"مزرعة مدينة إكسبو" .. رسالة جديدة للإمارات في "COP28" لمواجهة التغير المناخي
الظفرة/
تضم نماذج من نباتات محلية وعالمية، وأنواعا من الزراعات المقاومة للتصحر والظروف المناخية القاسية وشح المياه، وتقدّم حلولاً تقنية مبتكرة، وتقع على مساحة تتجاوز 1700 متر مربع، وتتمتع بالقدرة على إنتاج ما يقرب من ثلاثة أطنان من المواد الغذائية في الموسم الواحد، كما تتميز بمساحات مظللة بألواح الطاقة الشمسية، وتستخدم الفحم الحيوي والأسمدة الطبيعية وتجمع تقنية تحويل الرطوبة الجوية إلى ماء صالح للشرب والري، إضافة إلى استخدام بقايا القهوة التي تجمع من المقاهي لزراعة الفطر.
إنها "مزرعة مدينة إكسبو دبي"، الكائنة في المنطقة الخضراء بمؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ "COP28" التي تم إطلاقها على هامش فعاليات "المنطقة" لتحمل رسالة جديدة من الإمارات إلى العالم بمواجهة التغير المناخي عبر الزراعة المتطورة، ولتقدم حلولاً ابتكارية وجديدة في مجال الزراعة، مستهدفة تغيير الأنماط الزراعية للنباتات والخضراوات والفواكه، حيث تسهم الزراعة التقليدية حالياً بثلث الانبعاثات الكربونية عالمياً.
وتتميز المزرعة بمساحات مظللة بألواح الطاقة الشمسية لاستضافة ورش العمل التعليمية ومحادثات الاستدامة مع الخبراء، وتضم حقولاً من النباتات ومبان للتكنولوجيا الزراعية، وقاعات مجهزة تجرى فيها الحوارات اليومية من العاشرة صباحاً وحتى العاشرة مساء خلال "COP28"، وتستعرض فيها صورة المستقبل الزراعي ونتائج التوجهات الحديثة في الزراعة على المناخ وصحة الإنسان.
وقالت مي شلبي، مديرة استدامة في مدينة “إكسبو دبي” إن مؤتمر المناخ "COP28" شكل فرصة لإطلاق "مزرعة مدينة إكسبو"، لتعريف العالم بالحلول الزراعية المستدامة للحفاظ على البيئة وصحة الإنسان"، موضحة أن المزرعة تضم زراعات مختلفة تتركز في الزراعات الملائمة للدول الصحراوية والتي تستهلك مياها أقل.
واستعرضت ما تضمنته المزرعة من خَضْراوات وبقوليات ونباتات صحراوية وطبية، إضافة إلى مزارع داخلية عمودية، وكذلك الزراعة المائية التي تعيد تدوير المياه، وتكنولوجيا استخلاص المياه من الجو واستخدامها للشرب أو ري الزراعات وهي أحد الحلول لأزمة المياه في العالم، فضلاً عن مزرعة فطر عالي القيمة الغذائية وقليل الاحتياج للمياه.
وأفادت بأن مزرعة مدينة "إكسبو دبي" هي مبادرة تتبنى الزراعة المتجددة كنهج لتحسين الموارد وعدم استنزافها بهدف مواجهة التحديات البيئية للزراعة التقليدية، وذلك في ظل ندرة المياه والمناخ الحار والتوسع الحضري.
وقالت شلبي: " تدعو مبادرة "مزرعة مدينة إكسبو دبي" جميع أفراد المجتمع إلى الانضمام لتجربة تفاعلية ممتعة للتعرف على قدرات تخزين الكربون في التربة وإظهار كيف يمكن للمدن النامية الاعتماد على الأغذية المحلية لتحقيق الوفرة دون هدر".
وأوضحت أن المزرعة تعمل على توضيح مفهوم النظم الغذائية المستدامة، بما يتماشى مع الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2051، كما تشكل نموذج اختبار للحلول المناخية التي تقدمها مدينة "إكسبو دبي" وتجسيداً لإيمانها بأن الابتكار والتعاون مع مساهمات الشركاء المحليين والدوليين يمكن أن يدفعوا التقدم نحو مستقبل أفضل للناس وكوكب الأرض.
وأضافت أن المزرعة توفر فرصة مشاهدة اختبار عملية النمو لأكثر من 30 نوعاً من المحاصيل، بما في ذلك الفواكه والخضراوات والحبوب والبقوليات والأعشاب الطبية، في 16 قطعة أرض خارجية من "إماراتس بيو فارم"، كما تضم مزرعة عمودية داخلية للزراعة المائية من شركة "أليسكا لايف" وهي قادرة على إنتاج ما يصل إلى 12 كجم من الخضروات يومياً.
وأفادت شلبي، بأن مزرعة مدينة "إكسبو دبي" تستخدم الفحم الحيوي المستدام، والأسمدة الطبيعية لتعزيز التربة وتغذية المحاصيل، فضلاً عن استخدام بقايا القهوة التي تجمع من المقاهي لزراعة الفطر، وتوفر حلاً مبتكراً للمياه في البيئات القاحلة، حيث تجمع تقنية "مونتانا تكنولوجي" الرطوبة من الجو وتحولها إلى ماء، مما يجعل الغلاف الجوي مصدراً مائياً متجدداً.