عاجل

"قمة الحكومات".. البروفيسور إيان بيغ يدعو إلى عدم الخوف من التطور التكنولوجي

الظفرة

الظفرة/

قال البروفيسور إيان بيغ، من كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، إن على البشرية أن تتغلب على المخاوف من التغييرات ومن التكنولوجيا والتطور، داعيا لقراءة تلك التطورات في ضوء نظيراتها التي حدثت سابقا كالثورة الصناعية الأولى.
جاء ذلك في جلسة حملت عنوان "هل سينجو العالم في القرن القادم؟"، حاوره فيها جون ديفتيريوس، أستاذ إدارة أعمال بجامعة نيويورك - أبوظبي، ضمن فعاليات اليوم الثاني من القمة العالمية للحكومات 2024 التي تستضيفها دبي خلال الفترة من 12 إلى 14 فبراير تحت شعار "استشراف حكومات المستقبل".
وللإجابة على السؤال عن عنوان الجلسة قال بيغ: "يمكنني أن أختصر إجابتي بنعم، وأضع تحتها عدة خطوط"، مؤكداً أن لديه خبرات متراكمة تجعله قادراً على قراءة المستقبل من خلال تسلسل الأحداث منذ الثورة الصناعية الأولى، وأضاف: "تطورت الصناعات بشكل ملحوظ خلال الخمسين عاماً الماضية، وانعكست هذه التغيرات الاقتصادية على المجتمع محدثة الكثير من التغيرات الاجتماعية، فعلى سبيل المثال تغيرت الكثافة السكانية من منطقة لأخرى".
وأضاف: " لا ننكر أهمية النمو الاقتصادي، لكن كي نتمكن من قراءة المستقبل علينا التركيز على المجتمعات، التي تسعى جاهدة مهما كانت الظروف والتغيرات للحفاظ على هويتها، لذا لابد من الحرص دائماً على تحقيق العدالة، وأن تحرص الحكومات على سن تشريعات من شأنها ضمان سير الأمور بطريقة مفيدة ومنظمة، والاستفادة من أهم نقاط التحول التي يشهدها العالم ضمن أقل الخسائر الممكنة، ومن أهمها مثلاً الحروب والنزاعات، حيث ينبغي أن تتركز الجهود على التقدم الطبي لعلاج الأمراض والجروح الناجمة عن إصابات الحروب، والاستفادة من أحدث الاختراعات في المجال الطبي".

- 3 نماذج للاستفادة من التطور.
وشرح البروفيسور إيان بيغ: "سيكون من المفيد أن أعرض عليكم ثلاثة نماذج من شأنها تسليط الضوء على فكرة الاستفادة من التطور التكنولوجي بشكل إيجابي، وهي اختراع السفن الضخمة الناقلة للبضائع، والتي قلصت من تكلفة الشحن عبر العالم لأقل من عشرين مرة، وأحدثت ثورة حقيقية في عالم التجارة، وبالتالي انعكست بشكل إيجابي على طبيعة الحياة المجتمعية، وهناك نموذج آخر وهي كاتالين كاريكو التي حصلت على جائزة نوبل 2023 في الفسيولوجيا والطب لاكتشافها لقاح لفيروس كوفيد 19، والنموذج الثالث هو اختراع الحواسيب في ثمانينات القرن الماضي ومن ثم انتشار الهواتف النقالة وشبكات الإنترنت التي غيرت جذرياً نمط حياة المجتمعات في جميع أنحاء العالم".

- ملامح المرحلة القادمة.
وتابع: "عندما نتساءل عن ملامح المرحلة القادمة، علينا أولاً أن نتساءل عن مدى مرونة القادة السياسيين في العالم، وقدرتهم على قراءة المستقبل بشكل صحيح والعمل على سن قوانين ووضع تشريعات تنتصر لإيجابيات التكنولوجيا، فيمكننا مثلاً أن نلاحظ أنه في بداية الثورة الصناعية كان هناك من يرفض وجود الآلات، وكانوا يظنون أنها ستفقدهم وظائفهم، ولكن في الواقع فإن هذه الثورة جعلت الحياة أسهل وأفضل".
وأضاف: "في الوقت الحالي نلاحظ أن هناك من يرفض وجود الروبوتات في حياتنا، ويعتقدون أيضاً أنها ستفقدهم وظائفهم، ولكن لنعطي مثالاً عن أهميتها، ففي دولة تعاني من ارتفاع نسبة الشيخوخة مثلاً كاليابان، يمكن للروبوتات أن ترافق كبار السن وترعاهم، ولاحظنا جميعاً كيف أسهمت سرعة العلماء والأطباء في اختراع لقاحات لكوفيد 19 في الحد من انتشار هذا الوباء، وسرعة عودة الحياة لطبيعتها السابقة".
- التركيز على الإيجابيات.
في ختام الجلسة، قال البروفيسور إيان بيغ: "إن في كل أمر جديد نجهله، هناك فرص كثيرة متاحة، وعلى أصحاب القرار امتلاك مهارات التركيز على الإيجابيات، والعمل دون خوف أو قلق، وترتيب الأولويات، ففي كل مكان في العالم تختلف الاحتياجات والمتطلبات، فالتعليم قد يكون هو الأولوية في بلد ما، وقد يكون تمكين المرأة مثلاً هو الأهم في بلد آخر، والمهم هو التغلب على مخاوفنا من التغييرات ومن التكنولوجيا والتطور".
يُذكر أن القمة العالمية للحكومات تشهد في نسختها الحالية؛ حضور أكثر من 4000 متخصص من 140 حكومة و85 منظمة دولية و700 شركة عالمية، لبحث التوجهات المستقبلية العالمية الكبرى، خلال أكثر من 110 جلسات رئيسية حوارية وتفاعلية، يتحدث فيها 200 شخصية عالمية، إضافة إلى عقد أكثر من 23 اجتماعاً وزارياً وجلسة تنفيذية بحضور أكثر من 300 وزير.