قطاع الصحة في الإمارات
ريادة إقليمية و عالمية و إنجازات علمية في 2023
الظفرة - وام /
يواصل قطاع الصحة في دولة الإمارات في عام 2023 حضوره المتميز وريادته الإقليمية والدولية على مستوى الخدمات الطبية والإنجازات العلمية ليؤكد مجددا جاهزيته و قدرته على مواجهة التحديات الصحية كافة وفق أفضل المعايير والأنظمة العالمية المعتمدة.
وجاءت الإمارات في المركز الأول في 3 مؤشرات تنافسية عالمية رئيسية بقطاع الصحة وهي «وجود برامج وطنية للكشف المبكر» ومؤشر «مدى تغطية الرعاية الصحية» ومؤشر «تغطية الرعاية السابقة للولادة» وفقا لتقرير مؤشر الازدهار الصادر عن معهد ليجاتيم.
وحلت الدولة بالمركز الثاني عالمياً والأولى إقليمياً في مؤشر النتائج الصحية الصادر عن منظمة البيانات المفتوحة بتقرير مخزون البيانات المفتوحة 2022، والمركز الثالث عالمياً والأول إقليمياً في مؤشر قلة المشاكل الصحية الصادر عن معهد ليجاتيم في تقرير مؤشر الازدهار فيما جاءت في المرتبة السابعة عالمياً والأولى إقليمياً في مؤشر مستوى الرضا عن الرعاية الصحية الصادر عن المؤسسة ذاتها .
وفي سياق متصل تصدرت الإمارات قائمة مجموعة الدول في الشرق الأوسط وأفريقيا في مجال عدد الأدوية المبتكرة التي تحتوي على مادة فعالة جديدة وكذلك على صعيد سرعة دراسة واعتماد الملفات التنظيمية للأدوية.
وعملت وزارة الصحة ووقاية المجتمع على رفع كفاءتها في هذا المجال بتقليص مدة دراسة الملفات التنظيمية للأدوية المبتكرة حيث تم اعتماد 187 منتجاً ذا مادة فعالة جديدة خلال فترة الدراسة التي أجرتها شركة "IQVIA" المتخصصة في أنظمة الرعاية الصحية -على مقارنة معيار تسجيل وتوفير الأدوية المبتكرة التي تحتوي على مادة فعالة جديدة والتي تشمل بيانات الموافقات التسويقية للأدوية في الفترة من عام 2018 إلى الربع الأول من 2021.
وحققت الإمارات أعلى معدل نمو للإنفاق على الرعاية الصحية في دول مجلس التعاون الخليجي، حيث ينمو الإنفاق على الرعاية الصحية في الدولة بمعدل نمو سنوي مركب قدره 7.4% ليصل إلى 30.7 مليار دولار (112.6 مليار درهم) بحلول عام 2027، حسب تقرير «ألبن كابيتال» التي أرجعت هذا النمو إلى النمو السكاني السريع (بمعدل سنوي مركب 1.6% بين 2022 و2027)، وزيادة تطبيق وتغطية التأمين الصحي الإلزامي، وازدهار قطاع السياحة العلاجية.
و في مجال الابتكارات والإنجازات العلمية، أعلنت مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية إطلاق مشروع برنامج "العلاج بالتقنيات الدقيقة للأطفال" الذي يعتبر البرنامج الطبي الثوري المبتكر وغير الجراحي الأول على مستوى العالم إلى جانب مشاريع نوعية أخرى بالتزامن مع فعاليات معرض ومؤتمر الصحة العربي الذي استضافته دبي في يناير الماضي.
وكشفت المؤسسة عن مشروع "العمليات الروبوتية" إضافة إلى 3 تقنيات حديثة و يعد مستشفى القاسمي بالشارقة الأول على مستوى الشرق الأوسط في تبنيها وهي تقنيات" خدمات أمراض القلب" الذي يتضمن أحدث أجهزة تنظيم ضربات القلب التي لا تحتوي على أسلاك ومنصة "ألترون" ومنصة "كوروفينتيس كورو فلو " Coroventis CoroFlow".
وأعلنت الجهات الصحية في الدولة ممثلة بوزارة الصحة ووقاية المجتمع ودائرة الصحة - أبوظبي وهيئة الصحة بدبي عن الإطلاق الرسمي لنظام تتبع الأدوية الوطني "تطمين" وهي المنصة الأولى من نوعها في المنطقة لتعقب وتتبع المنتجات الدوائية بهدف تحصين وتأمين سلاسل الإمداد والتوريد لمرافق الرعاية الصحية بالدولة.
تهدف المنصة إلى تعزيز الرقابة على كافة الأدوية المتداولة بالدولة وذلك من خلال تطبيق نظام إلكتروني متكامل لربط كافة الجهات من الهيئات الاتحادية والمحلية والمصانع والموزعين والصيدليات والمستهلكين لرصد وتتبع الأدوية والمستحضرات الصيدلانية، والتي تتماشى مع الخطط الصحية الوطنية لبناء أنظمة عالية الجودة في الأمن الدوائي مستندة إلى المعايير الدولية ما يرسخ مكانة دولة الإمارات مبتكرا عالميا معترفا به في مجال سلامة التوريد.
وشهد العام الجاري إطلاق إستراتيجية الابتكار 2023 -2026 لمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية التي تهدف إلى تعزيز استدامة قطاع الرعاية الصحية المستقبلية وقدرته على المساهمة في تحقيق الاستراتيجية الوطنية لجودة الحياة 2031 والرؤية الوطنية "نحن الإمارات 2031" وصولاً إلى تحقيق مستهدفات مئوية الإمارات 2071 التي سيكون خلالها قطاع الرعاية الصحية قطاعاً مستداماً.
وتشمل الاستراتيجية حزمة من الأهداف التي تعتزم المؤسسة تحقيقها وتتضمن تعزيز استدامة الابتكارات الصحية من خلال الاستثمار في النظم الصحية وبناء المرونة الاقتصادية إضافة إلى تنمية الاقتصاد الصحي عبر النهوض بخدمات وبرامج الرعاية الصحية وزيادة العائد على الاستثمار بتطبيق الحلول المبتكرة عن طريق توفير بيئة مؤسسية محفزة للابتكار تقود إلى تعزيز ثقافة الابتكار على جميع مستويات المؤسسة وبناء القدرات الداخلية وتبسيط ممارسات الابتكار.
و أثبت القطاع الصحي الإماراتي جاهزيته الكاملة للاستجابة للحالات الإنسانية الطارئة حول العالم، حيث واصلت الإمارات في عام 2023 إرسال المساعدات والإمدادات الطبية الى عدد من الدول الشقيقة والصديقة مثل سوريا وتركيا والسودان وغيرها من الدول التي شهدت كوارث طبيعية وظروفا استثنائية استدعت تدخلا سريعا وتقديم كافة الخدمات الطبية والتشخيصية والعلاجية للمتضررين في حين استقبلت الإمارات في مستشفياتها عددا من الحالات الحرجة التي أجريت لها عمليات جراحية تكللت بالنجاح التام.
وتعمل دولة الإمارات على تطوير قطاعها الصحي بهدف دعم قدراتها على مواجهة التحديات المختلفة وشهد الإنفاق على هذا القطاع الحيوي نموا متصاعدا خلال السنوات الماضي، فعلى سبيل المثال، تم تخصيص 3.835 مليار درهم للخدمات الصحية ووقاية المجتمع في الموازنة الاتحادية الإماراتية في عام 2016، في حين وصلت إلى مبلغ (4,8) مليار درهم في الميزانية العامة لعام 2023.
وتواصل الإمارات تعزيز شراكاتها الدولية المتعددة في المجال الصحي، وتحرص على تعزيز عملية الابتكار والتطوير في هذا القطاع حيث عملت خلال السنوات الماضية على الاستخدام المكثف لتقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال الصحة وذلك ضمن خطة تستهدف دمج الذكاء الاصطناعي بنسبة 100% في الخدمات الطبية بما يتوافق مع مئوية الإمارات 2071.
و تولي الإمارات أهمية بالغة لتطوير البنية التحتية الخاصة بالقطاع الصحي خاصة المستشفيات والمراكز الطبية التي وصل عددها في نهاية عام 2021 إلى 166 مستشفى منها 54 مستشفى حكومياً و112 مستشفى خاصاً، فيما بلغ عدد المراكز الطبية والعيادات نحو 5301 مركز وعيادة، بينما بلغ إجمالي عدد الأسرّة في المستشفيات نحو18363 سريراً منها 9784 سريراً في الحكومية و8579 سريراً في الخاص.
واهتمت دولة الإمارات بتطوير الكوادر البشرية في القطاع الصحي خلال السنوات الماضية، وبحسب مركز التنافسية والإحصاء فقد بلغ إجمالي القوى العاملة الصحية في القطاع الطبي في عام 2021 نحو 135.929 عاملاً موزعين بواقع 27.268 طبيباً، و7476 طبيب أسنان و12.481 صيدلياً و59.798 ممرضاً و28.906 فنيين طبيين بما يشمل أخصائي الأشعة والمختبرات.