عبدالله السعدي يمثّل دولة الإمارات العربية المتحدة في الدورة القادمة لبينالي البندقية للفنون 2024
الظفرة/
أعلن الجناح الوطني لدولة الإمارات اختيار الفنان الإماراتي عبدالله السعدي لتمثيل دولة الإمارات خلال الدورة الـ60 من المعرض الدولي للفنون في بينالي البندقية، الذي ستنطلق فعالياته خلال شهر أبريل 2024. وسيقدم السعدي معرضاً فردياً تحت رعاية القيّم الفني طارق أبو الفتوح.
لطالما اعتُبر السعدي قامة إبداعية مرموقة ومساهماً رئيسياً في تطوير المشهد الفني المعاصر بدولة الإمارات، وتتنوّع ممارساته الفنية بين الرسم والتشكيل التعبيري والنحت وعروض الأداء والتصوير الفوتوغرافي، مروراً بجمع المقتنيات وأعمال الفهرسة والأرشفة، وصولاً إلى ابتكار حروف أبجدية جديدة. وهو يستلهم أعماله وإبداعاته الفنية من الطبيعة المحلية والتراث الوطني العريق وتاريخ عائلته، حيث يسلك في مساعيه الفنية دروباً نحو استكشاف العلاقات بين الأفراد وبيئتهم الطبيعية والاجتماعية. كما أن أعماله الفنية التي تستدعي التأمل والتفكّر، تتوغّل عميقاً في التكوينات الشخصية، لتشبُّعها بالدلالات الناجمة عن تجربته وسط الطبيعة، ما يحفّز الجمهور ويدفعه إلى التأمل في التقاليد والعلاقة المتغيرة التي قد تربط المرء بالعالم المادي. وقد واظب السعدي، ابتداءً من حقبة ثمانينيات القرن الماضي، على تطوير مجموعة شاملة ومتميّزة من الأعمال الفنية التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالمناظر الطبيعية في شبه الجزيرة العربية.
وفي تصريح له قال معالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة والشباب: "تكمن أهمية المعرض الدولي للفنون في بينالي البندقية في كونه منصّة دوليةً رئيسيةً لتبادل المعرفة والخبرات، وقد نجح الجناح الوطني منذ مشاركته الأولى عام 2009 في ترسيخ مكانته منارةً تُرشِد العالم إلى التراث الإماراتي وتُبرز تطورات المشهد الفني والثقافي المحلي".
وتابع معاليه: " سنواصل دعم المبدعين من أبناء الإمارات ليكونوا سفراء في مد جسور التواصل الثقافي والإبداعي مع نظرائهم من مختلف أنحاء العالم وبما ينسجم مع رؤية الإمارات ورسالتها. إن تمكين الجيل القادم من المبدعين، يتيح لنا بناء جسور التواصل مع الثقافات المختلفة ويوفر أرضا خصبة للإبداع والاحتفاء بالتنوع الثقافي البناء في المجالات ذات الصلة بالإبداع الأدبي والفني".
ومن جانبه، قال الفنان الإماراتي عبدالله السعدي: "تجول الأفكار والخواطر في مخيلتي. تنبعث شرارتها الأولى من رَحِم تجاربي الشخصية وتاريخ عائلتي والبيئة المحيطة. ولا أخفي سراً بأنني فخور بتمثيل بلدي العزيز وتقديم أعمالي الفنية في الجناح الوطني لدولة الإمارات في بينالي البندقية. حينما كنت طالباً، منذ ما يقرب من أربعين عاماً مضت، كان الفن رفيقي، تنعكس تجلياته في كافة تفاصيل حياتي اليومية، كما أن ممارساتي الفنية تُعد بمثابة بوتقة تنصهر فيها التفاعلات بين الأماكن والأفراد والأفكار والقيم الجمالية التي ألمسها كل يوم، بدايةً من البيئة المحلية وصولاً إلى تجاربي اليومية ورحلاتي. وأجد نفسي راغباً في توثيق مثل هذه التجارب وتصويرها فنياً أو سرد تفاصيلها في مفكراتي وتأملاتي المكتوبة."
يمتلك عبدالله السعدي قائمة طويلة من الأعمال الفنية الرائعة، من بينها "النعال الحجرية" (2013)، عبارة عن تشكيلة متنوعة من النعال المصنوعة من الأحجار ولوحات فنية، في محاولة منه لتقديم استعارة بصرية عن حياة الرحّالة الذي يتجوّل باستمرار بحثاً عن شيء يتوق إليه بشدة رغم أنه يظل بعيد المنال. هذا بالإضافة إلى عمله الفني "رحلة الخرير والحرير" (2017)، الذي شارك به في الدورة الـ 13 من بينالي الشارقة، وهو عبارة عن مخطوطات ولوحات مرسومة أنتجها خلال رحلات في البرية والبيئات المحلية. فضلاً عن عمله الفني "رسائل أمي" (1998 – 2013) الذي تم تقديمه ضمن معرضه الفردي في مؤسسة الشارقة للفنون عام 2014، وهو عبارة عن تشكيلة متنوعة من المقتنيات التي تركتها والدته أثناء زيارتها له عند باب مرسمه الفني – كدلالة على حضورها عوضاً عن ترك رسالة مكتوبة في غيابه، وهو وما دفعه نحو إنشاء وتطوير حروف أبجدية جديدة. وظهر إعجاب السعدي وافتتانه بالمخطوطات التاريخية الموروثة في "يوميات السعدي" (2016)، وهو مشروع تم تقديمه في بينالي البندقية عام 2017ضمن المعرض الفني الرئيسي للدورة الـ57 من المعرض الدولي للفنون، الذي أقيم تحت رعاية القيمة الفنية كريستين مارسيل بعنوان "فيفا آرت فيفا".
ويأتي معرض الجناح الوطني لدولة الإمارات 2024 المُقام تحت رعاية القيم الفني طارق أبو الفتوح وبمشاركة الفنان الإماراتي عبدالله السعدي، عقب تعاونهما مؤخراً في مشاركة عامة ضمن فعاليات معرض إكسبو 2020 دبي من خلال عمل للفنان بعنوان "ترحال"، والذي يمثل نتيجةَ انغماس الفنان في الطبيعة الفريدة بدولة الإمارات. وطوال الـ 25 عاماً الماضية، كرّس أبو الفتوح مسيرته المهنية في تطوير وبناء منصّات مؤسسية قادرة على توفير فرص للفنانين المعاصرين بالمنطقة من خلال مشاريع الأعمال الفنية التكليفية ومبادرات التعاون المشترك وتجوال المشاريعوغيرها من برامج الإقامات والفعاليات الفنية الأخرى. وتأتي ممارساته الإشرافية متأثّرة بالأعمال والتقاليد الفكرية والعلمية العربية. وقد قام السعدي باختيار أبو الفتوح ليكون قيماً فنياً للجناح الوطني لدولة الإمارات أثناء مشاركته في الدورة الـ60 من المعرض الدولي للفنون في بينالي البندقية، وذلك تماشياً مع رؤية الجناح الوطني القائمة على اختيار القيم الفني من قبل الفنان المشارك.
وبدوره، قال طارق أبو الفتوح، القيم الفني للجناح الوطني لدولة الإمارات: "لطالما اتسمت الممارسات الفنية للمبدع عبدالله السعدي، طوال الأربعين عاماً الماضية، بالتفاعل والاندماج المستمر مع البيئات المتغيرة والتراث العائلي والموروث الثقافي، وهذا ما يجعله قادراً وبشكل دائم على رصد أوجه الالتقاء والانسجام بين هذه العناصر. ورغم ثراء ممارساته الفنية المتنوعة، التي تتجسّد في اللوحات أو الخرائط أو اليوميات أو المقتنيات، تظل مقاربته في اللغة البصرية هي الأبرز بفعل عشقه وانغماسه بين أحضان الطبيعة، حيث يؤسس علاقة فريدة مع المناظر الطبيعية، والتي تذهب إلى ما بعد حدود المألوف والمعتاد. وإنني سعيد بالتعاون مع هذا الفنان الملهم مرةً أخرى، من خلال الإشراف على معرضه الفردي في الجناح الوطني لدولة الإمارات في البندقية".
وقد باشر أبو الفتوح ممارساته الفنية في جميع أنحاء الإمارات منذ العام 2009، عندما تم اختياره ليكون أحد القيمين الفنيين في الدورة التاسعة من بينالي الشارقة. وقد قام أبو الفتوح بتقييم معرض بعنوان "وقت خارج الزمن" من تنظيم مؤسسة الشارقة للفنون بالتعاون مع مركز آسيا للفنون في مدينة جوانجو الكورية (2016). كما كان قيماً فنياً للبرنامج السنوي "دروب الطُوايا" الخاص بالفعاليات وعروض الأداء الفنية المُقامة في معرض فن أبوظبي (2013 - 2018)، بالإضافة إلى البرنامج العام للأنشطة والفعاليات الفنية في معرض إكسبو 2020 دبي، وهو أول معرض فني دائم في الهواء الطلق بتاريخ الإمارات (2021). ويشغل أبو الفتوح حالياً منصب مدير فنون الأداء والقيّم الأول لدى مؤسسة الشارقة للفنون. علاوةً على ذلك، شارك في رعاية العديد من المعارض الإقليمية والدولية، بما فيها "طقوس الإشارات والتحولات" (2018) و"أسير عاشق" (2017) في متحف الطوب الأحمر للفن في بكين، و"لئلا يلتقي البحران" (2015) في متحف الفن الحديث فى وارسو، ومعرض أشغال داخلية 6، أشكال ألوان، في بيروت (2013).
ومن جانبها، قالت أنجيلا ميجلي، المديرة التنفيذية لمؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان: "ترتبط مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان بعلاقة وطيدة مع الجناح الوطني لدولة الإمارات، وهو ما ينعكس جلياً في تعاوننا الثنائي عبر سلسلة واسعة من المعارض التي تُبرز أفضل الممارسات المعمارية والفنية في دولة الإمارات أمام العالم. ويأتي ذلك انسجاماً مع التزامنا بدعم المشهد الإبداعي والثقافي المحلي. وفي هذا الصدد، يضطلع الجناح الوطني بدور محوري باعتباره منصّة حيوية لمشاركة القصص المحلية الملهمة في أحد أبرز وأهم المنصّات الدولية، ألا وهو بينالي البندقية".
وبدورها، قالت ليلى بن بريك، مديرة التنسيق في الجناح الوطني لدولة الإمارات في بينالي البندقية: "يتمتع عبدالله السعدي بمكانة رفيعة ويتجلّى دوره المحوري في تاريخ الفن الإماراتي خلال مشاركته ضمن دورتين سابقتين من معرض الجناح الوطني لدولة الإمارات، تحديداً في عامي 2011 و2015. وإنني سعيدة للغاية لمشاركته مرة أخرى بأعماله الفنية في النسخة القادمة من معرض الجناح الوطني، ولكن هذه المرة ضمن معرض فردي مقام تحت رعاية القيم الفني طارق أبو الفتوح، الذي سبق وأن ترأس العديد من المشاريع الفنية الرائعة في جميع أنحاء الإمارات. ونحن نتطلع إلى مشاركة قصّة محلية أخرى تُلهم الجمهور العالمي حول تراثنا الغني خلال العام المقبل 2024 من خلال المقاربة الفنية للمبدع عبدالله السعدي".
سيرحب المعرض بزوّاره ابتداءً من شهر أبريل 2024 في المقر الدائم للجناح الوطني لدولة الإمارات الكائن في منطقة الأرسنال – سالي دي آرمي في البندقية.
ويحتضن الجناح الوطني حالياً في المعرض الدولي للعمارة 2023 معرضاً بعنوان "وفرة قاحلة"، والذي يرحب بالزّوار والجمهور حتى يوم 26 نوفمبر 2023، وهو مُقام تحت رعاية القيم الفني فيصل طبارة، حيث يرصد الاحتمالات المعمارية التي يمكن استكشافها عندما نعيد تصوّراتنا حول البيئات القاحلة واعتبارها مساحات وفيرة.
تتولى مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان مهام المفوض الرسمي للجناح الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة وبدعم من وزارة الثقافة والشباب. لمعرفة المزيد من المعلومات حول مشاركة دولة الإمارات في بينالي البندقية خلال السنوات الماضية وكذلك كيفية المشاركة في الدعوات المفتوحة وطرح مقترحات التقييم الفني.