عاجل

الإمارات.. مبادرات استباقية في مواجهة التصحر محليا وعالميا

الظفرة

الظفرة - وام/

شكلت مكافحة التصحر والجفاف حجر الزاوية في النهج التي اتبعته دولة الإمارات ، من أجل حماية واستدامة البيئة والتنوع البيولوجي منذ تأسيسها في عام 1971.
ونجحت الإمارات في تقديم تجربة من الأبرز على الصعيد العالمي في مجال مكافحة التصحر وتخضير الأرض ، والتي تجلت نتائجها في مظاهر عدة كانتشار الحدائق والمسطحات الخضراء على نطاق واسع، وزيادة عدد المحميات الطبيعية والوصول بها إلى 49 محمية ، منها 33 محمية برية ، مساحتها 13 ألفاً و69.8 كيلو متر مربع، إضافة إلى الأعداد المتزايدة من أشجار النخيل والأشجار الحرجية والمثمرة.
وبمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف ، الذي يصادف 17 يونيو من كل عام ، يسلط التقرير التالي الضوء على النهج الاستباقي لدولة الإمارات في التعامل مع هذه القضية الملحة وإسهاماتها الإيجابية في التصدي لتحدياتها على المستويين المحلي والدولي.
فقد اتخذت الإمارات خلال العقود الخمسة الماضية، العديد من التدابير والإجراءات بهدف حماية الأراضي من التدهور و مكافحة التصحر، مثل وضع الاستراتيجية الوطنية للتنوع البيولوجي والاستراتيجية الوطنية لمكافحة التصحر 2014-2021، ومشروع الكربون الأزرق، وخطة رسم الخرائط الجوية للمناطق الزراعية، ومبادرة "نخيلنا"، وخطط دعم الزراعة العضوية، والتوسع في المساحة الكلية وزيادة عددها، فضلا عن مزارع إنتاج المحاصيل العضوية. 
وتوسعت الإمارات في إنشاء السدود التي أسهمت في توفير مياه الري للغابات والأراضي الزراعية، و أسست مراكز بحوث ومحطات تجارب تهتم بأنشطة البحوث و التطوير في مجال مكافحة التصحر ومراقبة المتغيرات المناخية، إضافة إلى إنشاء مركز دولي متخصص في الزراعات الملحية لإجراء البحوث على النباتات المقاومة للملوحة والتوسع في زراعتها.
ونفذت "وزارة التغير المناخي و البيئة " مشروعا لاستخدام الطائرات بدون طيار في إجراء مسح شامل للمناطق الزراعية في الدولة لتعزيز استعادة المناطق المتدهورة ، وحماية المساحات الزراعية الحالية وتنميتها ، في حين وظفت تقنيات الطائرات بدون طيار في نثر و زراعة 6 ملايين و250 ألفاً من بذور الأشجار المحلية "الغاف، والسمر" في 25 موقعاً مختاراً على مستوى الدولة، ويجري حالياً مراقبة ومتابعة عمليات إنباتها.
وضمن تقريرها الثاني إلى أمانة اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ بشأن المساهمات المحددة وطنياً ، رفعت دولة الإمارات هدفها الطموح لزراعة أشجار القرم من 30 إلى 100 مليون شجرة بحلول 2030 ، ما يعزز بشكل كبير حماية التربة والموائل الطبيعية ، إضافة إلى دور هذه الغابات المستهدف زراعتها في تعزيز قدرات مواجهة تحديات تغير المناخ وخفض مسبباته.
وعلى الصعيد العالمي، وقعت الإمارات العديد من الاتفاقيات في مجالات مكافحة التصحر ، منها اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر 1994 ، فيما استضافت وشاركت في اجتماعات على مستويات دولية وإقليمية لمواجهة هذه القضية البيئية الهامة.
وانضمت الإمارات في نوفمبر 2022، إلى التحالف الدولي لمقاومة الجفاف «IDRA» الذي أطلقته إسبانيا والسنغال، وبدعم من اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، لتحفيز الزخم وتعبئة الموارد للإجراءات المستهدفة لبناء القدرة على الصمود في مواجهة الجفاف في البلدان والمدن والمجتمعات.
وأسهمت المساعدات الخارجية لدولة الإمارات في تعزيز جهود محاربة أسباب التصحر وتحويل الأراضي الصحراوية إلى زراعية ، وزيادة تبني الممارسات الزراعية المستدامة في العديد من بلدان العالم.
وتعد قمة المناخ «كوب 28» التي تستضيفها الإمارات في نوفمبر المقبل فرصة لحشد الجهود العالمية ، وتبادل التجارب والخبرات من أجل مواجهة تداعيات التغير المناخي التي يشهدها كوكب الأرض وفي مقدمتها التصحر والجفاف.