جامعتا الإمارات وسيئول الوطنية الكورية تعقدان "منتدى المناخ"ضمن مؤتمر "COP28"
الظفرة/
عقدت جامعة الإمارات العربية المتحدة وجامعة سيئول الوطنية الكورية "منتدى المناخ" ضمن فعاليات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28)، بحضور الدكتور غالب البريكي مدير الجامعة بالإنابة، والدكتور أحمد مراد النائب المشارك للبحث العلمي، ونخبة من الباحثين والخبراء وصانعي السياسات من دولة الإمارات وكوريا الجنوبية، وجمهور واسع من المشاركين في فعاليات مؤتمر الأطراف، وذلك في المسرح الرئيسي بالمنطقة الخضراء في مدينة إكسبو دبي.
ويأتي المنتدى تماشياً مع رؤية القيادة الرشيدة في دولة الإمارات للمساهمة في الجهود الجماعية الهادفة لتحقيق الطموحات المناخية العالمية، والتنمية المستدامة لصالح أجيال الحاضر والمستقبل.
- تغير المناخ.
وقال الدكتور غالب البريكي:"يسعدني أن أرحب بكم في منتدى المناخ الآسيوي لعام 2023 ضمن فعاليات خارطة طريق جامعة الإمارات العربية المتحدة نحو COP28 وما بعده بالشراكة مع جامعة سيئول الوطنية الكورية، حيث يشير تغير المناخ إلى التغييرات طويلة الأمد، ويُعزى الارتفاع الملاحظ في متوسط حرارة الكرة الأرضية إلى حد كبير إلى زيادة تركيزات الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، حيث تعمل الغازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروجين كغطاء يلتقط ويخزن الحرارة من الشمس قرب سطح الأرض، مما يؤدي إلى الاحتباس الحراري العالمي".
وأضاف: " كما يساهم حرق الوقود الأحفوري بشكل مفرط، والعمليات الصناعية وغيرها من الأنشطة البشرية بإطلاق كميات كبيرة من الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، وتسريع ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي، كما يستمر المناخ العالمي في التغير بشكل سريع بالمقارنة مع وتيرة التغيرات الطبيعية في المناخ التي حدثت على مر التاريخ الطويل للأرض".
وأشار إلى أنه يتم قياس تغير المناخ في منطقة محددة عن طريق تغيير التوزيع الإحصائي على مدى فترة زمنية ممتدة، وأظهر تقرير لجنة الحكومات الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) لعام 2013 أن العقود الثلاثة الأخيرة قد كانت أدفأ تباعًا على سطح الأرض من أي عقد سابق منذ عام 1850.
وقال "تحدث تغيرات المناخ بالفعل وستظل تحدث، حتى إذا تم تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية على المدى القصير والمتوسط. لم يعد حدوث تغير المناخ مشكوك فيه بعد الآن؛ ومع ذلك، يظل مجال التغيرات والمشروعات المستقبلية غير مؤكد، وفي البلدان الآسيوية، قد يكون لتغير المناخ والاحتباس الحراري تأثيرات أكبر بسبب ارتفاع عدد السكان والموارد المحدودة التي قد تكون متاحة لتنفيذ تدابير التخفيف"، مشيراً إلى أن العديد من الشركات ومؤسسات القطاع العام في آسيا بدأت في تقييم آثاره، لاسيما أن تغير المناخ من شأنه أيضاً أن يؤثر على توافر المياه والإنتاجية الزراعية، والأمن الغذائي في دولنا. ونموذجنا الاقتصادي يعتمد على افتراض أننا سنقوم بتطوير وتوريد التكنولوجيا اللازمة للانتقال إلى التكنولوجيا الخضراء.
وأكد مدير الجامعة بالإنابة " أنه ومن خلال هذا المنتدى، سيتم طرح نماذج مختلفة للتعاون بين الدول الآسيوية لتحديد النموذج الأنسب الذي يضمن مستقبلنا، والاستعداد للتخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه، وسوف تقيم استراتيجيات وتقنيات مالية مختلفة لتعزيز مرونة أعمالنا، والأنظمة والمجتمعات، ونحن نتطلع إلى النتائج والتوصيات لهذا المنتدى الهام".
- شراكات علمية.
من جهته أوضح الدكتور أحمد مراد أن هذا المنتدى الهام يأتي ضمن خطة الجامعة في تعزيز التعاون الدولي، لبناء شراكات علمية تساهم في الاستفادة من أفضل الممارسات ذات الصلة بالاستدامة البيئية والتغير المناخي، كما أن هذا المنتدى يطرح العديد من المواضيع الهامة كالتعاون الدولي ودوره في إيجاد الحلول العلمية للتحديات البيئية، علاوة على تركيزه على أهمية تنويع مصادر الطاقة المتجددة، كالطاقة النظيفة التي تحقق استدامة قطاع الطاقة.
- تكنولوجيا المناخ.
وتناولت الورشة المشتركة خلال المنتدى العديد من المحاور والموضوعات كان أبرزها "تكنولوجيا المناخ ودعم الحد من الكربون"، و"التعاون في مجال تكنولوجيا المناخ"، بالإضافة إلى مهام التحول إلى الطاقة الجديدة والمتجددة في قارة آسيا، لتبادل الرؤى والأفكار لتلبية الطموحات المناخية العالمية وضمان تحقيق التنمية المستدامة لصالح أجيال الحاضر والمستقبل وذلك بالتزامن مع قمة العمل المناخي العالمية، التي تعقد على مستوى قادة الدول، لابتكار حلول جذرية وفعالة، لدعم مسارات العمل نحو الحياد المناخي والتنمية المستدامة.
كما عقدت جلسة نقاشية خلال المنتدى تناولت العديد من المحاور كان من أبرزها الجهود الدولية المشتركة لمكافحة تغير المناخ، واتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، واستعراض أهم الجهود التي تبذلها دول المنطقة للحد من التغير المناخي، والمعوقات التي تحول دون التقدم في هذا الجهد المشترك، وأكبر التحولات والتحديات التي تواجه الدول الآسيوية، بالإضافة إلى استعراض أبرز مجالات التعاون الدولي بشأن تغير المناخ التي تجري حاليًا في آسيا، والجهود التي يمكن أن يبذلها المجتمع الدولي لدعم البلدان النامية والمتخلفة في تحولها في مجال الطاقة والانتقال إلى اقتصاد خالٍ من الكربون، والجهود المشتركة التي يمكن أن توفر الزخم المناسب لبلدان المنطقة الآسيوية لبناء تحول في مجال الطاقة.
الجدير بالذكر أن " منتدى المناخ"، لجامعة الإمارات العربية المتحدة، وجامعة سيئول الوطنية، يعد إحدى المبادرات الجامعية المبتكرة لمؤسسات التعليم العالي والبحثي العلمي لكلا البلدين، التي تسعى إلى تفعيل مشاركة جميع الجهات العلمية والبحثية المعنية بالمناخ والطبيعة، انطلاقاً من طموح دولة الإمارات العربية المتحدة في استضافة مؤتمر مناخي يحشد الدعم الكامل من كافة الأطراف والمعنيين ويضمن احتواء ومشاركة الجميع من مختلف أنحاء العالم، عبر خارطة طريق جامعة الإمارات نحو مؤتمر COP28، وما بعده للعام 2023-2026.