حملة "استدامة وطنية" تستعرض التأثير الإيجابي لمبادرات الاستدامة على مختلف المجالات
الظفرة - وام/
يجسد صندوق أبوظبي للتنمية التزام دولة الإمارات بمواصلة دورها الريادي في دعم مسيرة التنمية في الدول النامية، إذ مول الصندوق منذ تأسيسه في عام 1971 العديد من المشاريع الاستراتيجية التي أسهمت في تعزيز النمو الاقتصادي في 104 دول شملت مختلف قارات العالم.
ويبرز الصندوق دور الإمارات الهادف إلى نشر مشاريع الطاقة المتجددة في الدول النامية، وتعزيز الجهود الدولية لمواجهة تحديات التغير المناخي، والعمل على خفض الانبعاثات الكربونية للحفاظ على البيئة واستدامة الموارد الطبيعية، حيث مول الصندوق 73 مشروعاً استراتيجياً في قطاع الطاقة المتجددة بقيمة 4.5 مليار درهم، استفادت منها 52 دولة حول العالم.
وساهمت مشاريع الطاقة المتجددة التي مولها الصندوق في تنمية القطاعات الاقتصادية الرئيسية للدول الشريكة، وتوفير الطاقة الكهربائية بشكل مستدام لتستفيد منها آلاف القرى والمناطق الريفية، الأمر الذي انعكس بشكل مباشر على دفع عجلة النمو الاقتصادي، وتحسين جودة حياة السكان، والحد من تداعيات التغير المناخي، إضافة إلى توفير العديد من فرص العمل لمواطني الدول المستفيدة.
وسيشكل مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP28" الذي يُعقد خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر من العام الحالي في مدينة إكسبو دبي، خطوة نوعية في مستقبل قطاع الطاقة النظيفة والمتجددة، ومنصة مهمة لاستعراض الإنجازات الاستثنائية التي حققتها الإمارات في الاستثمار بمشاريع نوعية في الطاقة المتجددة داخل الدولة وخارجها، في إطار حرصها على إيجاد حلول فعّالة لمواجهة التحديات المناخية، وتوظيف الممارسات المبتكرة في مجال العمل المناخي، بما يساهم في بناء مستقبل أكثر استدامة.
كما يستعرض محور "الأثر" ضمن حملة "استدامة وطنية" التي تم إطلاقها مؤخراً تزامناً مع الاستعدادات لمؤتمر "COP28"، التأثير الإيجابي لمبادرات الاستدامة في الإمارات على مختلف المجالات، حيث تهدف الحملة إلى نشر الوعي حول قضايا الاستدامة البيئية، وتشجيع المشاركة المجتمعية، ودعم الاستراتيجيات الوطنية ذات الصلة بالعمل المناخي.
- أهداف التنمية المستدامة..
ويعمل صندوق أبوظبي للتنمية على تعزيز الجهود العالمية الرائدة لدولة الإمارات وإسهاماتها الإيجابية في مواجهة ظاهرة التغير المناخي، بما يتوافق مع الهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة 2030 من حيث ضمان حصول الجميع على خدمات الطاقة الحديثة الموثوقة والمستدامة بتكلفة ميسورة، والهدف الثالث عشر والمتمثل في اتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي لتغير المناخ وآثاره.
- مبادرة مشتركة مع "آيرينا"..
ويمتلك صندوق أبوظبي للتنمية سجلاً حافلاً في تمويل مشاريع الطاقة المتجددة في الدول النامية، بالتعاون مع شركائه الاستراتيجيين من المنظمات العالمية والمؤسسات الوطنية لتسريع وتيرة العمل المناخي، وفي هذا الإطار أطلق الصندوق في عام 2013 مبادرة لدعم مشاريع الطاقة المتجددة في الدول النامية بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" بقيمة بلغت 350 مليون دولار.
وتهدف هذه المبادرة إلى تمكين الدول الأعضاء في "آيرينا" من توفير بنية تحتية متطورة تواكب متطلبات التنمية المستدامة، وتعزيز القدرة الإنتاجية لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة وفق أعلى مستويات الجودة، حيث موّل الصندوق ضمن المبادرة نحو 26 مشروعاً بسعة 265 ميغاواط إجمالي الطاقة المنتجة، استفادت منها 21 دولة، كما ساهمت المبادرة في توفير ما يقارب 88 ألف فرصة عمل، وبلغ إجمالي المستفيدين من المبادرة 4.5 مليون نسمة، وذلك حتى يناير من العام الجاري.
- مبادرة صندوق الشراكة بين الإمارات ودول جزر المحيط الهادئ..
وفي عام 2013 أطلقت وزارة الخارجية مبادرة صندوق الشراكة بين دولة الإمارات ودول جزر المحيط الهادئ، لتنفيذ مشاريع الطاقة في دول الباسفيك بتمويل من صندوق أبوظبي للتنمية، وبقيمة 50 مليون دولار.
وأنهى الصندوق في عام 2016 تمويل 11 مشروعاً من مشاريع الطاقة المتجددة في دول جزر المحيط الهادئ، وشملت المشاريع التي تم إنجازها 10 مشاريع تختص بأنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية ومشروعاً واحداً من أنظمة طاقة الرياح، حيث أسهمت المشاريع الممولة في إنتاج 6.4 ميغاواط من الطاقة، والتي تمثل نسبة كبيرة من احتياجات الطاقة للمجتمعات وسكان تلك الجزر.
وحققت المشاريع في دول جزر المحيط الهادئ العديد من الأهداف الإيجابية سواء على الميزانيات الوطنية لتلك الدول أو الحفاظ على بيئة نظيفة خالية من الانبعاثات الكربونية، حيث أسهمت المشاريع مجتمعة في تحقيق 3.7 مليون دولار ناتجة عن وفورات وقود الديزل، كما عملت على انخفاض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون سنوياً بمقدار 8.447 طناً.
- مبادرة صندوق الشراكة بين الإمارات ودول جزر البحر الكاريبي..
ونتيجة لنجاح مبادرة مشاريع الطاقة المتجددة في جزر المحيط الهادئ، أطلقت وزارة الخارجية في عام 2017 مبادرة صندوق الشراكة بين الإمارات ودول جزر البحر الكاريبي للطاقة المتجددة، حيث مول الصندوق المبادرة بقيمة 50 مليون دولار، استفادت منها 16 جزيرة، وساهمت المشاريع الممولة في إنتاج 9.43 ميغاواط من الطاقة.
وحققت المبادرة نتائج إيجابية في التصدي للتحديات التي تواجهها دول جزر البحر الكاريبي والمتعلقة بارتفاع تكاليف الكهرباء، إضافة لإسهامها في توفير طاقة مستدامة وفرص عمل لسكان تلك الجزر، إلى جانب الحد من الآثار الناجمة عن التلوث البيئي من خلال تجنب الانبعاثات الكربونية الضارة، ودعم اقتصادات الدول المستفيدة من المبادرة.
- المنصة العالمية لتسريع الانتقال نحو الطاقة المتجددة ETAF..
وفي إطار الشراكة الاستراتيجية بين صندوق أبوظبي للتنمية والوكالة الدوليّة للطاقة المتجددة “آيرينا”، تم إطلاق منصة “ETAF” العالمية الهادفة إلى تسريع نشر مشاريع وحلول الطاقة المتجددة في الدول النامية، حيث قدم الصندوق تمويلاً بقيمة 400 مليون دولار، كأول مؤسسة تنموية تساهم في دعم أهداف المنصة المتمثل في تأمين التمويل والخبرات اللازمة واستقطاب الفرص الاستثمارية الجديدة لتطوير مشاريع الطاقة المتجددة، إلى جانب توفير الحلول المبتكرة والأدوات التمويلية الملائمة والداعمة لانتشار مشاريع الطاقة المتجددة في الدول النامية.
- مشاريع مستدامة تدعم تحقيق التنمية..
وتنتشر مشاريع الطاقة المتجددة التي مولها صندوق أبوظبي للتنمية في مختلف دول العالم، ومن أبرزها.. مجمع الشيخ زايد للطاقة الشمسية في الأردن، ويهدف المشروع إلى دعم الاقتصاد الأردني وتلبية الزيادة المتنامية على الطاقة الكهربائية من مصادر متجددة، حيث يقوم المجمع بتوليد 103 ميغاواط من الطاقة باستخدام الخلايا الشمسية، ويساهم في تزويد أكثر من 50 ألف منزل بالطاقة، كما يدعم المشروع تقليل الاعتماد على الطاقة المستوردة وخفض التكاليف العالية من استيراد المشتقات النفطية، الأمر الذي يساهم في تقليل الانبعاثات الكربونية الضارة بالبيئة.
كما مول صندوق أبوظبي للتنمية ومكتب أبوظبي للصادرات التابع للصندوق مجمع محمد بن زايد للطاقة الشمسية في توغو، الذي يعد أكبر محطة للطاقة الشمسية الكهروضوئية في غرب إفريقيا، حيث بلغت طاقته الإنتاجية نحو 70 ميغاواط، ويصل عدد المستفيدين من امدادات الكهرباء إلى نحو 225 ألف منزل في توغو، ويعمل المشروع على تقليل حجم انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بمقدار 9.5 ألف طن في السنة، كما يساهم في دعم حكومة توغو وتمكينها من تنفيذ استراتيجيتها الوطنية الخاصة بتنمية قطاع الطاقة المتجددة، وذلك من خلال زيادة نسبة توفير الطاقة من مصادر نظيفة والوصول الشامل للكهرباء بحلول عام 2030.
ومن المشاريع المبتكرة التي مولها الصندوق محطة تحويل النفايات إلى طاقة في جزر المالديف، حيث حاز المشروع على شهادة الاعتماد من المعهد العالمي للابتكار نتيجة لتطبيقه أفضل الممارسات ضمن معايير الابتكار والجودة، واستخدام أحدث الوسائل والأنظمة التي ساهمت في تحقيق الهدف الرئيسي من تنفيذ المشروع وهو توليد الطاقة من النفايات.
ويعمل المشروع على معالجة 55 ألف طن سنوياً من النفايات الصلبة، وتوليد 4 ميغاواط من الكهرباء مع توفير الطاقة اللازمة لتشغيل محطة متكاملة لتحلية المياه لإنتاج أكثر من نصف مليون لتر من المياه العذبة سنوياً، كما يوفر المشروع 3.5 مليون لتر من وقود الديزل على مدار العام، ويساهم في خفض 9200 طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً.
كما مول صندوق أبوظبي للتنمية محطة "إل دي رومانفيل" للطاقة الشمسية في سيشل، والتي تم تطويرها من قبل شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" بالتعاون مع مؤسسة المرافق العامة في سيشل، وهو ثاني مشروع طاقة نظيفة من نوعه ينفذ في هذه الدولة الجزرية الأفريقية، حيث تبلغ القدرة الإنتاجية للمحطة 5 ميغاواط، وهي مزودة بنظام بطاريات لتخزين الطاقة باستطاعة تخزين 3.3 ميغاواط ساعة بالإضافة إلى نظام امداد بقدرة 33 كيلوفولت، مما يتيح توليد الكهرباء بصورة آمنة ومستقرة في جزيرة "ماهي"، ويساهم المشروع في توفير استهلاك نحو مليوني لتر من الوقود وتفادي إطلاق قرابة 6000 طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنوياً.
- توفير الطاقة المستدامة لتنمية حياة المجتمعات..
وساهم الصندوق في تمويل سدي أعالي عطبرة وستيت في السودان، حيث يعمل المشروع على إنتاج 320 ميغاواط من الطاقة، لتلبية احتياجات السكان من الطاقة الكهربائية من مصادر مستدامة، كما ساهم المشروع في تحسين الإنتاج الزراعي وتحقيق الأمن الغذائي، وتصل السعة التخزينية للسد إلى نحو 2.7 مليار متر مكعب، حيث استفاد من المشروع أكثر من 30 ألف أسرة، ويعمل السد على ري 50 ألف فدان زراعي.
كما مول الصندوق محطة للطاقة الشمسية الكهروضوئية في جمهورية أرض الصومال والتي تهدف إلى تغذية شبكة الكهرباء المحلية وتلبية احتياجات مدينة بربرة من الطاقة الكهربائية، وإيصال الكهرباء إلى مناطق شمال وغرب المدينة، حيث تبلغ الطاقة الإنتاجية للمحطة 7 ميغاواط، ويساهم المشروع في تنمية قطاع الطاقة وتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء لسكان مدينة بربرة البالغ تعدادها نحو 50 ألف نسمة، إضافةً إلى تعزيز إمدادات الطاقة لخدمة التوسع في ميناء بربرة، وتلبية الطلب على الكهرباء الناتج عن إنشاء المصانع الجديدة في البلاد.
ويدعم مشروع الطاقة الشمسية الذي موّله الصندوق في كوبا استراتيجية الحكومة الكوبية الرامية إلى إنتاج 24% من الكهرباء من مصادر نظيفة بحلول عام 2030، ويساهم المشروع في إنتاج 15 ميغاواط من الطاقة، وتأمين الكهرباء لأكثر من 10 آلاف منزل بشكل مستدام، إضافة إلى توفير5.9 مليون لتر من الوقود الأحفوري سنوياً، مع تقليل إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون السنوية بمقدار 19 ألف طن. الأمر الذي ساهم في تحقيق أمن الطاقة وتسريع وتيرة التنمية الاقتصادية المستدامة لكوبا.
- تحويل النفايات إلى طاقة..
وعلى صعيد تعزيز التنمية المستدامة ودعم قطاع الطاقة المتجددة في دولة الإمارات، ساهم صندوق أبوظبي للتنمية في تمويل مشروع إنشاء محطة لتحويل النفايات إلى طاقة في إمارة الشارقة، والتي تعد الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط، حيث استطاعت المحطة خلال عام واحد من توليد الطاقة الكهربائية لتغذية 2000 منزل في إمارة الشارقة عبر ربطها بشبكة هيئة كهرباء ومياه وغاز الشارقة مع إزاحة 150 ألف طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الضارة.
ومع اكتمال طاقتها التشغيلية ستنتج المحطة 30 ميغاواط من الطاقة سنوياً، تكفي لتزويد 28 ألف منزل بالكهرباء في إمارة الشارقة ومعالجة 300 ألف طن من النفايات، وإزاحة 450 ألف طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الضارة، الأمر الذي يساهم في دعم تعزيز الاستدامة والحفاظ على البيئة، ورفع مستوى جودة الحياة في الإمارة والمنطقة بشكل عام.
وسيواصل صندوق أبوظبي للتنمية مسيرته التنموية الرائدة في بناء مستقبل مزدهر لمجتمعات العالم، وتمويل مشاريع استراتيجية مستدامة في قطاع الطاقة المتجددة، تساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة وتحسين الحياة المعيشية للدول النامية.