برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار يحصل على علامة الجاهزية للمستقبل
الظفرة - وام/
حصل برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار التابع للمركز الوطني للأرصاد على علامة الجاهزية للمستقبل، وذلك تقديراً للإنجازات التي حققها في تعزيز جاهزية دولة الامارات للمستقبل من خلال تطويـر قـدرات وريادة الدولة في التعامل الاستباقي مع تحديات المياه، وتطويــر تكنولوجيا المستقبل المتقدمة والشــراكات الدوليــة الفعالــة لإيجــاد حلــول استباقية وعملية مجديــة في مجال الاستمطار بهدف تحسين الطقس بشكل أكثــر كفاءة وفاعليـة لدعـم مـوارد الميـاه فـي المسـتقبل.
جاء ذلك خلال زيارة معالي عهود بنت خلفان الرومي وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل للمركز الوطني للأرصاد، حيث كان في استقبالها كل من معالي فارس المزروعي المستشار بديوان الرئاسة ورئيس مجلس أمناء المركز، وسعادة الدكتور عبد الله المندوس مدير عام المركز الوطني للأرصاد ورئيس المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، وعلياء المزروعي مديرة برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار.
وهنأت معاليها فريق عمل المركز الوطني للأرصاد بمناسبة حصول برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار على علامة الجاهزية للمستقبل التي تكرّم المشاريع النوعية العملية والمؤثرة المستندة إلى رؤى مستقبلية ومفاهيم استباقية ونتائج واضحة ولدعم تعزيز جاهزية دولة الإمارات للمستقبل.
وأكدت معالي عهود الرومي أن برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار يعد أحد المشاريع السبّاقة في استشراف مستقبل الأرصاد الجوية، وتوظيف البحث العلمي لإيجاد مورد مستدام للمياه، والحد من تداعيات التغير المناخي بما يسهم في ضمان الأمــن المائــي، ويحقق استدامة الموارد لأجيال الحاضر والمستقبل.
وقالت معالي عهود الرومي: "تبرز علامة الجاهزية للمستقبل إنجازات المؤسسات الحكومية التي تصمم مشاريع عملية ومؤثرة تعزز جاهزية الدولة للمستقبل، وتحقق الاستباقية والاستدامة في عالم سريع التطور، وتشجع على اقتناص فرص المستقبل بما يعزز من تنافسية الإمارات، ويرفع جاهزيتها للمستقبل".
وقال معالي فارس المزروعي: "إن برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار يعد إنجازًا عالميًا في مجال علوم الاستمطار، وقد عزز مكانته العلمية والعالمية في هذا المجال. وقد أشاد معاليه بجهود البرنامج في تطوير تقنيات المستقبل والشراكات الدولية الفعالة لمواجهة تحديات المياه والاستدامة المائية والتغير المناخي.
وأضاف معاليه: “يمثل حصول برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار على علامة الجاهزية للمستقبل اعترافاً بالدور المحوري الذي يقوم به البرنامج في تعزيز الجاهزية للمستقبل وتطوير قدرات الإمارات لتصميم مستقبل مشرق لأبناء هذا الوطن ..أود أيضًا أن أعبر عن تقديري للمركز الوطني للأرصاد على جهودهم المستمرة وإنجازاتهم في تطوير تكنولوجيا الاستمطار وتحقيق التقدم في مجالات الرصد والتنبؤ بالطقس. إن مساهماتهم تلعب دورًا حاسمًا في تعزيز جاهزية الإمارات لمواجهة تحديات المياه والاستدامة المائية والتغير المناخي”.
وقال سعادة الدكتور عبد الله المندوس: “تمثل هذه العلامة دعماً جديداً يسهم في ترسيخ نجاح برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار. إن تكريم المشاريع النوعية والعملية والمؤثرة يعكس رؤية استباقية وتفكير مستقبلي يعزز قدرة دولة الإمارات على مواجهة التحديات ورفع جاهزيتها للمستقبل في جميع القطاعات”.
وعبر سعادة عبد الله المندوس عن شكره لمعالي عهود الرومي وزيرة دولة للتطوير والمستقبل في دعم المشاريع البحثية الابتكارية التي تعزز جاهزية دولة الإمارات للمستقبل، وتسهم في تحقيق الاستدامة المائية ومكافحة تغير المناخ.
وأضاف سعادة عبد الله المندوس: "إن علامة الجاهزية للمستقبل تعكس الاعتراف بالجهود المبذولة والنتائج الواضحة التي حققها فريق العمل في برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار. ونتمنى أن تكون حافزًا للمزيد من الابتكار والتقدم في هذا المجال الحيوي".
وقال أطرف شهاب الرئيس التنفيذي لمختبر المئوية إن علامة الجاهزية للمستقبل تمنح من مكتب التطوير الحكومي والمستقبل لمشاريع المؤسسات الاتحادية والمحلية التي تتبنى مبادرات برؤية مستقبلية وأفكار جريئة، وتصمم وتنفذ مشاريع استباقية واستثنائية، وتستثمر في المهارات استعداداً للمستقبل، وتطبق التقنيات المتقدمة لتحقيق الجاهزية للمستقبل بشكل عملي وبنتائج واضحة ومؤثرة.
وأضاف أن علامة الجاهزية للمستقبل تركز على مشاريع الجاهزية التي يتم تصميمها في قطاعات المستقبل ذات الأولوية، ومنها الاقتصاد الجديد، والأمن الغذائي والمائي، والاستدامة البيئية إضافة إلى تكنولوجيا ومهارات المستقبل وجودة الحياة.
وتسهم عملية الاستمطار في التخفيف من الآثار الناجمة عن نقص موارد المياه الطبيعية من خلال تعزيز كمية الأمطار، وتحسين كميات الهطول المطري لتصل بحسب معدل النسب العالمية إلى 18%، وتوفير حلول بديلة لمواجهة قضية شح المياه، واستخراج المزيد من المياه من السحابة بنسبة تصل من 10% إلى 20 % وقد تصل إلى 25 % في الظروف الجوية المثالية.
وقد بلغ الحجم التراكمي لكمية الأمطار في دولة الإمارات 5.6 مليار متر مكعب عند قياسه في 2020، منها 280 مليون متر مكعب ناتجة من عمليات الاستمطار، واستطاع المركز الوطني للأرصاد إجراء 390 عملية تلقيح سحب خلال عام 2020 بمجموع 1170 ساعة.
وحقق برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار العديد من الإنجازات التي عززت من مكانته العلمية والعالمية كمركز عالمي لعلوم الاستمطار، حيث سجل الباحثون الحاصلون على منحة البرنامج 5 براءات اختراع، وقاموا بنشر 89 مقالة في مجلات علمية.
وأسهمت نتائج المشاريع الحاصلة على منحة البرنامج في التأسيس لمرحلة جديدة في مجال الاستمطار، وأضافت للمجتمع العلمي حقائق علمية سيكون لها بالغ الأثر في مستقبل علوم وتقنيات الاستمطار.
وينظم المركز الوطني للأرصاد الملتقى الدولي للاستمطار من خلال برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، ويعد منصة عالمية تجمع تحت مظلتها نخبة من الخبراء والباحثين والعلماء المحليين والدوليين لمناقشة ومعالجة القضايا الرئيسة الأكثر إلحاحاً في مجال المياه والاستدامة المائية على مستوى العالم.
واستثمر المركز الوطني للأرصاد في البنية التحتية لتلقيح السحب، وأنشأ شبكة محلية تضم 109محطة جوية أوتوماتيكية لرصد الطقس، و7 محطات رادار لرصد طبقات الجو العليا تغطي الإمارات بأكملها، ومحطة واحدة لرصد عناصر طبقات الجو العليا ..كما أسس المركز قواعد بيانات مناخية، وساعد في تطوير التنبؤات الجوية الرقمية الدقيقة وبرامج المحاكاة في دولة الإمارات، ولدى المركز 10 متخصصين في عمليات الرصد والاستمطار.
ويشغل المركز الوطني للأرصاد حالياً 4 طائرات في مطار العين مجهزة بأحدث التقنيات والأجهزة اللازمة لتلقيح السحب وإجراء البحوث الجوية.
يذكر أن المركز الوطني للأرصاد بدولة الإمارات العربية المتحدة هو هيئة حكومية مسؤولة عن رصد وتوقع الظواهر الجوية وتوفير المعلومات الجوية والمناخية.
يتمثل دور المركز في تحليل البيانات المناخية وتوفير التوقعات الجوية والنشرات والتحذيرات الضرورية للمساعدة في حماية المواطنين والمقيمين والممتلكات من الظروف الجوية القاسية والتغيرات المناخية.
ويعمل المركز الوطني للأرصاد على تحقيق رؤية دولة الإمارات في توفير نظام متكامل ومتقدم للأرصاد الجوية والمناخية، وتوفير التنبؤات الدقيقة والمعلومات العلمية لدعم قطاعات الاقتصاد والبنية التحتية وحماية البيئة.
ويعزز المركز التعاون الدولي في مجال الأرصاد الجوية، ويشارك في المشاريع والبرامج العالمية لتبادل المعلومات الجوية وتطوير التكنولوجيا والقدرات البشرية في هذا المجال.
يعتبر المركز الوطني للأرصاد جزءًا مهمًا من الجهود الحكومية في الإمارات للتعامل مع تحديات المناخ والمياه وتحقيق الاستدامة البيئية والمائية في البلاد.
ويعمل برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار بالتعاون الوثيق مع دول العالم في مجال الاستمطار عن طريق تبادل المعرفة والتكنولوجيا المتعلقة بهذا المجال.
ويسعى البرنامج إلى بناء شراكات دولية فعالة بالتعاون مع مؤسسات بحثية ومراكز علمية لتطوير التقنيات والمنهجيات الخاصة بعمليات الاستمطار، حيث يتم تنظيم ورش عمل ومؤتمرات ومنتديات دولية مشتركة تجمع الخبراء والمهتمين بمجال الاستمطار من دول مختلفة.
ويشارك البرنامج أيضاً في المبادرات الدولية للبحث والتطوير في مجال الاستمطار، ويسهم في نقل التكنولوجيا والخبرات إلى الدول الأخرى.
بالإضافة إلى ذلك، يعمل البرنامج على تبادل المعلومات والبيانات الجوية والتجارب العلمية مع الدول الأخرى ..ويتم توثيق الأبحاث والدراسات التي يقوم بها البرنامج ومشاركتها مع المجتمع الدولي للمساهمة في تطوير مجال الاستمطار وتعزيز الاستدامة المائية على المستوى العالمي.
وينظم البرنامج سنوياً وبشكل دوري الملتقى الدولي للاستمطار الذي يعد منصة عالمية تحتضنها العاصمة الإماراتية أبوظبي، وتجمع تحت مظلتها نخبة من الخبراء والباحثين والعلماء وذوي العلاقة المحليين والدوليين من أجل مناقشة ومعالجة القضايا الرئيسة الأكثر إلحاحاً في مجال الاستدامة.
وقد قامت دولة الإمارات بأول عملية لتلقيح السحب في عام 1982، وبحلول أوائل عام2000 تم تسهيل هذه العمليات من خلال البحوث العلمية والتقنية التي أجريت بالتعاون مع منظمات عالمية بارزة مثل المركز الوطني لبحوث الغلاف الجوي في كولورادو بالولايات المتحدة الأمريكية، وجامعة ويتواترسراند بجنوب أفريقيا، ووكالة الفضاء الأمريكية ناسا.
ويتم تقييم مشاريع الجاهزية للمستقبل من قبل مكتب التطوير الحكومي والمستقبل بناء على ستة معايير رئيسة هي؛ أن يتمحور المشروع حول الإنسان، ويوظف التوجهات الناشئة والبيانات لتحقيق أثر إيجابي على المجتمع، الأثر وقدرة المشروع على خلق قيمة مضافة للاقتصاد الوطني ولمجتمع دولة الإمارات، وإحداث تأثير إيجابي في حياة الناس، ومدى التزام المشروع بالممارسات المستدامة لصنع المستقبل، وأن يكون المشروع استباقياً ومبتكراً بطريقة تساهم في تعزيز الجاهزية للمستقبل، فضلاً عن تحقيق المرونة والقدرة على التكيف مع المتغيرات المستقبلية، وأن يكون المشروع واضحاً ومحدداً وطموحاً ونتائجه عملية قابلة للقياس، وأخيراً أن يسهم في تحقيق الجاهزية الرقمية من خلال تبني وتطوير تكنولوجيا المستقبل المتقدمة.