عاجل

تحديات "الغذاء والزراعة والمياه" تبحث عن الحلول في COP28

الظفرة

الظفرة/

تواجه ثلاثية "الغذاء والزراعة والمياه"، تحديات كبيرة على مستوى العالم في ظل تغير المناخ وأثره الكبير على القضايا الثلاثة وتأثره بها.ويأتي مؤتمر الأطراف COP28 كخطوة مهمة، حيث يوفر فرصة لمناقشة هذه التحديات وتبادل الأفكار حول الحلول الممكنة.
وشهد اليوم الحادي عشر من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة للمناخ COP28، نقاشات ركزت على "الغذاء والزراعة والمياه" باعتبارها العناوين العريضة التي اندرجت تحتها العشرات من الجلسات، بدءاً من حالة المزارعين، مروراً بقضايا التمكين لمنح السكان المحليين والمزارعين القدرة على الصمود، وصولاً إلى بحث قضايا تسريع النظم الغذائية، ودور الابتكار والذكاء الاصطناعي في توجيه الدفة نحو قطاعات أكثر استدامة.
و سعت النقاشات إلى توصيف وإيجاد الحلول للتحديات التي يمر بها العالم فيما يخص الزراعة والمناخ، فإحدى الجلسات بحثت قضية المزارعين باعتبارهم يعانون أكثر من غيرهم من آثار تغير المناخ ويمكن أن يساهموا بشكل كبير في القدرة على الصمود والتخفيف من آثاره، ولكنهم غالبا ما يتم تهميشهم في صنع السياسات المناخية. 
و شهد اليوم حواراً وزارياً ناقش قضية بناء نظم غذائية قادرة على مقاومة المياه، فيما بحثت جلسات أخرى دور الرقمنة والذكاء الاصطناعي في التكنولوجيا الزراعية، والآثار طويلة المدى لتنفيذ الابتكارات الجريئة، مما يلهم رؤية مستقبلية لمستقبل النظم الغذائية العالمية.
وأسهمت بعض الجلسات والنقاشات في تسليط الضوء على بعض المبادرات العالمية ودور بعض الجهات الداعمة لتمكين ودعم الزراعة المستدامة في العديد من المناطق، مثل جلسة سلطت الضوء على بنوك التنمية المتعددة الأطراف والحكومات والجهات الفاعلة في القطاع الخاص والمبتكرين لإنشاء نظام بيئي تمكيني لدعم الزراعة المستدامة في أفريقيا، وجلسة أخرى سلطت الضوء على تطبيق التقنيات الزراعية الذكية والمرونة المناخية داخل بعض البلدان الآسيوية.
و بحثت جلسات أخرى قضايا تعزيز القدرات الزراعية من خلال الحلول القائمة على الطبيعة، والعمل مع الطبيعة من خلال الابتكارات والتقنيات الجديدة، وقضايا تسريع القدرة على الصمود في المناطق الحضرية، والتمويل والشراكات بين القطاعين العام والخاص لتحويل النظام الغذائي.
و تقول منظمة الأغذية والزراعة في الأمم المتحدة، ينبغي للنظم الزراعية والغذائية أن تكون في صلب العمل المناخي، كما تشير إلى أن الممارسات الزراعية المستدامة تقود إلى توفير المياه، والحفاظ على التربة، والإدارة المستدامة للأراضي، والحفاظ على الموارد الطبيعية، وفوائد النظام البيئي وتغير المناخ.
ووفق "تحالف المناخ والهواء النظيف" التابع لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، فإن تغير المناخ وتلوث الهواء بشكل متزايد يهدد إنتاج الغذاء وإمداداته، والحد من الانبعاثات الزراعية من الملوثات المناخية قصيرة العمر، مثل الميثان والكربون الأسود، أمر حيوي إذا كان العالم سيحافظ على ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية بحلول نهاية القرن.
ويقول التحالف "إن التقديرات تشير إلى أن الزراعة والغابات واستخدامات الأراضي الأخرى مسؤولة عن حوالي 23% من جميع غازات الدفيئة المنبعثة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك ما يقرب من 40% من انبعاثات الكربون الأسود العالمية ونصف انبعاثات الميثان من صنع الإنسان".
و بحسب البنك الدولي، يؤدي النمو السكاني العالمي وتغير الأنماط الغذائية إلى زيادة الطلب على الغذاء، ويزداد التحدي حدة بسبب ضعف الزراعة غير العادي أمام تغير المناخ، وتعتبر الزراعة أعاملاً له تأثير مهم على مشكلة تغير المناخ.
ويشير إلى الزراعة الذكية مناخياً كنهج متكامل لإدارة المناظر الطبيعية، باعتبارها تسهم في زيادة الإنتاجية، وزيادة القدرة على الصمود وتقلص الانبعاثات في نفس الوقت.
وفي حديثه لـ"وام"، قال أناند إيثيراجالو، مدير مشروع Cauvery Calling إحدى أكبر الحركات البيئية غير الحكومية التي يقودها المزارعون على مستوى العالم، "في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ COP28، يمكننا أن نرى الزخم الذي نحققه للزراعة المتجددة وغيرها من الممارسات الزراعية المستدامة".
وأفاد بأن التقديرات تشير إلى ان ما بين 23 إلى 27% من الانبعاثات تأتي من الزراعة، لافتاً إلى أن الزراعة هي واحدة من أكثر القطاعات تأثيراً على البيئة.
ولفت إلى أن الزراعة أصبحت غير مجدية من الناحية المالية بالنسبة لقطاع كبير من المجتمع والمزارعين، مشيراً على سبيل المثال إلى دراسة حديثة تقول إن تكلفة الزراعة في الهند ارتفعت بمقدار 8 مرات في العقود الثلاثة الماضية، فيما أسعار المواد الغذائية ارتفعت مرتين إلى ثلاث مرات فقط.
وأشار إلى أن المعادلة غير متناسبة ولضمان استمرار الزراعة واستدامتها يجب التركيز والعمل على تقليل تكلفة الزراعة بالنسبة للمزارعين.
وأكد على أهمية ممارسات الزراعة المتجددة في هذا السياق والتي لن تجلب المزيد من الدخل للمزارع فحسب، بل ستؤدي أيضاً إلى تحسين التربة التي تمثل الثروة الوحيدة التي ستستمر فيها الزراعة للأجيال القادمة.