عاجل

4 رؤساء دول يستعرضون على منصة القمة العالمية للحكومات خطط بلدانهم للتنمية الشاملة

الظفرة

الظفرة/

كشف كل من فخامة أندريه راجولينا، رئيس جمهورية مدغشقر، وفخامة محمد مويزو، رئيس جمهورية المالديف، وفخامة بريثفيراجسينج روبون، رئيس جمهورية موريشيوس، وفخامة وافل رامكالاوان، رئيس جمهورية سيشل، اليوم الثلاثاء، عن خطط تنموية شاملة لمواجهة التحديات التي تواجهها دولهم ولدعم اقتصاداتها.
جاء ذلك في جلسة رئيسية، ضمن أعمال اليوم الثاني من القمة العالمية للحكومات 2024، التي تستضيفها دبي من 12 إلى 14 فبراير تحت شعار "استشراف حكومات المستقبل".
(مدغشقر.. خطة تنموية شاملة)
وقال فخامة أندريه راجولينا، رئيس جمهورية مدغشقر، إن بلاده ركزت لمواجهة التحديات وسد الفجوة التنموية المتراكمة على مدى أكثر من 60 عامًا، على عدة قطاعات أساسية، مؤكداً أن الزراعة تمثل أحد القطاعات ذات الأولوية لاسيما وأن 80% من سكان مدغشقر يعيشون في المناطق الريفية.
وأكد أن قطاع الطاقة يعد أحد الركائز الأساسية لعملية التنمية، إلا أن التكلفة العالية للكيلوواط/ساعة تجعل من الصعب الوصول إلى الكهرباء وتبطئ التنمية، خاصةً وأن 23% فقط من السكان يحصلون على الطاقة، متابعا: "لذلك سنقوم بتسريع عملية تحول الطاقة في مدغشقر، وفي الأشهر المقبلة، سيتم إنشاء 60 حديقة للطاقة الشمسية في 119 منطقة في جميع أنحاء الجزيرة؛ الأمر الذي يمثل خطوة كبيرة نحو الطاقة الخضراء النظيفة والمتجددة".
وأضاف: "من خلال برنامج أطلقناه باسم (الضوء في كل منزل)، ستوفر 4 ملايين أسرة نحو 2 إلى 4 دولارات شهرياً، أي توفير ما يقرب من 960 مليون دولار على مدى 5 سنوات، بما يؤدي إلى تحسن في الحياة اليومية لكل أسرة، كما يساهم في تسريع وتيرة النمو الاقتصادي في البلاد".
وواصل: "في مجال الصحة، قامت مدغشقر بإصلاحات هيكلية كبيرة على مدى السنوات الخمس الماضية، إذ إن مشكلة نقص البنية التحتية للمستشفيات تسببت في فقدان الكثيرين لحياتهم بسبب صعوبة الوصول إلى المشافي"، كاشفاً عن أن مدغشقر منذ استقلالها عام 1960 لم يكن بها سوى 18 مستشفى جامعيًا لعدد سكان يزيد عن 28 مليون نسمة.
وفيما يخص مجال التعليم، أكد فخامة رئيس مدغشقر، أن حكومته بنت 4198 فصلاً دراسيًا لتعليم أكثر من 200 ألف طالب في 5 سنوات فقط، فيما تم تجهيز المدارس بالكتب التعليمية والأدوات وأجهزة الحواسيب، كما تم إنشاء المقاصف المدرسية.
وكشف عن أنه يجري التعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال الرقمنة من خلال المدرسة الرقمية ومبادرة المبرمجين التي ستقوم بتدريب أكثر من مليون شاب على التقنيات الجديدة، بما يعزز من الوصول إلى سوق العمل ويساهم في استيعاب معدل البطالة.

(سيشيل .. الاقتصاد الأزرق)
وكشف فخامة وافل رامكالاوان، رئيس جمهورية سيشيل، أن بلاده أطلقت عدداً من المبادرات التي تهدف إلى ضمان ممارسات السياحة المستدامة مع الموازنة بعناية بين الحفاظ على البيئة والازدهار الاقتصادي.
وأضاف: "من الأمور الرئيسية في نهج سيشيل هو التزامها بالاقتصاد الأزرق، والذي يتضمن تخصيص جزء كبير من الأراضي البحرية للبلاد كمناطق محمية، بما في ذلك المتنزهات والمحميات البحرية، إذ تعتبر هذه الجهود حاسمة في الحفاظ على التنوع البيولوجي وحماية النظم البيئية البحرية للأجيال القادمة".
وتابع رئيس سيشيل: "علاوة على ذلك، أنشأت سيشيل علامة سيشيل للسياحة المستدامة (SSTL)، وهو برنامج لإصدار الشهادات يعترف بأماكن الإقامة السياحية والمُشغلين والخدمات التي تلتزم بالممارسات المستدامة مثل الإدارة الفعالة للنفايات والحفاظ على الطاقة والمشاركة المجتمعية".
وأوضح رامكالاوان أنه في إطار سعي دولته لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري والتخفيف من الآثار البيئية، استثمرت سيشيل في مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
وقال: "علاوة على ذلك، قطعت سيشيل خطوات كبيرة في حماية تنوعها البيولوجي الفريد من خلال استعادة الموائل، ومكافحة الأنواع الغازية، وبرامج حماية الأنواع".
ولفت إلى أن سيشيل تعطي الأولوية أيضًا للسياحة الثقافية من خلال مبادرات مثل العلامة التجارية Creole Rendezvous، التي تقدم للزوار تجارب غامرة لتقدير الثقافة المحلية.

(موريشيوس .. مدن ذكية ومخاوف من تغيُّر المناخ)
بدوره، قال فخامة بريثفيراجسينج روبون، رئيس جمهورية موريشيوس، إن أحد التحديات الرئيسية التي تواجهها العديد من البلدان النامية هو التوسع الحضري السريع الناجم بشكل رئيسي عن الهجرة الداخلية.
وأضاف فخامته: "بالنسبة للدول الصغيرة النامية مثل موريشيوس، تمثل التنمية الحضرية تحديًا كبيرًا لتحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والعدالة الاجتماعية والاستدامة البيئية".
وذكر رئيس موريشيوس أن النمو السكاني في مساحة محدودة يمثل مهمة شاقة في توفير البنية التحتية الأساسية والخدمات الأساسية مثل السكن اللائق والمياه والطاقة، ويضع هذا ضغطًا إضافيًا على النظم البيئية والمناطق الزراعية الهشة بالفعل والتي تتفاقم بسبب التأثير السلبي لتغير المناخ، مؤكداً أن هذه الظاهرة الحتمية تتطلب نقلة نوعية في استراتيجيات التنمية الحضرية لدينا، وأصبح الطلب على الحلول المبتكرة أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.
وأوضح فخامته أنه "بهدف ضمان الشمولية والنمو المستدام، هناك حاجة إلى العدالة المناخية في وقت الطوارئ؛ فبدلاً من الناتج المحلي الإجمالي، فإننا نرغب بشدة في أن يصبح الضعف المناخي معياراً للتمويل الميسر من خلال آليات التمويل غير المناخية".
وقال: "لتحقيق هدف التنمية المستدامة بشأن تعزيز التوسع الحضري الشامل والمستدام، وضعت موريشيوس خططًا لتشجيع الاستثمار الخاص في تطوير المدن الذكية، والتي تدور حول مفهوم العمل والعيش والترفيه". 
(المالديف .. مرونة وفرص هائلة)
من جانبه، قال فخامة محمد مويزو، رئيس جمهورية المالديف، إن دبي تقف بمثابة شهادة عالمية للتقدم المثير للإعجاب على مدى عقود قصيرة، عبر تسليط الضوء على العديد من أفضل ممارسات الحوكمة وخدمات المواطنين الأكثر ابتكارًا.
وذكر فخامته، أن جزر المالديف لم تكن ملاذاً للجمال الطبيعي فحسب، بل تبنت أيضًا نهجًا ثاقبًا للتقدم، مضيفاً: "رؤيتي لجزر المالديف هي الاستفادة من هذه المرونة والفرص الهائلة التي يتيحها موقعنا الجغرافي الاستراتيجي؛ فجزر المالديف تتطلع إلى الأمام وفق رؤية شاملة ومبتكرة وتحتضن التنمية المستدامة".
وأضاف أن "التوقعات لعام 2024 تبدو واعدة، حيث أظهر عدد السياح في المالديف نمواً بنسبة 11 % في الشهر الأول مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، ومن المتوقع أن تحقق البلاد 2 مليون سائح هذا العام".
وواصل: "في إطار جهودنا لتوسيع قطاع السياحة لدينا، نخطط لإدخال السياحة البيئية، والسياحة الرياضية، والسياحة التعليمية، وسياحة الاستشفاء، في إطار مفهوم اقتصاد الزائر".
يُذكر أن القمة العالمية للحكومات تشهد في نسختها الحالية حضور أكثر من 4000 متخصص من 140 حكومة و85 منظمة دولية و700 شركة عالمية، لبحث التوجهات المستقبلية العالمية الكبرى، خلال أكثر من 110 جلسات رئيسية حوارية وتفاعلية، يتحدث فيها 200 شخصية عالمية، إضافة إلى عقد أكثر من 23 اجتماعاً وزارياً وجلسة تنفيذية بحضور أكثر من 300 وزير.