عاجل

"وزارة الصحة" تسلط الضوء على الآثار الصحية لتغير المناخ ودور التكنولوجيا في الرعاية الصحية المستدامة

الظفرة

الظفرة/

نظمت وزارة الصحة ووقاية المجتمع فعالية "الرعاية الصحية المستدامة من منظور جديد"، لتسليط الضوء على العلاقة بين الصحة والمناخ والدور الحيوي للتكنولوجيا المبتكرة والسياسات الاستراتيجية للرعاية الصحية المستدامة. وذلك ضمن أعمال مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28.
وشهدت الفعالية التي عقدتها الوزارة بالتعاون مع المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، والتحالف من أجل إحداث تحول في مجالي المناخ والصحة “ATACH”، ومبادرات الأسواق المستدامة “SMI”، حضور سعادة الدكتور حسين عبد الرحمن الرند الوكيل المساعد لقطاع الصحة العامة في وزارة الصحة ووقاية المجتمع، والدكتورة رنا الحجة مدير إدارة البرامج في المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، ومشاركة نخبة من صانعي السياسات الصحية والبيئية، وممثلي المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، وخبراء ومختصين في الرعاية الصحية وتغير المناخ، إلى جانب مجموعة من الباحثين والمختصين المناخ والذين يمثلون منظمات غير حكومية.
وشهد الحدث، الذي وفر منصة حيوية لتبادل الآراء والخبرات والأفكار المبتكرة حول آثار تغير المناخ على الصحة، مناقشات تناولت أهمية تحقيق أنظمة رعاية صحية مستدامة وعادلة ومقاومة للمناخ.
كذلك ركز الحدث على تعزيز التزامات الدول تجاه التحالف من أجل إحداث تحول في مجالي المناخ والصحة، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتعزيز المشاركة مع التحالف بين المؤثرين الرئيسين في إقليم شرق المتوسط لتعزيز تبادل المعرفة، حيث تعمل البلدان على تحقيق التزامات برنامج الصحة الصادر في مؤتمر COP 26.

وأكد سعادة الدكتور حسين الرند الوكيل المساعد لقطاع الصحة العامة في وزارة الصحة ووقاية المجتمع، في كلمته الافتتاحية أهمية التقدم المنجز الذي تم تحقيقه من خلال التحالف من أجل العمل التحويلي في مجال المناخ والصحة ATACH، والذي لعب دوراً فعالاً في تعزيز التعاون العالمي وتطوير أنظمة صحية مستدامة وقادرة على الصمود أمام تغير المناخ.
وأشار إلى أن شبكة ATACH قد توسعت الآن لتشمل 77 دولة وأكثر من 40 منظمة، وكلها تساهم بنشاط بأفكارها القيمة، حيث يعكس هذا النمو الملحوظ مدى أهمية معالجة تأثير تغير المناخ على الصحة العالمية. 
وأعرب سعادته عن الامتنان لكل من المملكة المتحدة ومصر على تركيزهما أثناء تنظيمهما لكل من COP26 وCOP27 على دمج الأولويات الصحية في نسيج المناقشات المتعلقة بالمناخ، منوهاً بأن تحالف ATACH، ركز على تعزيز العمل التعاوني ومعالجة المجالات الحاسمة مثل تطوير أنظمة صحية قادرة على الصمود، والحد من الانبعاثات من سلاسل التوريد، واستكشاف العلاقة المعقدة بين تغير المناخ، والتغذية، والصحة.

وأكد سعادة الدكتور حسين الرند، حرص دولة الإمارات على المساهمة الفاعلة في مؤازرة الجهود الإقليمية والدولية في مجال تقييم قابلية تأثر الصحة بتغير المناخ، وتقييم الاستجابة القائمة وخيارات التكيف في قطاع الصحة، مشدداً على أهمية استخدام التقنيات المبتكرة للحد من البصمة الكربونية للرعاية الصحية، مثمناً سعادته إطلاق رئاسة المؤتمر "إعلان COP28 بشأن المناخ والصحة" بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة ووقاية المجتمع. 
وأوضح أن وزارة الصحة ووقاية المجتمع وبصفتها رئيساً مشاركاً للتحالف، ستعمل على تعزيز هذه الجهود وتحديد الفرص ودعم التحالف لتحقيق أهدافه ووظائفه، ويشمل ذلك تسهيل المشاركة مع الدول الأعضاء والمعنيين والمشاركة في المجموعة التوجيهية.

من جانبها أكدت الدكتورة رنا الحجة مدير إدارة البرامج في المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط في كلمتها، سعي المنظمة بالتعاون مع الرؤساء المشاركين لتحالف ATACH، لتعزيز دوره كمحفز للتغيير، ومساعدة البلدان في الوفاء بالتزاماتها تجاه التحالف، ودعوة دول جديدة في المنطقة للانضمام إلى التحالف، واغتنام هذه الفرصة لتسريع التقدم نحو أنظمة رعاية صحية مستدامة وتعزيز المرونة والاستدامة في جميع أنحاء المنطقة. 
وتابع الحضور مقطع فيديو لمنظمة الصحة العالمية استعرضت فيه العلاقة بين الصحة والمناخ والأثار الصحية لتغير المناخ على الأفراد والمجتمعات.

وانعقدت جلسة حوارية بعنوان "التقدم المنجز في التزامات تحالف ATACH، بمشاركة كل من معالي الدكتور فراس الأبيض وزير الصحة اللبناني، ومعالي الدكتور علي المرابط وزير الصحة التونسي، ومعالي الدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة والسكان المصري، ومعالي الدكتور فراس إبراهيم الهواري وزير الصحة الأردني، وباسكال سوريوت المدير التنفيذي لشركة استرازينيكا.
وركزت الجلسة على تعميق فهم دور التحالف وطموحه في المنطقة، ودمج استراتيجيات المناخ والصحة في خطط أوسع، إلى جانب استعراض التحديات والاستراتيجيات المتعلقة بتسريع التقدم نحو الرعاية الصحية المستدامة.

كما شملت الفعالية جلسة حوارية ثانية بعنوان "النهوض بالمبادرات المستدامة لأنظمة الرعاية الصحية المقاومة للمناخ"، بمشاركة كل من الدكتور أحمد طه رئيس الهيئة المصرية العامة لاعتماد وتنظيم الرعاية الصحية، والدكتور ستيف هولت المدير والرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي للخدمات الصحية – صحة، والدكتور بسام القديسي رئيس قسم الرعاية الصحية المستدامة باتحاد المستشفيات العربية، والدكتورة إيمان قنديلي رئيس منظمة الصحة العالمية الأفريقية (AGH)، والدكتور وائل الدليمي رئيس مشارك في مركز جيو هب “GeoHealth Hub”.
وناقش المشاركون خلال الجلسة موضوعات دمج البصمة الكربونية المنخفضة في مسارات الرعاية الصحية وبناء أنظمة رعاية صحية مستدامة مناخياً، وتبادلوا الأفكار حول الحلول الملموسة والقابلة للتنفيذ والاستراتيجيات التعاونية التي تهدف إلى تحسين كل من النتائج الصحية والقدرة على التكيف مع المناخ في المنطقة، كما استعرضوا أبرز المبادرات المبتكرة التي تعالج تحديات الصحة والمناخ.

وتحدث المشاركون في الفعالية عن دور دولة الإمارات في تسهيل المناقشات الرامية إلى تعزيز إنشاء أنظمة رعاية صحية مقاومة للمناخ ومستدامة بيئياً، مسلطين الضوء على العلاقة بين تغير المناخ والصحة، مع التأكيد على الحاجة الإقليمية إلى تكامل السياسات والاستراتيجيات، وتعزيز التعاون بين البلدان لابتكار طرق للحد من انبعاثات الكربون في أنظمة الرعاية الصحية وتحقيق أهداف مستدامة في مجال الرعاية الصحية.
واستعرض المشاركون أهم مبادرات الرعاية الصحية المستدامة وأفضل الممارسات في جميع أنحاء المنطقة وكيفية العمل على تعزيز الأنظمة الصحية منخفضة الكربون.

يذكر أن وزارة الصحة ووقاية المجتمع أعلنت في شهر يوليو الماضي عن مشاركتها في رئاسة التحالف من أجل إحداث تحول في مجالي المناخ والصحة ATACH، والذي أطلقته منظمة الصحة العالمية خلال مؤتمر الأطراف (COP26) الذي نُظم في مدينة جلاسكو- المملكة المتحدة عام 2021، حيث يعد هذا التحالف منصة تطوعية عالمية للبلدان الملتزمة ببناء أنظمة صحية مستدامة ومنخفضة الكربون وقادرة على التكيف مع تغيّر المناخ، وذلك بقيادة منظمة الصحة العالمية.
ويدعم التحالف العمل المشترك للدول الأعضاء في المنظمة والمؤسسات الحكومية والجهات الفاعلة غير الحكومية لتعزيز دمج الإجراءات المتعلقة بالتغيرات المناخية والصحة في الخطط الوطنية والإقليمية والدولية.