مشاركة عالمية واسعة في قمة "AIM للاستثمار 2024"
الظفرة/
شهدت فعاليات الدورة الثالثة عشرة من قمة AIM للاستثمارالتي انطلقت اليوم في العاصمة أبوظبي حضوراً لافتاً من رؤساء دول ووزراء ومسؤولين حكوميين وصناع قرار من مختلف دول العالم، بالإضافة إلى نخبة المستثمرين وكبرى شركات الأعمال والشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة، والمنظمات الدولية، وعدد كبير من الزوار من أكثر من 175 دولة حول العالم.
وتعقد القمة تحت شعار "التكيف مع تحول المشهد الاستثماري: تسخير إمكانات جديدة لتطوير التنمية الاقتصادية عالميًا "، و تمتد على مدار 3 أيام حتى 9 مايو 2024، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض ويتم تنظيمه بدعم من وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، ودائرة التنمية الاقتصادية - أبوظبي "الشريك الرئيسي"، في يومه الأول
وشمل برنامج افتتاح القمة في يومها الأول إلقاء مجموعة من الكلمات الرئيسة والجلسات النقاشية المباشرة لصناع السياسات العليا وكبار رجال الأعمال، بهدف تبادل المعارف والخبرات والرؤى مع المشاركين حول كيفية التكيف مع تحولات المشهد الاستثماري العالمي وإيجاد الحلول لمواجهة التحديات.
وفي كلمة رئيسية، أشار أندريه راجولينا، رئيس جمهورية مدغشقر، إلى الرؤية الاستراتيجية لبلاده للنمو الاقتصادي والتنمية المستدامة، مشدداً على أهمية الشراكات الاستراتيجية والاستثمار، و إمكانات مدغشقر الغنية كسوق ناشئة ودورها المحوري في ديناميات التجارة الإقليمية.
وقال: "لقد اعتمدنا قانوناً جديداً للتعدين يتضمن إجراءات وتدابير تحفيزية بهدف تعزيز التزامنا بإطار تنظيمي متين يسهم في تشجيع الاستثمارات المسؤولة، وفي هذا الصدد، نحن فخورون بالإعلان عن تعاوننا مع دولة الإمارات العربية المتحدة للافتتاح المرتقب لأول مصفاة للذهب في مدغشقر، وهي خطوة كبيرة في مجال تطوير صناعة التعدين لدينا."
وتحت عنوان "عصر المرونة: الاستثمارات العالمية 2024 - 2025 حاجة ملحة إلى المرونة والصمود"، انطلقت مناظرة القادة العالميين، التي شهدت مشاركة نخبة من المتحدثين رفيعي المستوى الذين قدموا وجهات نظر ثاقبة حول التنمية الاقتصادية والتكنولوجيا والاستثمار والنمو الإقليمي.
وأشار المشاركون إلى ما أبدته الأسواق الخاصة خلال السنوات القليلة الماضية، من مرونة ملحوظة واستخدام طرق مبتكرة في مواجهة التحديات غير المسبوقة، بدءاً من الوباء إلى التحول الرقمي، ومن أزمة المناخ إلى التوترات الجيوسياسية. كما تم تسليط الضوء على ضرورة القدرة على التكيف والتطور للبقاء في الطليعة، خلال التصدي للتحديات المستمرة، ومنها التضخم، وارتفاع أسعار الفائدة، وارتفاع تكاليف تمويل الديون، وتقلبات الأسواق العامة، وتعطل سلسلة التوريد، وتحديات العمل، فضلاً عن أهمية توجيه رؤوس الأموال لاغتنام الفرص الناشئة عالمياًَ خلال عامي 2024-2025.
وتناول الجزء الثاني من مناظرة القادة العالميين تحت عنوان "عصر المرونة: التوجهات الصناعية والتكنولوجية الكبرى واتجاهات وتوقعات الاستثمار 2024"، أهمية الثورة الصناعية الرابعة وتأثيرها على تدفقات الاستثمار ومشهد الأعمال. كما تم بحث استراتيجيات التعامل مع التطورات التكنولوجية المبتكرة والمتسارعة، وكيفية تسخير الفرص التي تتيحها الابتكارات ومواجهة التحديات المصاحبة.
وقال إسماعيل الشاهين، المدير التنفيذي والرئيس التنفيذي للرابطة العالمية لوكالات ترويج الاستثمار،: “ تلعب وكالات ترويج الاستثمار دوراً محورياً في التنمية الاقتصادية، نظراً لقدرتها على تبسيط إجراءات الترخيص والاستفادة من التكنولوجيا لجذب الاستثمارات، وفي الوقت ذاته لا يمكن إنكار أهمية التقدم التكنولوجي في تبسيط العمليات وتسهيل مشاركة المستثمرين”.
من جانبه، قال سعادة كلافر جاتيتي، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والأمين التنفيذي للجنة الاقتصادية لأفريقيا: "تحظى أفريقيا بأهمية كبيرة في التنمية الاقتصادية العالمية، لا سيما في توفير المواد الخام الأساسية للتقدم التكنولوجي. تحتاج أفريقيا إلى الانتقال من مورد للمواد الخام إلى مركز صناعي".
إلى ذلك، سلَط سعادة جمال الجروان، الأمين العام لمجلس الإمارات للمستثمرين بالخارج، الضوء على تأثير جائحة كوفيد-19 على الشركات، مشدداً على الحاجة إلى التكيف وزيادة الاعتماد على التكنولوجيا، ومشيداً بجهود التنويع الاقتصادي التي تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة وتحولها إلى مركز حيوي يجذب اهتمام كبير من المستثمرين في مختلف القطاعات.
وأما سمير عبدالله ناس، رئيس اتحاد الغرف العربية ورئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين، فقد سلط الضوء على التحديات والفرص المرتبطة بالتكيف مع التقنيات الجديدة لتحقيق النمو الاقتصادي.
ومن جانبه، أكد سعادة جونغ سوك بارك الأمين العام لـ" weGo"على أهمية تطوير المدن الذكية في مواجهة التحديات المعاصرة مثل تغير المناخ والكوارث الطبيعية، وسلط الضوء على التحول من مبادرات الحكومة الإلكترونية التقليدية إلى التركيز المجتمعي الأوسع، مع الاعتراف ببداية الثورة الصناعية الرابعة، مشدداً على الحاجة إلى الشمول الرقمي والدعم الحكومي لتسهيل تطوير المدن الذكية، وضمان معالجتها للمخاوف البيئية والاجتماعية والحوكمة مع سد الفوارق الاقتصادية.
وانطلقت الجلسات النقاشية والاجتماعات لتغطية محاور قمة AIM للاستثمار الرئيسة لتشمل، محور الاستثمار ومحور الابتكار والتكنولوجيا ومحور الشركات الناشئة واليونيكورن ومحور الشركات الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال، ما وفر منصة شاملة لاستكشاف مستقبل الاستثمار العالمي عبر استعراض أحدث الاتجاهات والابتكارات عبر مختلف المجالات.
كما انطلقت فعاليات منتدى مستقبل التمويل الذي يجمع على مدار 3 أيام نخبة من الخبراء لاستكشاف دور التقنيات المتطورة مثل البلوك تشين والجيل الثالث للإنترنت Web3 والعملات الرقمية والذكاء الاصطناعي، في تعزيز الوصول المالي والاستقرار والاستدامة.
وناقش منتدى الاستثمار الصيني القطاعات الناشئة والابتكارات التكنولوجية، ويقدم المنتدى رؤية شاملة لمشهد الأعمال في الصين، لتعزيز التعاون بين أصحاب المصلحة والمساهمة في دعم الجهود العالمية لتحقيق التنمية المستدامة.
وتخلل اليوم الأول اجتماع المائدة المستديرة للمنظمات الإقليمية والدولية، بهدف استكشاف مستقبل التعاون الإقليمي العالمي من خلال تبادل الأفكار والرؤى بين كبار صناع القرار في المنظمات الإقليمية، فضلاً عن مجموعة من منتديات الحوار الإقليمي كان أبرزها منتدى الحوار الإقليمي الأوروبي، ومنتدى الحوار الإقليمي الآسيوي الذي يسعى لإطلاق العنان لإمكانات القارة من خلال تنسيق جهود الاستدامة وتطوير التكنولوجيا من أجل التنمية الاقتصادية.