"COP 28" .. مشروع جامعي بحثي حول شبكات التوزيع الذكية وتسريع انتقال الطاقة
الظفرة/
نفذ فريق من جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي مشروعا بحثيا يعتمد مقاربة جديدة لتطوير نماذج ذكاء اصطناعي وفق “التعلم الموحد و” التعلم المعزز" بهدف الارتقاء بشبكات التوزيع الذكية للطاقة وجعلها أكثر أماناً وكفاءة وموثوقية.وسلطت الجامعة الضوء على مشروعها البحثي خلال مشاركتها ضمن جناح "التعليم الأخضر" "إرث من أرض زايد" بمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP28" في مدينة إكسبو دبي.
وعمل الفريق على هذا المشروع بناء على معطيات عديدة منها أنه لضمان الانتقال الناجح نحو استخدام الطاقة المتجددة، سيكون العالم بحاجة ماسة إلى تطوير جيل جديد من البنى التحتية تكون قادرة على نقل الطاقة الكهربائية وتوزيعها بما يتلاءم مع متطلبات شبكات التوزيع المعتمدة على مصادر الطاقة المتجددة ما يجعل تطوير شبكات توزيع ذكية أمراً أكثر إلحاحاً.
وتتميز شبكات التوزيع الذكية بمرونة تجعلها قادرة على ملاءمة إمكاناتها لتلبية الطلب المتزايد والاستجابة لتقلبات العرض والطلب على الطاقة، كما تعزز هذه المرونة أيضاً قدرة هذه الشبكات على مراقبة مستويات تدفق الطاقة، وقياسها، وتقييمها في الوقت الحقيقي لتجنب حدوث أية أعطال قد تؤدي إلى انقطاع الكهرباء على نطاق واسع.
وعمل الفريق البحثي بقيادة البروفيسور مارتن تاكاش، نائب رئيس قسم تعلم الآلة، والأستاذ المساعد في القسم نفسه بالجامعة على تقنية جديدة تجمع بين "التعلم الموحد" و"التعلم المعزز" في آن واحد من أجل رفع كفاءة شبكات التوزيع الذكية وتعزيزها بالإضافة إلى ضمان الحفاظ على سرية بيانات المستخدمين في الوقت نفسه.
ويعد "التعلم المعزز" نوعا من طرق تعلم الآلة الذي يقوم بتدريب الخوارزميات على التعلم اعتماداً على بيئتها المباشرة، بينما "التعلم الموحد" يعتمد نهجاً لا مركزياً لا يتطلب الوصول المباشر إلى البيانات؛ وإنما يقوم باستخدام البيانات الأولية المجمعة من أكثر من مكان ومعالجتها في مصدرها، سواءً تعلق الأمر بهاتف أو حاسوب محمول أو منظم حرارة أو حتى قمر صناعي ، وستتمكن الجامعة بهذه المقاربة الجديدة من الوصول إلى مورد بيانات لم يسبق الوصول إليها أو استغلالها من قبل.
و تم اعتماد استخدام "التعلم الموحد" بنجاح في قطاع الرعاية الصحية، حيث مكن الشركات من تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي اللامركزية دون الحاجة إلى مشاركة السجلات الطبية أو انتهاك خصوصية المرضى.
ويُظهر العمل البحثي بقيادة البروفيسور تاكاش، إن هذه التقنية قادرة على المساعدة في تطوير نوع جديد من البنية التحتية الخاصة بتوزيع الكهرباء القادرة، ليس فقط على الاستفادة من الفوائد المتصلة بمصادر الطاقة المتجددة، بل وكذلك تشجيع المستهلكين على تبني خيارات أكثر استدامة.
وقال نيكولا موريسيو كوادرادو أفيلا، طالب الدراسات العليا ضمن الفريق البحثي إنه إذا توفرت لدينا البيانات التي تمكننا من فهم كيفية استهلاك المستخدمين للكهرباء، فيمكننا أيضاً استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي للمساعدة في تغيير العادات الاستهلاكية.وقد نشرت "وكالة الطاقة الدولية" في سبتمبر 2023 إصداراً محدثاً لتقرير عام 2021 المعنون بـ: "تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050: خريطة طريق لقطاع الطاقة العالمي" كجزء من دعمها لعملية التقييم العالمي.
وخلصت "وكالة الطاقة الدولية" في التقرير نفسه إلى أن "تعزيز مستويات استخدام مصادر الطاقة المتجددة، وتحسين كفاءة الطاقة، وخفض انبعاثات غاز الميثان، وزيادة الكهرباء باستخدام التقنيات المتاحة اليوم سيسهم في خفض الانبعاثات بأكثر من 80 في المائة بحلول عام 2030".