الإلكترونية، ومنصات التجارة الإلكترونية، وتكنولوجيات قطاع التجزئة، والتكنولوجيا المالية، والخدمات المصرفية، والهوية الرقمية، والخدمات اللوجستية، والأمن الرقمي، والتسويق الإلكتروني.
حضر الافتتاح معالي السفير حسام زكي الأمين العام المساعد رئيس مكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية ومعالي عاطف حلمي وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري الأسبق، وسعادة السفير محمدي أحمد الني الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية، وسعادة الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، وسعادة الدكتور علي محمد الخوري مستشار مجلس الوحدة الاقتصادية العربية ورئيس مجلس إدارة الاتحاد العربي للاقتصاد، وعدد من السفراء العرب المعتمدين لدى الإمارات، وعدد كبير من الوفود العربية والمسؤولين الحكوميين والخبراء في مجالات الاقتصاد الرقمي.
وتجول الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، في المعرض المصاحب لمؤتمر تكنولوجيات الاقتصاد الرقمي حيث اطّلع سموه ومعالي أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية وضيوف المؤتمر على أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في مجالات المدفوعات الإلكترونية والرقمية، والتجارة الإلكترونية، وقطاع التجزئة، والتكنولوجيا المالية، والهوية الرقمية، والخدمات المصرفية، والخدمات اللوجستية.
وفي كلمته في حفل الافتتاح أكد معالي أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية أن هذا المؤتمر والمعرض السنوي يعد المحفل الأهم والأكبر في المنطقة العربية لمناقشة واقع الاقتصاد الرقمي وآفاقه، وهو حدث يندرج ضمن تنفيذ مبادرة الرؤية العربية للاقتصاد الرقمي التي تحظى بدعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”.
وتقدم بالشكر والتقدير للفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، على رعايته لأعمال هذا المؤتمر الهام وتوجيهه الدائم بإثراء محاوره بما يتناسب مع التطورات الحاصلة في المجال الرقمي.
وأكد الارتباط الوثيق بين الأمن القومي العربي وجهود التنمية، وذلك من أجل صون البنيان العربي وتحقيق التكامل بين مكوناته مشيراً إلى أن مفهوم التنمية شهد تطورا جذريا في العقود الماضية، حيث انتقلت من النمط التقليدي إلى نماذج أكثر استدامة.، َكما تطرق إلى الترابط بين التنمية و التكنولوجيا الرقمية و العمل المناخي.
كما أكد دور الانترنت والتكنولوجيا في ازدهار الخدمات والابتكار وانتشار التجارة الالكترونية على نطاق واسع، فضلاً عن دورها في تعزيز الجهود الدولية لإيجاد حلول للمشاكل البيئية التي يواجهها العالم بسبب التغير المناخي، وتجلى ذلك من خلال أعمال قمة المناخ COP27 التي عقدت في شرم الشيخ العام الماضي، مضيفا ان هذه الموضوعات ستأخذ حيزا مهما من النقاشات في قمة المناخ التي ستستضيفها دبي نهاية العام الحالي.
وأضاف أن وضع الاقتصاد الرقمي في الوطن العربي لا يتلاءم مع حجم الإمكانات والفرص التي تتوفر عليها، حيث يتوفر لدى العالم العربي مقومات هائلة من شأنها تعزيز حصة الاقتصاد الرقمي في الناتج الإجمالي، أخذاً في الاعتبار ما تضمنه تقرير البنك الدولي الصادر العام الماضي، الذي أكد أن الرقمنة الكاملة للاقتصاد العربي يمكن أن ترفع نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي بنسبة لا تقل عن 4.6% على مدى الثلاثين عاماً القادمة.
وتطرق في كلمته إلى الجهود العربية في هذا الشأن، ومنها تبني مبادرة الرؤية العربية للاقتصاد الرقمي، والتي تقدمت بها دولة الإمارات إلى القمة العربية في الجزائر واعتماد الاستراتيجية العربية للإتصالات المعروفة باسم "الأجندة الرقمية العربية" في قمة جدة المنعقدة الاسبوع الماضي.
وأشاد أبو الغيط بدور الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي في تحديث الرؤية العربية للاقتصاد الرقمي لتواكب المتغيرات التي طرأت على الساحة التكنولوجية العالمية والعربية ولتحتفظ بمرونتها وملاءمتها مع الأوضاع الحالية، كما أثنى بالمبادرة الجديدة التي سيطلقها الاتحاد لتأهيل مليون رائد أعمال عربي بهدف تمكين الشباب من مساهمة الفعالة في الاقتصادات الوطنية العربية ودمج الأفكار المبتكرة لتكون مكوناً أصيلاً ضمن بيئة الأعمال العربية التواقة لمثل هذه الإضافات القيمة.
ويعد مؤتمر ومعرض تكنولوجيات الاقتصاد الرقمي “سيملس الشرق الأوسط 2023” الأكبر على مستوى الشرق الأوسط في موضوعات الاقتصاد الرقمي، وشارك فيه أكثر من 500 متحدث في 200 جلسة ومحاضرة، وأكثر من 15 ألف مسؤول من القطاع العام والخاص يمثلون أكثر من 5 آلاف مؤسسة، وبمشاركة أكثر من 5 آلاف مشارك من خارج الدولة وعدد كبير من المسؤولين الحكوميين والخبراء لإلقاء الضوء على أحدث التقنيات والتحديات في عالم الثورة الرقمية، من خلال منصات تفاعلية.
وتأتي دورة المؤتمر والمعرض هذا العام، استكمالاً لجهود الجامعة العربية والاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي في إبراز دور التكنولوجيات المتقدمة في بناء المنظومات الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة.
وأطلق الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي خلال مؤتمر ومعرض تكنولوجيات الاقتصاد الرقمي “سيملس 2023” "الرؤية للاقتصاد الرقمي 2023” وتعكس النسخة المحدثة التغييرات الكبيرة التي حدثت خلال السنوات الثلاث الماضية، وأدت إلى تسريع التحول الرقمي، وأجبرت المجتمعات على التكيف مع أنماط العمل عن بعد والتعلم عبر الإنترنت والتجارة الإلكترونية. كما وتم الأخذ بعين الاعتبار الأزمات الاقتصادية المتعددة والتي أثرت على الاستقرار وفرص النمو، ولا سيما التحديات الاستراتيجية والصراعات الدولية والتي أدت إلى خلق مشهد جيوسياسي معقد يؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد الرقمي والجهود المبذولة لإنشاء رؤية رقمية عربية متماسكة وموحدة.
وتضمنت الرؤية المحدثة استراتيجيات لتعزيز التعلم عبر الإنترنت، وتطوير البنية التحتية الرقمية، وتعزيز قدرات العمل عن بعد، وتعزيز الحوكمة الرقمية وركزت أيضاً على الاستثمار في مجالات التكنولوجيا فائقة التطور، بما في ذلك الذكاء الصناعي وتكنولوجيا البلوك تشين.
وتطمح الرؤية العربية للاقتصاد الرقمي والتي تم إقرارها في قمة القادة بالجزائر في شهر نوفمبر 2022، إلى تشكيل مستقبل اقتصادي أكثر قوة واستقرارًا للمنطقة، مستفيدة من العلوم والتكنولوجيا الحديثة، وتقديم الدعم لتحقيق رفاهية المواطنين العرب وتطوير قدراتهم ومهاراتهم في التعامل مع التحديات المستقبلية.
وتهدف الرؤية العربية للاقتصاد الرقمي في أساسها إلى تفعيل وتعزيز التعاون العربي المشترك المبني على المعرفة الرقمية، وتطوير البنى التحتية التكنولوجية والتشريعية، ودعم خطط التحول الرقمي والتطور التكنولوجي في الدول العربية، حيث تتضمن نحو 50 مشروعا رياديا لصالح التحول الرقمي في كافة الدول العربية، وذلك في إطار جهود جامعة الدول العربية في مواكبة التحولات العالمية الكبيرة في مجالات الاقتصاد الرقمي عن طريق حشد القدرات العربية والخبرات الدولية وتفعيل التعاون العربي المشترك لتحقيق مجموعة من الأهداف الإيجابية.
كما أطلق الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي مبادرة تأهيل مليون رائد أعمال عربي بالتعاون مع المنصة الرقمية لتطوير ريادة الأعمال (EntreViable).
وتعنى المبادرة المنبثقة عن الرؤية العربية للاقتصاد الرقمي بتمكين الشباب العربي وصقلهم بالمهارات المعرفية والمهنية في ريادة الأعمال حيث تستهدف المبادرة طلبة الجامعات والكليات والمبتكرون والمخترعون، وكذلك أصحاب المشاريع الريادية الناشئة لمجابهة تحديات العصر الحديث والمتمثلة في تنامي معدلات البطالة ومحدودية فرص العمل وتحقيق الدخل المستدام.
وتستهدف المبادرة تقديم التسهيلات اللازمة لرواد الاعمال للبدء بمشاريعهم للوصول إلى مليون ريادي أعمال عربي خلال عامين، وإطلاق 10,000 مشروع وشركة ناشئة، وتطوير بنك معلوماتي يضم عشرات الآلاف من الأفكار المبتكرة.
ومن خلال هذه المبادرة المجانية سيتاح دخول "مليون رائد أعمال عربي" الى منصة رقمية حديثة ليتمكنوا من خلالها الحصول على تدريب رقمي حول كيفية بدء المشاريع الريادية، وتطوير الأفكار الريادية الرقمية بشكل مبتكر، وإعداد خطط العمل للمشاريع الريادية الرقمية والتقدم للحصول على مصادر تمويلية واستثمارية بالتعاون مع المؤسسات الحكومية والمجتمعية لغايات تبني ورعاية هذه المبادرة من الحكومات العربية، والمساهمة المجتمعية الفاعلة من القطاع الخاص لرعاية رواد الأعمال.